فشلت جوجل في تحقيق هدفها بتغيير طريقة تقديم الإعلانات في متصفح الويب المهيمن كروم مع نهاية العام، وهو ما يعد انتكاسة لجهودها المستمرة منذ سنوات لتحسين خصوصية المستهلك عبر الإنترنت.
وقالت عملاقة البرمجيات إنها ليست قادرة على إزالة ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية بما يتوافق مع الجدول الزمني الأصلي، مشيرة إلى التحديات المستمرة المتعلقة بالتوفيق بين التعليقات المتباينة من الصناعة والمنظمين والمطورين.
وانتظر المعلنون التغييرات بفارغ الصبر لأن ما يقرب من ثلثي حركة المرور عبر الإنترنت تجري عبر كروم، مما يجعله بوابة مهمة للوصول إلى المستهلكين.
وتتبع ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية المستخدمين عبر الإنترنت، ويستخدمها المعلنون في كل شيء، بدءًا من استهداف الإعلانات وحتى قياس فعالية الحملات التسويقية، مما يجعلها الأساس لجزء كبير من صناعة تبلغ قيمتها مقدار 600 مليار دولار سنويًا.
وجاء إعلان جوجل قبل أيام من صدور تقرير الحالة المتوقع من هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة، التي تشرف على جهود الشركة العالمية لإزالة ملفات تعريف الارتباط.
وأبلغت هيئة تنظيم الخصوصية في المملكة المتحدة جوجل أن التغييرات المقترحة ليست كافية، وتخطط لتقديم التعليقات نفسها إلى هيئة المنافسة والأسواق.
وقالت جوجل إنها تخطط الآن للبدء بالتخلص التدريجي من ملفات تعريف الارتباط في عام 2025 إذا حصلت على موافقة هيئة تنظيم الخصوصية وهيئة المنافسة والأسواق.
وأمضت جوجل سنوات في التحضير للتخلص من ملفات تعريف الارتباط بعد خطوات مماثلة نفذتها آبل وموزيلا.
وروجت عملاقة البحث للتغيير بصفته وسيلة لتحسين خصوصية المستهلك، وطورت مجموعة بديلة من التقنيات المعروفة باسم Privacy Sandbox لتحل محل العديد من مزايا ملفات تعريف الارتباط.
وواجهت الخطط عوائق عديدة. وأعلنت جوجل أول مرة خططها لحظر ملفات تعريف الارتباط في أوائل عام 2020، مستهدفة نهاية عام 2022 لإزالتها.
ويفيد التأخير صناعة الإعلان من خلال منحها وقتًا إضافيًا من أجل الاستعداد لتغييرات جوجل.
وتتمتع هيئة المنافسة والأسواق بسلطة طلب تغييرات فيما يتعلق بخطط جوجل لإزالة ملفات تعريف الارتباط قبل المضي قدمًا.
وبدأت جوجل في شهر يناير بتقييد ملفات تعريف الارتباط لمقدار 1 في المئة من مستخدمي كروم بصفته جزءًا مما أسمته اختبارًا محدودًا قبل المضي قدمًا في خطط لإزالتها بحلول نهاية العام.
واشتكت شركات تكنولوجيا الإعلان إلى جوجل وهيئة المنافسة والأسواق من أن التقنيات البديلة للشركة لا تعوض المزايا المفقودة من ملفات تعريف الارتباط.
كما أعربوا عن مخاوفهم من أن خطط جوجل قد تعزز مكانتها المهيمنة في النظام البيئي للإعلان الرقمي.
ووصفت جوجل بعض الانتقادات بأنها غير دقيقة، وقالت إنها تقلل فعالية بعض المزايا عن قصد لتحسين الخصوصية، وأضافت أنها لن تمنح معاملة تفضيلية لمنتجاتها خلال المدة الانتقالية.
وكتبت هيئة تنظيم الخصوصية في مسودة تقرير هذا الشهر أن أدوات Privacy Sandbox من جوجل تركت ثغرات يمكن للمعلنين استخدامها لتحديد المستخدمين الذين يجب أن يظلوا مجهولين.
وقالت جوجل في الأسبوع الماضي إن الأدوات مصممة لتقديم تحسينات ذات معنى في الخصوصية، وإن الشركة تعمل بطريقة وثيقة مع هيئة تنظيم الخصوصية.
وقالت المتحدثة باسم هيئة المنافسة والأسواق إنها تتوقع العمل مع هيئة تنظيم الخصوصية لإنهاء مراجعتها بحلول نهاية هذا العام.