في منتصف التسعينيات ظهر جهاز العاب منزلي غير ملامح عالم الألعاب إلى الأبد، إنه جهاز بلايستيشن 1 الذي حول غرف المعيشة إلى ساحات مغامرات لا تنتهي وأصبح رمز لجيل كامل من اللاعبين. لكن وراء الشهرة الواسعة والألعاب الأسطورية التي قدمها الجهاز تكمن قصص غامضة وتفاصيل مدهشة ظلت طي النسيان لسنوات.
هل تعلم أن بعض أسرار هذا الجهاز العبقري ما زالت تكتشف حتى يومنا هذا؟ ربما تكون من المحظوظين الذين امتلكوا PS1 أو لعبت ألعابه مراراً، لكنك على الأرجح لم تسمع من قبل عن الشيفرات السرية التي اختبأت في ذاكرته أو التصميم الثوري الذي كاد أن يختلف كلياً أو حتى الحكايات الطريفة التي رافقت تطوير أشهر ألعابه!
في هذا الموضوع، سنكشف لك عن 10 أسرار مذهلة عن بلايستيشن 1 ستجعلك تنظر إليه بعين جديدة. أسرار تتراوح بين خبايا تقنية غريبة ومغامرات تطوير مجنونة وحقائق تاريخية ستذهل حتى أشد المعجبين دراية. هل أنت مستعد لاكتشاف الوجه الخفي لأسطورة الألعاب؟ لنبدأ الرحلة!
سر استخدام رموز مثلث، مربع، دائرة واكس في وحدة التحكم
في منتصف التسعينيات قررت شركة سوني إطلاق جهاز تحكم يختلف عما اعتاد عليه اللاعبون في ذلك الوقت فابتكرت أزرارا ذات رموز غير تقليدية مثل المثلث والمربع وإكس ودائرة بدلا من الحروف الأبجدية التي استخدمتها المنصات المنافسة.
كانت الفكرة وراء هذه الرموز تعكس رؤية عميقة فالمثلث مثلا صمم ليرمز إلى منظور اللاعب في الألعاب ثلاثية الأبعاد بينما المربع كان يمثل الوصول إلى القوائم أو المستندات داخل اللعبة أما إكس ودائرة فقد خططت سوني لاستخدامهما كأدوات للإجابة بنعم أو لا لكن الأمور لم تسر كما توقعت.
فريق التصميم واجه تحديات داخلية حيث فضل بعض المسؤولين في سوني محاكاة تصميم أجهزة التحكم الكلاسيكية مثل جهاز سوبر نينتندو. إلا أن المصمم تيجي جوتو دافع عن فكرته الجريئة بمساعدة رئيس الشركة آنذاك نوريو أوغا الذي أيد الرؤية الإبداعية ونجح في إقناع الفريق بالالتزام بهذا التصميم الفريد.
مع مرور الوقت، قرر مطورو الألعاب ابتكار استخدامات جديدة للأزرار بعيدا عن الرموز الأصلية التي وضعتها سوني فتحولت إكس ودائرة إلى أزرار للتنفيذ أو الإلغاء بينما استخدم المربع والمثلث لأغراض متنوعة حسب حاجة كل لعبة وهو ما منح الجهاز مرونة ساهمت في انتشاره الواسع.
بلايستيشن 1 كان يدعم تشغيل العاب Game Boy
الجميع يعلم ان سوني كانت في البداية تعمل مع نينتندو على جهاز مشترك الا ان الأمور لم تسر على ما يرام، وحينها قررت سوني اصدار جهاز العاب منزلي بشكل منفصل. رغم ذلك، فقد كان هناك إضافة تمكن من تشغيل ألعاب Game Boy على جهاز بلايستيشن 1 وقد أنشأها مزودون خارجيون. ببساطة، كان يتم توصيل المحول في الجزء الخلفي من جهاز البلاي ستيشن لتشغيل ألعاب Game Boy.
ورغم أن الفكرة كانت جذابة لجماهير نينتندو وسوني إلا أن العديد من اللاعبين اشتكوا من عدم عمل المحول بشكل جيد مما جعل التجربة مخيبة للآمال. ومن المثير للسخرية أن تشغيل ألعاب Game Boy كان أسهل على البلايستيشن 1 من جهاز نينتندو 64.
جهاز بلايستيشن 1 الأسود لتطوير الألعاب
قبل انتشار تطبيقات الهواتف الذكية ودعم الألعاب المستقلة كان تطوير الألعاب حكر على المبرمجين الهواة الذين واجهوا تحديات كبيرة بسبب نقص المواقع والمنصات لنشر إبداعاتهم. وسط هذه البيئة الصعبة أطلقت سوني مفاجأة غير متوقعة وهي جهاز أسود اللون اطلقت عليه اسم “نيت ياروز”، وهو نسخة خاصة من بلايستيشن 1 مخصصة للمطورين الهواة.
تمكن المبرمجون من خلال هذا الجهاز من تصميم ألعابهم الخاصة لكن العملية لم تكن بسيطة. فبعد الانتهاء من التطوير كان عليهم إرسال ملفات الألعاب إلى سوني التي تقوم بنشرها على منتدى خاص داخل مجتمع نيت ياروز حيث يتشارك الأعضاء تجاربهم. كما أتاحت مجلة بلايستيشن الرسمية في بريطانيا إدراج بعض هذه الألعاب على أقراص تجريبية توزع معها ليتسنى للاعبين الأوروبيين تجربتها.
قفازات بلايستيشن 1 المثيرة للجدل
يد التحكم DualShock كانت مريحة جدا عند الاستخدام مقارنة بذراع تحكم الأجهزة الأخرى المنافسة حيث كانت مصممة لتناسب راحة اليد بشكل جيد مما قلل الحاجة إلى شراء ملحقات إضافية. ومع ذلك، كان هناك خيار آخر للاعبين يتمثل في يد تحكم تشبه القفاز.
شركة Reality Quest قدمت وحدة تحكم باسم The Glove لجهاز بلايستيشن 1 والتي سمحت للاعبين بالتحكم في حركة الشخصيات من خلال تحريك المعصم. أزرار التحكم كانت موضوعة بنفس الترتيب الموجود في DualShock لكن أزرار الكتف كانت في الجزء العلوي من القفاز ويمكن الوصول إليها بالإبهام.
هذا القفاز تميز أيضا بزر خاص يتيح للمستخدم إعادة تعيين الأزرار وفقا لإعدادات مسبقة بالإضافة إلى خيار لتعديل حساسية الحركة. كما كان هناك مفتاح في الجزء الخلفي من الجهاز يتيح تغيير وضعية اللعب، لكن بالرغم من كونه تجربة جديدة، إلا أنه لم يكن مريحا حيث كان اللاعبون مضطرين إلى إبقاء أيديهم مرفوعة أثناء اللعب إضافة إلى صعوبة التكيف مع مواقع الأزرار التي لم تكن بنفس ترتيب DualShock التقليدي بسبب تصميم القفاز الذي يعتمد على يد واحدة فقط.
جهاز بلايستيشن 1 كان يعدم الاتصال بالأنترنت
رغم أن بلايستيشن 1 كان جهاز بسيط من حيث العتاد والامكانيات إلا أنه احتوى على ميزات غير معروفة للكثيرين ابرزها إمكانية الاتصال بالإنترنت. قبل تقديم اللعب الجماعي بشكل رسمي مع بلايستيشن 2، أصدرت سوني ملحقا خاصا باليابان يتيح توصيل الهاتف المحمول بالجهاز عبر منفذ يد التحكم مما سمح بتحميل بعض الألعاب وتصفح الإنترنت.
لكن نظرا لمحدودية تقنية الهواتف في التسعينيات كان الاتصال بطيئا وغير مستقر. ورغم أن هذه التجربة لم تكن متطورة، فإنها تعكس رؤية سوني المبكرة لاستخدام الإنترنت في أجهزتها في وقت لم تكن المنافسة في هذا المجال واضحة بعد.
اللعب الجماعي المحلي
كان بإمكان لاعبي بلايستيشن 1 الاستمتاع بتجربة لعب جماعي مشابهة لما وفره كابل الربط في جيم بوي كولر وذلك من خلال كيبل الربط “PlayStation Link Cable” الذي سمح بربط جهازين لتجنب تقسيم الشاشة.
ورغم أن الميزة كانت متاحة فقط في بعض الألعاب فقد قدمت تجربة أقرب إلى صالات الألعاب. لكن إعدادها لم يكن سهلا إذ تطلب الأمر جهازي بلايستيشن 1 وتلفزيونين مع الحاجة للعب في مكان قريب بسبب قصر الكابل.
سوني كانت تستهدف جمهور البالغين
سوني اختارت استهداف اللاعبين البالغين على عكس نينتندو المنافسة في تلك الحقبة والتي ركزت على العائلة. في ذلك الوقت، لم تكن هناك ألعاب كثيرة مخصصة للكبار لكن سوني رأت فرصة لجذب هذا الجمهور عبر تقديم مكتبة غنية بالعناوين الناضجة والمليئة بالتحديات.
رغم هذا التوجه، أصبح كراش بانديكوت رمزا غير رسمي للجهاز بفضل شعبيته وهو ما لم يعجب بعض مسؤولي سوني مثل كين كوتاراغي الذي خشي أن يربط اللاعبون الجهاز بألعاب الأطفال. ومع ذلك، أحب الجمهور السلسلة التي ما زالت حتى اليوم من أبرز أيقونات بلايستيشن، حيث عادت بإصدار محسن عبر Crash Bandicoot N. Sane Trilogy لمن يرغب في إعادة التجربة بجودة حديثة.
جهاز العاب محلق محمول
كان جهاز Pocket Station إضافة مميزة للاعبي بلايستيشن 1، حيث عمل كذاكرة تخزين محمولة مع إمكانية التفاعل مع بعض الألعاب تماما مثل وحدة التخزين في Sega Dreamcast.
الجهاز كان يشبه ألعاب الحيوانات الرقمية الشهيرة في التسعينيات لكنه لم يكن مدعوما إلا في عدد محدود من الألعاب. على سبيل المثال، في Final Fantasy VIII سمح الجهاز بتربية Chocobo وجمع عناصر حصرية من خلال لعبة مصغرة. ورغم جاذبية الفكرة لم يصدر الجهاز إلا في اليابان لكن يمكن العثور عليه بسهولة عبر الإنترنت. وكمكافأة إضافية، كان الجهاز مزودا بساعة ومنبه مما يجعله خيار مثالي لمن يريد تجربة الاستيقاظ بروح التسعينيات.
سر القرص الأسود
كانت الأقراص السوداء لجهاز بلايستيشن 1 من الأشياء الغامضة التي أثارت تساؤلات اللاعبين في التسعينيات. ظن الكثيرون أنها كانت تهدف لحماية الألعاب من النسخ أو منع الخدوش لكن سوني اختارت اللون الأسود فقط لأنه كان يبدو جذاب.
رغم أن هذه الأقراص لم تكن لها أي وظيفة تقنية فإنها أصبحت جزء من ذكريات الجيل الذي نشأ في التسعينيات مع تميزها عن باقي الأجهزة. وعندما انتقل بلايستيشن 2 إلى الأقراص العادية ثم إلى DVD، انتهت هذه الميزة لكنها بقيت علامة مميزة في عالم الألعاب.
299 دولار بدل من 399 دولار
عندما أصدرت سيغا جهاز Sega Saturn المنافس الوحيد لجهاز بلايستيشن 1 في تلك الفترة، كان سعره المرتفع سبب رئيسي في فشله، حيث انتقده الجميع بسبب عدم تقديمه قيمة تناسب هذا السعر. بينما دخلت سوني السوق مع بلايستيشن 1 بسعر أقل وهو 299 دولار مما جعلها تتمكن من التفوق على جهاز سيجا ساترن رغم مشاكله الأخرى.
ما هو أكثر هذه الأسرار الذي أثار انتباهك؟