بعد ما يقارب العقد من خروج كوجيما المثير للجدل من كونامي، إلا أنه لا يزال يلقي بظلاله على سلسلة Metal Gear، بينما تمضي كونامي قدماً مع Metal Gear Solid Delta: Snake Eater وهي نسخة جديدة من اللعبة الكلاسيكية التي صدرت عام 2004، تظل الأسئلة حول غياب كوجيما عالقة، فهي تقدم رسومات محدثة وعناصر تحكم عصرية وتفاصيل غامرة، ولكنها تبدو أقرب إلى إعادة ترميم أكثر من كونها إعادة بناء، وعلى عكس النسخ الجديدة الأخرى الأخيرة فإن Delta تتمسك بشدة بتصميم المطور الياباني الأصلي، مما يعزز الفكرة بأنه لم يخطُ أحد حتى الآن مكانه الأيقوني.
1 | شبح كوجيما في أدغال Sneak Eater
تضيف اللعبة عناصر جديدة مثل تكوّن الندوب من الجروح والتقاط الملابس للأوراق المتناثرة لكن جوهرها يبقى وفياً إلى حد بعيد عن اللعبة الأصلية، بالنسبة لمحبي السلسلة القدامى فإن التجربة تبدو مألوفة إلى حد غريب، رحلة عبر المستنقع مع التماسيح، الاختباء في جذوع الأشجار المجوفة والعبور الشهير للجسر لمواجهة الجنود السوفييت.
إن إخلاص كونامي يستحق الثناء لكنه يخاطر بأنه يبدو زائداً عن الحاجة، خاصة بالنظر إلى الإصدارات السابقة مثل إصدار Subsistence عام 2005 ونسخة الـ HD عام 2011.
كان رحيل كوجيما قد ترك فراغاً وهو فراغ لم تنجح محاولة كونامي الأولى بعد كوجيما في ملئه و Metal Gear Survive خير مثال على ذلك، إن نهج Delta يعتمد على تصميم جماعي بدلاً من رؤية طموحة لمبتكر فريد يفتقر إلى السحر غير المتوقع لبصمة كوجيما، بينما يعيد اللاعبون زيارة المشاهد والأصوات المألوفة يكون غياب يد الأب الروحي ملموساً.
2 | هل يمكن أن تنجو السلسة بدون كوجيما؟
السؤال الجوهري الذي يلوح في الأفق حول Metal Gear Solid Delta هو ما إذا كانت تحمل في طياتها شذرات صانعها الإبداعية وهل يمكن أن تستمر بعد غيابه.
النسخة الجديدة لا تكتفي بتحديث الرسوميات والتحكمات فحسب بل تعكس أيضاً حقيقة وجود سلسلة تعمل الآن دون مبتكرها الأيقوني، فقد أعترف المنتج نوريأكي أوكامورا بأنه لا يوجد شخص واحد مستعد ليحل محل كوجيما، بدلاً من ذلك يتكون فريق Metal Gear Solid الجديد من مجموعة من المطورين الشباب والموهوبين الذين يمكن أن يتولوا أدوار القيادة الإبداعية في المستقبل.
كما صرح أوكامورا قائلاً:
“بالنسبة لشخص يحل محل دور المخرج الإبداعي، لا يوجد شخص واحد بالضبط قد تولى المسؤولية ولكنه جهد جماعي بدرجة كبيرة”
حيث يعترف أوكامورا وهو من قدامى العاملين على ألعاب ميتال جير السابقة بأن تقليد مزيج كوجيما الفريد من التصميم الدقيق ومعرفة التسويق ورواية القصص الطموحة هو أمر صعب للغاية.
3 | المسار الحذر إلى الأمام
تشير تصريحات أوكامورا إلى رغبة في تكريم رؤية كوجيما مع تطوير هوية خاصة بهم أيضاً حيث قال:
“بالطبع لدينا الكثير من الاحترام لرؤيته الإبداعية وبالنسبة لفريقنا الجديد نود أن نصنع هذه الألعاب بطريقتنا الخاصة مع فريقنا الموهوب والأفكار الإبداعية الخاصة بنا لأجيال اللاعبين الحاليين والمستقبلية”
كان هذا التحفظ واضحاً عندما رد أوكامورا على سؤال حول إجراء تغييرات جريئة على تصميم Delta مثل تعديل القصة حيث أعرب أوكامورا والذي يعد Snake Eater لعبته المفضلة في السلسلة أن هدف دلتا هو إعادة خلق الحماس الأصلي وليس إعادة اختراعها.
4 | أتجاه جديد أم إلى الأبد في الظل؟
تصريحات أوكامورا تؤكد صعوبة إعادة تعريف سلسلة مترابطة بهذا الشكل العميق مع إرث مبتكرها، بينما تتطلع كونامي إلى المستقبل فإن الطريق مليء بالتحديات لإيجاد صوت جديد يمكنه احترام وتجاوز تأثير كوجيما الضخم، في حين أن Delta هي شهادة على احترام كونامي للماضي.
الخاتمة
يبقى السؤال هل يمكن للسلسلة أن تتطور لتكون أكثر من مجرد نصب تذكاري لمبتكرها الأصلي؟ أم أن تحدي كونامي لا يقتصر فقط على الجوانب التقنية أو الديناميكيات الجماعية بل يتعلق بالموازنة الدقيقة بين تكريم الماضي والجرأة على إعادة تعريفه، ولكي تمضي قدماً قد تحتاج كونامي إلى فعل أكثر من مجرد الحفاظ على رؤية كوجيما.. فهي بحاجة إلى العثور على رؤيتها الخاصة.