تواجه بوابة القمر التابعة لوكالة ناسا بعض التحديات الخطيرة قبل إطلاقها: فقد لا تكون المحطة المدارية قادرة على دعم المركبات الزائرة الكبيرة مثل مركبة ستارشيب التابعة لسبيس إكس، والتي يبلغ حجمها 18 مرة أكبر مما يمكن أن تدعمه البوابة كما تم تصميمها حاليًا.
تعد بوابة القمر، وهي موطن لرواد الفضاء حول القمر، عنصرًا أساسيًا في خطط ناسا للعودة إلى سطح القمر وإنشاء وجود بشري مستدام على أكبر قمر صناعي للأرض. تريد ناسا إطلاق بوابة القمر في أواخر عام 2027 وتجهيزها للاستخدام من قبل مهمة أرتميس 4 المأهولة، والتي من المقرر حاليًا إطلاقها في سبتمبر 2028. هذا جدول زمني ضيق، مما يعني أن أي انتكاسات قد تعرض بعثات متعددة للخطر.
يشير تقرير جديد صادر عن مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي إلى أنه قد تكون هناك عقبة خطيرة: المركبات الفضائية مثل Starship القمرية التابعة لشركة SpaceX، والتي صُممت لنقل رواد الفضاء من مدار القمر إلى سطح القمر، قد تكون كبيرة جدًا بحيث لا يمكنها الالتحام بـ Gateway. يقول التقرير أنه في حالة التحام Starship والمركبات الكبيرة الأخرى بـ Gateway، فقد يؤثر ذلك على قدرتها على البقاء في المدار الصحيح والإشارة في الاتجاه الصحيح. سيؤدي هذا بدوره إلى تعطيل الاتصالات مع Lunar Gateway ومنع المركبات الأخرى من القدرة على الالتحام.
وبحسب التقرير، فإن كتلة المركبة الفضائية أكبر بـ 18 مرة من القيمة التي استخدمتها وكالة ناسا لتطوير معايير التحكم في عنصر الطاقة والدفع (PPE) الخاص بالبوابة. ويقوم مسؤولو البرنامج بتقييم طرق التخفيف من المخاطر المرتبطة بربط المركبات الكبيرة، بما في ذلك جعل المركبة الفضائية الزائرة تطلق محركاتها لتقاسم بعض التحكم مع عنصر الطاقة والدفع (PPE) عند الالتحام ببوابة القمر.
وحتى لو توصلوا إلى حل مناسب لمهام القمر، فإن هذه المشكلة تشكل خطراً أكبر على قدرة البوابة على دعم المهام المستقبلية إلى المريخ. وقد تم الترويج للبوابة القمرية كوسيلة لوكالة ناسا لرسم مسار للمهام البشرية الأولى إلى المريخ، من خلال العمل كمنطقة انطلاق للمركبات الفضائية في طريقها إلى الكوكب الأحمر. ومع ذلك، فإن صعوبة استضافة المركبات الكبيرة قد تؤدي إلى فشل هذه الخطط. وعلاوة على ذلك، تم تصميم البوابة لدورة حياة مدتها 15 عامًا، مما يعني أنها قد تنهي وقتها في الفضاء في الوقت الذي بدأت فيه المهام إلى المريخ للتو.
ويشير التقرير أيضًا إلى أن بوابة القمر، التي تقدر تكلفتها الأساسية بنحو 5.3 مليار دولار، تواجه مخاطر تتعلق بالجدولة الزمنية. ومن أجل بدء عمليات بوابة القمر، تحتاج ناسا إلى تنفيذ سلسلة معقدة من الأحداث عبر سبعة من برامجها، بالإضافة إلى المقاولين المختلفين الذين يدعمون تلك البرامج، وفقًا لتقرير مكتب المحاسبة العامة. ويجب أن تكون بوابة القمر في المدار قبل عام من إطلاق أرتميس 4، لكن التقرير وجد أن قدرتها الأساسية الحالية هي الإطلاق في ديسمبر 2027، أي بعد ثلاثة أشهر من الموعد المحدد.
وصفت وكالة ناسا بوابة القمر بأنها “محورية لتعزيز ودعم أهداف استكشاف الفضاء البشري” و”نقطة الانطلاق الموحدة في بنيتنا للعمليات القمرية البشرية والوصول إلى سطح القمر والبعثات إلى المريخ”. وبحجم سدس حجم محطة الفضاء الدولية، صُممت البوابة لتوفير الدعم للمهام المأهولة إلى سطح القمر، ومنصة لأداء العلوم في مدار القمر، ونقطة انطلاق لنشر مهام الفضاء العميق، بما في ذلك المجسات الروبوتية لدراسة الكويكبات والمذنبات القريبة.
ويشير التقرير إلى أن مشروع ناسا لبناء البوابة معقد للغاية، وربما لا يتمكن المشروع من تحقيق أحد أهدافه الأساسية، وهو دعم البعثات المستقبلية إلى المريخ. وهذه علامة سيئة لمشروع يشكل أهمية كبرى لطموحات ناسا على مدى العقد المقبل وما بعده.
لمزيد من رحلات الفضاء في حياتك، تابعنا على X وقم بإضافة صفحة رحلات الفضاء المخصصة على Gizmodo إلى إشاراتك المرجعية.