منذ أن غاص اللاعبين في عوالم Monster Hunter، وهم يتوقون إلى المزيد من مغامرات صيد وحوش، ومع Monster Hunter Wilds، يبدو أن Capcom استمعت جيدًا لنداء صياديها، مقدمةً لنا عالمًا “شبه مفتوح” مليء بالوحوش النادرة والتحديات المثيرة. لكن هل كانت هذه التجربة النقلة والتطور الذي طال انتظاره من عشاق السلسلة واللاعبين الجدد؟ أم أنها مجرد صيد آخر في عالم جديد؟ دعونا نتعمق في تفاصيل اللعبة لنرى ما إذا كانت تستحق حمل لقب البراري بجدارة.
على مرّ السنين، أثبتت سلسلة Monster Hunter قدرتها على التطور دون أن تفقد هويتها المميزة، فمنذ المواجهات الاستراتيجية في الأجزاء الأولى، وصولًا إلى الحركة السلسة والتقدم الذي وصلت إليه Monster Hunter Rise، سعت كل نسخة جديدة إلى إثراء تجربة اللعب دون المساس بالفلسفة الأساسية للسلسلة.
والآن، مع Monster Hunter Wilds، لدينا عالم أكثر حيوية وتنوعًا وخطورة من أي وقت مضى، فتخيل نفسك تواجه جحافل من الوحوش تتحرك في مجموعات ضخمة، وعواصف عاتية تعيد تشكيل تضاريس البيئة من حولك، وأنظمة بيئية مترابطة بطرق غير مسبوقة. كل هذا يشير إلى أن Monster Hunter Wilds ستكون بمثابة ثورة حقيقية في تاريخ السلسلة، وستقدم للاعبين تجربة صيد لا تُنسى.
نظرة عامة على Monster Hunter Wilds
المطور والناشر | Capcom |
---|---|
تصنيف اللعبة | أكشن، تبادل أدوار، هاك أند سلاش، قتال |
المنصات | Xbox Series X|S، الحاسب الشخصي، PS5 |
تاريخ الإطلاق | 28 – فبراير- 2025 |
سعر الإطلاق | $69.99 دولارًا أمريكيًا |
زمن اللعب | ~50 ساعة |
نسخة المراجعة | PS5 |
لا أخفيكم بكل حيادية أنني بدأت اللعبة وأنا أشعر بضغط شديد وتوتر وضياع بسبب خلفيتي المتواضعة نسبيًا حول هذه السلسلة الشهيرة، بسبب تفاصيل اللعبة والهدف من القصة واختيار الأسلوب المناسب للعب، وهذا الأمر أجبرني على أخذ جولة لبضع أيام لكي أتعرف أكثر وأسترجع كل ما أعرفه عن هذه السلسلة العريقة، وقمت بتجربة الجزء الأخير Monster Hunter Rise لبضع ساعات لكي أتمكن من استيعاب النقلة التي حدثت بشكل أعمق، واعتمادها كركيزة “ثانوية” في مراجعتي لهذه اللعبة التي أبهرتني بعد ساعات من الغوص فيها، فمع الوقت اتضحت لي الأمور رويدا رويدا، وانسجمت معها بكل حواسي
قصة اللعبة هي الأفضل في السلسلة
تأخذنا اللعبة في رحلة مثيرة إلى أراضي Forbidden Lands، حيث تتولى هيئة البحث والتحقيق مهمة الحفاظ على التوازن البيئي وصيد الوحوش، فالقصة تبدأ بمقدمة سينمائية جذابة تعرض أسماء الشخصيات بشكل أنيق ومميز، مما يساعد على ترسيخها في الذاكرة، مع حوارات شيقة تمنحك مجالًا للتعرف أكثر على جوانب هامة من أسرار القصة من خلال خيارات إضافية للمحادثة.
مهمتك الأساسية كصياد هي تعقب “الشبح الأبيض” والقضاء عليه، ولكن سرعان ما تكتشف أن هذه الأراضي المحرمة تضم بشرًا يحتاجون إلى مساعدتك، من هنا تنطلق الأحداث ويتم بناء القاعدة، وتتشابك خيوط القصة لتأخذك في مغامرة مليئة بالتحديات والاكتشافات.
الشخصيات في اللعبة تم تصميمها بعناية تامة لتشعر أن لكل منها كيانها الخاص، ولكل منها دوافعه وأهدافه الخاصة، الحوارات أكثر متعة من الجزء الماضي، حيث ستشعر أن النظام السردي متقن، مما يزيد من انغماسك في عالم اللعبة وتعلقك بشخصياتها، وهنا سأذكر لكم بعض الشخصيات الرئيسية التي لعبت دورًا محورياً في تجربتي، ولنبدأ بـ Hunter أو الاسم الذي “الخاص بك” بطل القصة، صياد تم تعيينه في Forbidden Lands Research Commission، وهي لجنة مختصة بالتحقيق واكتشاف المناطق المجهولة.
أما Alma الفتاة خفيفة الظل، فهي عالمة آثار ورفيقة درب البطل، تقدم الدعم في إدارة طلبات الصيد والتصاريح والمهمات، ولدينا Gemma الحدادة النشطة التي تنتمي إلى نفس اللجنة، توفر الأسلحة والدروع اللازمة لمواجهة الوحوش وتقوم بتطويرها، ولا ننسى أو شخصية غامضة تظهر في اللعبة وهي الصبي Neta الذي يرافق البطل في رحلته، ويبدو أنه يحمل مفتاحًا لأسرار القصة.
نظام لعب ممتع
بعد تجربتي للعبة Monster Hunter Wilds اكتشفت أن سحرها والضجة المحيطة بها لا تقتصر فقط على الوحوش العملاقة والمعارك الالتحام وشهرة السلسلة، بل امتدت إلى تفاصيل دقيقة زادت من حيوية العالم وانغماسي فيه، من تصميم البيئات المذهل كعادة المطور، مع تنوع تضاريسي وتفاصيل دقيقة تجعل كل منطقة فريدة من نوعها، حتى أنه يمكنك تتبع آثار الوحوش البيئات المختلفة، والتجول في عالم “شبه مفتوح” بحثًا عن فريسة أو وحش نادر يثير حماسي وأجرب في أسلحتي المطورة، أو استكشاف الكهوف التي تختبئ فيها المخاطر، والبحث عن العناصر النادرة.
نظام اللعب في Monster Hunter Wilds ممتع ويشجع على الاستكشاف والتجربة، قمت بصيد الوحوش وجمع الموارد لتصنيع أسلحة ودروع أقوى، وشعرت بالتقدم والتطور مع كل وحش جديد أواجهه، فاللعبة تقدم خيارات واسعة لتطوير عتادك وتخصيصه ليناسب أسلوب لعبك، مما يجعل التجربة أكثر متعة وتنوعًا.
شهدت Monster Hunter Wilds تحسينات ملحوظة في أسلوب اللعب، وتساعدك في البداية على اختيار نمط اللعب الخاص بك من خلال اختيار السلاح الذي يعتمد على نمط الهجوم والدفاع لديك من خلال اجراء بعض الحوارات، وحيث الحركة أصبحت أكثر سلاسة، والتحكم في الشخصيات أسهل.
كما تم إضافة بعض الميزات الجديدة التي تضيف عمقًا إلى التجربة، مثل القدرة على استخدام الوحوش كأدوات للتنقل، واستخدام الموارد التي تكسبها من عمليات الصيد لتصنع أسلحة ودروع أكثر قوة في رحلتك لكشف النقاب عن الأراضي الجديدة.
استكشاف وصيد مبتكر وتقنيات قتال متطورة و أسلحة متنوعة
تأتي Monster Hunter Wilds بتقنيات و آليات جديدة كلياً لتوسيع خياراتك في الاستكشاف و القتال في أراضي Forbidden Lands، وهنا يأتي دور رفيقك الجديد Seikret وهو ليس مجرد حيوان أليف، بل هو شريكك المثالي في رحلتك، حيث يتمتع Seikret بحاسة شم قوية و خفة حركة استثنائية ويمكنه الطيران بشكل منخفض عند القفز من المرتفعات، مما يمكنه من إرشادك إلى هدفك التالي و حتى شفائك و شحذ أسلحتك أثناء التنقل، والأهم من ذلك، يمكن له حمل سلاحك الثاني في جيبه الخاص، مما يتيح لك التبديل بين الأسلحة بحرية خلال عملية الصيد.
تخصيص الأسلحة والعناصر عميق للغاية، مع وجود ترسانة من الأسلحة الهجومية المتنوعة، من المدافع والرشاشات الغريبة إلى السيوف بكل أنواعها، مع إمكانية ترقيتها، وكمية التفاصيل تجعلك تنسجم وتضيع ساعات في التخصيص والاستكشاف في القوائم وشجرة المهارات.
إعدادات اللعبة عميقة للغاية، وتتحكم في كل التفاصيل وأدوات المساعدة والتحكم والعرض، وتوازن الأسلحة هذه المرة أفضل من الأجزاء الماضية، فكل سلاح، سواء هجومي عن قرب أو بعيد أو كلاهما، لديه ميزة فريدة عن غيره وتحتاجه في معارك الوحوش.
تقدم اللعبة أيضًا تقنيات قتال جديدة مثيرة أضافت بعدًا وطعمًا جديدًا لهذا الجزء، مثل وضع Focus يسمح لك بتصويب هجماتك و دفاعاتك بدقة أكبر، و يسلط الضوء على الجروح و نقاط الضعف لدى الوحوش، ويمكنك أيضاً تنفيذ حركة الشحن Focus Strikes لإلحاق ضرر إضافي بهذه المناطق المستهدفة، ولا ننسى أن البيئة ستساعدك على قتال الوحوش وستكون عونًا لك.
و إذا تمكنت من صد هجمات معينة، ستدخل في Power Clash مع الوحش، و الفوز بهذا الصراع يمنحك فرصة ذهبية للهجوم، وهناك أيضاً هجمات التعويض التي تسمح لك باستغلال هجوم الوحش ضد نفسه، و لا ننسى Slinger، القاذفة المثبتة على المعصم التي تطلق أنواعًا مختلفة من الذخيرة و تسمح لك بتجميع العناصر و تحفيز الحركات البيئية، وبالطبع يمكنك الاختيار من بين أربعة عشر سلاحًا مختلفًا، لكل منها أسلوب لعب فريد و عمق استراتيجي خاص به، فسواء كنت تفضل القوة الغاشمة مثل السيوف الضخمة Great Sword أو السرعة و البراعة لسيوف Insect Glaive، ستجد بالتأكيد السلاح الذي يناسبك.
عودة إلى أجواء Lost Planet مع لمسة Monster Hunter
لا يمكن إنكار وجود قواسم مشتركة بين Monster Hunter Wilds ولعبة Lost Planet من نفس المطور والتي يعرفها عشاق صيد الوحوش، خاصةً عندما يتعلق الأمر بأجواء اللعبة وأسلوب اللعب، فكلا اللعبتين تأخذان اللاعبين إلى عوالم قاسية بوجهين، حيث يواجهون وحوشًا ضخمة وخطيرة، وهذا الشعور بالبقاء في بيئة معادية يتردد صداه بقوة في Monster Hunter Wilds، حيث تجد نفسك مضطرًا للتكيف مع الظروف القاسية واستخدام كل ما لديك من مهارات وأدوات للبقاء على قيد الحياة.
ولكن، بعيدًا عن التشابه في الأجواء، تبرز Monster Hunter Wilds بأسلوب لعبها المميز الذي يعتمد على الصيد والتطوير، وهنا، تجد نفسك أمام خيارات واسعة من الأسلحة والأدوات التي يمكنك استخدامها لمواجهة الوحوش، وبالحديث عن الأسلحة، يظهر تأثير Lost Planet واضحًا في تصميم بعض الأسلحة بعيدة المدى، مثل البنادق والقاذفات، والتي تمنح اللاعبين القدرة على إلحاق الضرر بالوحوش من مسافة آمنة.
هذا التوجه نحو الهجوم بعيد المدى وصيد الحيوانات والمخلوقات الغريبة، يذكرنا بأسلوب اللعب الذي اعتدنا عليه في Lost Planet، حيث كان استخدام الأسلحة النارية أمرًا حاسمًا للبقاء على قيد الحياة في مواجهة الوحوش الضخمة.
نظام بيئي مبتكر
تركز Monster Hunter Wilds على فكرة النظام البيئي “Ecosystems” وتقدم فصولًا تتغير فيها البيئة بشكل جذري، فلدينا فصل “Fallow” يتميز بطقس قاسٍ ووحوش مفترسة أكثر عدوانية تتحرك في مجموعات بحثًا عن الطعام، وعلى النقيض، يأتي فصل “Plenty” بطقس جميل ومخلوقات أقل عدوانية تتحرك بشكل فردي، مما يجعل الصيد أسهل نسبيًا، وبين هذين الفصلين، توجد فترة انتقالية “Inclemency” بأجواء خطيرة وظواهر طبيعية متنوعة مثل العواصف الرملية والرعدية وغيرها، تشهد تواجدًا مكثفًا لوحوش شرسة، وكل هذه الفصول المتغيرة تضفي ديناميكية على اللعبة وتجعل تجربة الصيد أكثر تحديًا وإثارة، ويجب عليك أن تكون على دراية بكل ما يحيط بك وأن تتكيف مع الظروف المتغيرة باستمرار.
يبدو لي أن سلسلة Monster Hunter حافظت على جوهرها المميز الذي لطالما عرفت به، مقدمةً تجربة صيد وحوش فريدة من نوعها، ويبدو أن Capcom تطمح إلى ما هو أبعد من مجرد تكرار النجاح، مع تصميم عالم “شبه مفتوح” بلمسة عصرية وبطريقة مميزة، يجمع بين حرية الاستكشاف وسحر التقاليد، صحيح أن بعض القيود قد تظل موجودة، مثل الحواجز الطبيعية أو المناطق المغلقة، لكنها لن تحد من شعورك بالانغماس وحرية الحركة، وحتى اكتشاف وحوش جديدة لم تكن لتراها في الألعاب السابقة.
تحفة فنية تجمع بين الرسومات والتوجه الفني المذهل
في الختام يمكننا القول أن Monster Hunter Wilds هي تحفة فنية بكل معنى الكلمة، تجمع بين الرسومات المذهلة التي تجسد المناظر الطبيعية والوحوش بتفاصيل دقيقة وواقعية، مع ألوان زاهية وإضاءة خلابة، خاصة في المناطق الصحراوية، وعملت اللعبة بسلاسة على منصة بلايستيشن 5، مع الحفاظ على معدل إطارات مرتفع وثابت، وتوفر ثلاثة أوضاع، ولم تواجهنا أي مشاكل تقنية أو أعطال أثناء اللعب “يجب تحميل تحدث اليوم الأول”.
تدعم اللعبة لوحة المفاتيح والفأرة لوحدة التحكم المنصة المنزلية، وتوفر تخصيصًا عميقًا للشخصيات، يصل إلى حد جعل شخصيتك ورفيقك يحمل لونًا مغايرًا في كلتا العينين، وتصميم عالم اللعبة والشخصيات والحوارات وحركة الشفاه وتعابير وجوه الشخصيات وجمال البيئة، يعكس قوة محرك Rengine الذي تم تطوير اللعبة عليه.
جدير بالذكر أن اللعبة
- تدعم اللغة العربية على مستوى النصوص والترجمة.
- تدعم اللعب الجماعي (co-op).
- تدعم اللعب المشترك بين الأجهزة (Crossplay).
لعبة الصيد التي طال انتظارها – 9
9
لعبة الصيد التي طال انتظارها
يبدو لي أن سلسلة Monster Hunter حافظت على جوهرها المميز الذي لطالما عرفت به، مقدمةً تجربة صيد وحوش فريدة من نوعها مع ترسانة أسلحة وعناصر تعكس أسلوبك المفضل في القتال، وستكون من بين الصيادين الأشداء الذين يتلقون المهام، وينطلقون في رحلات محفوفة بالمخاطر مع التعايش عبر أنظمة بيئية ومواجهة وحوش نادرة وغريبة، ثم يعودون منتصرين (أو منهزمين) لتسليم غنائمهم. هذه الدورة البديهية ورغم بساطتها، ستأسر قلوب محبيها وتجذب المزيد من الجمهور الجديد، وفي نفس الوقت حافظت على مكانة السلسلة كواحدة من أفضل ألعاب الصيد.