في خطوة تثير الاستغراب، قرر استوديو Fntastic مطورة لعبة The Day Before التي سحبت من المتاجر بعد أيام من إصدارها، خوض معركة قضائية ضد موقع إخباري صغير يدعى Yakutia، بدلًا عن مواجهة الانتقادات العالمية التي وصفت مشروعها بالفشل الذريع.
تم توجيه اتهامات الى الاستوديو بمحاولة إسكات صوت الإعلام المحلي عبر رفع دعوى تشهير بعد أن نشر الموقع مقالين انتقدا اللعبة واصفين إياها بأنها “عملية احتيال”، ومتهمينها باقتباس ميكانيكيات لعب من ألعاب أخرى.
على الرغم من تعديل الموقع المذكور لمحتوى المقالين، كاستبدال مصطلح “احتيال” بـ “إحراج” وتوضيح ادعاءات الاقتباس، الا ان استوديو Fntastic أصر على حذف المقالين مع اعتذار علني وهو ما رفضه الموقع مؤكدًا أن ذلك يعد انتهاك لحرية التعبير.
اللافت أن الاستوديو استهدفت موقع إعلامي صغير ومحدود الانتشار في ياقوتيا مسقط رأس المؤسسين رغم أن منصات كبرى مثل IGN وغيرها هاجمت اللعبة بعنف ما يدفع للتساؤل عن أسباب اختيارها خصم ضعيف بدل من مواجهة النقاد الأقوى.
تكشف الواقعة تناقض صارخ في مسيرة استوديو Fntastic، فبعد سنوات من الدعم الحكومي والتقني في ياقوتيا وشراكتها مع شركة Mytona العملاقة، لم تتمكن من إنتاج لعبة تلبي الحد الأدنى من التوقعات لتنتهي إلى مناوشات قانونية تبدو كـ”هروب للأمام”.
التقرير الأصلي لموقع Yakutia يشير إلى أن الأخوين غوتوفتسيف (مؤسسا الشركة) ما زالا يعملان بـ “عقلية الهواة” رغم الموارد الهائلة، وهو ما يعكسه إصرارهما على تضييع الوقت في قضايا هامشية بدل معالجة أخطاء التطوير.
ردود الفعل المجتمعية لم تكن لصالح Fntastic، فبدلًا عن تحسين سمعتها، حوّلت نفسها إلى مادة للسخرية بفضل إصرارها على تصعيد أزمتها عبر خطوات غير مبررة. يرى مراقبون أن الدعوى – حتى لو نجحت – لن تعيد للعبة حياتها بل قد تزيد الوضع تعقيدًا، خاصة مع تصاعد الحديث عن استخدام القضاء كأداة لتخويف الإعلام.
هل تعتبر هذه الخطوة انتحار مهني؟ أم أنها مجرد حلقة جديدة من مسلسل إثارة الجدل الذي تتقنه الشركة؟ الإجابة قد تأتي من محكمة ياقوتيا… أو من فشل الدعوى ذاته!