على مدى أكثر من عام، وصلت درجات الحرارة السطحية في المحيط الأطلسي إلى مستويات قياسية جديدة، لكن هذا الاتجاه انعكس بسرعة قياسية خلال الأشهر القليلة الماضية، ولا أحد يعرف السبب.
في يونيو/حزيران، كانت درجات الحرارة في المحيط الأطلسي أعلى من المعتاد بمقدار درجتين إلى خمس درجات فهرنهايت (درجة إلى ثلاث درجات مئوية) في معظم المحيط، مع ارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق بمقدار 9 درجات فهرنهايت (5 درجات مئوية) عن المتوسط. ولم تكن هذه درجات الحرارة لمرة واحدة، حيث شهد المحيط الأطلسي بانتظام مستويات قياسية منذ مارس/آذار 2023. وكان ذلك العام هو الرابع على التوالي الذي تسجل فيه محيطات العالم أرقامًا قياسية جديدة في الحرارة.
كانت المياه الساخنة نتيجة جزئية لتغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، ولكنها كانت أيضًا نتيجة لظاهرة النينيو القوية بشكل خاص في عامي 2023 و2024. ولكن يبدو أن هذا النظام قد انتهى، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وتشير بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى أن درجات حرارة سطح المحيط الأطلسي انخفضت بمعدل مفاجئ منذ مايو/أيار. فمنذ بداية يونيو/حزيران، كانت درجات الحرارة أقل بدرجة أو درجتين فهرنهايت عن المعدل الطبيعي في هذا الوقت من العام. وهذا يعني أن ظاهرة النينيو من المرجح أن تحل محلها ظاهرة النينيا، وهي نظام طقس يسمح للمياه الباردة بالارتفاع إلى سطح المحيط الأطلسي، في وقت ما بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني. وكل من ظاهرة النينيو والنينيا عبارة عن أنظمة معقدة مدفوعة بالرياح التجارية والتدفئة الشمسية وهطول الأمطار في المناطق الاستوائية، وقد يكون من الصعب التنبؤ بها. ومع ذلك، فإن التحول المفاجئ في درجات حرارة المحيط الأطلسي كان محيرًا، ولا يبدو أن أحدًا يعرف سبب حدوثه بهذه السرعة.
وقال فرانس فيليب توشين، طالب ما بعد الدكتوراه في جامعة ميامي، لمجلة نيو ساينتست: “لقد قمنا بفحص قائمة الآليات المحتملة، ولكن لا شيء منها يرقى إلى المستوى المطلوب حتى الآن”.
وقد ارتبطت موجة الحر التي ضربت المحيط ببعض التأثيرات البيئية المدمرة، بما في ذلك تبييض المرجان العالمي الذي تسبب في إجهاد أكثر من 99% من الشعاب المرجانية الاستوائية في المحيط الأطلسي. ويحدث التبييض عندما يحدث تغير في الظروف، مما يؤدي إلى طرد الطحالب التي تعيش في المرجان. والنتيجة هي المرجان الأبيض العظمي، الذي لا يؤثر على التنوع البيولوجي فحسب، بل يقلل أيضًا من قدرة الشعاب المرجانية على تخفيف تأثير العواصف الساحلية والحد من الفيضانات.
إن ظاهرة النينيو والنينيا لها عواقب عالمية تتجاوز كثيراً تغيير درجة حرارة المياه. فقد وجدت دراسة حديثة أن ظاهرة النينيو قد تتسبب في خسارة تريليونات الدولارات من الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم، وهو التأثير الذي قد يستمر لسنوات. كما قد تؤدي إلى زيادة حالات الإصابة بالأمراض، حيث تزدهر البعوض والطحالب السامة والبكتيريا وسط مواسم الأمطار الأطول.