عاد الجدل مجددًا حول لعبة Roblox، المنصة الافتراضية التي تجذب ملايين الأطفال والمراهقين حول العالم، بعد ظهور مجسم للكعبة المشرفة بناه بعض اللاعبين، انتشرت صور ومقاطع داخل اللعبة تُظهر شخصيات افتراضية تتجول وتلهو حول الكعبة، في مشهد صادم اعتبره الكثيرون تجريدًا لأقدس بقاع الأرض من قدسيتها وتحويلها إلى مجرد عنصر ترفيهي في فضاء افتراضي.
ورغم أن الدوافع قد تكون مجرد فضول أو محاكاة بريئة، إلا أن النتيجة كما يرى منتقدون، كانت مستفزة لمشاعر المسلمين، خصوصًا وأن الكعبة ليست مجرد بناء تاريخي، بل رمز ديني عظيم يتوجه إليه أكثر من مليار مسلم في صلواتهم يوميًا.
لماذا الكعبة ليست مجرد مجسم افتراضي؟
من الناحية النظرية، قد تكون المنصات الافتراضية وسيلة لتقديم صورة حضارية ومعرفية عن المقدسات الإسلامية للعالم، لكن في ظل اتهامات Roblox المتكررة بالفشل في حماية الأطفال ومراقبة محتواها، يبقى السؤال الأهم: إذا كانت المنصة عاجزة عن حماية مستخدميها، فكيف يمكن أن تحمي رموزًا بهذا الحجم من القداسة؟
في العقيدة الإسلامية، الكعبة هي “البيت العتيق”، وأول بيت وُضع للناس لعبادة الله، والطواف حولها ركن أساسي من أركان الحج والعمرة. تحويلها إلى كائن افتراضي داخل لعبة مفتوحة مثل Roblox يعني إفراغها من رمزيتها وتحويل الطواف إلى “دوران عبثي”، وهو ما يثير قلقًا كبيرًا من تطبيع تسطيح المقدسات في أذهان الأطفال والناشئة.
المخاطر الأوسع من Roblox
حادثة “كعبة روبلوكس” ليست سوى جزء من مخاوف أكبر طالما حذرت منها تقارير أمنية وأسرية، من بينها:
- الاستغلال والتحرش في غرف الدردشة المفتوحة تسمح للغرباء باستهداف الأطفال.
- انتهاك الخصوصية وجمع بيانات المستخدمين القُصر واستخدامها بطرق مجهولة.
- المحتوى غير اللائق ووجود عوالم افتراضية فيها عنف، إيحاءات، وأفكار تتعارض مع القيم الإسلامية والعربية.
- التأثير النفسي والسلوكي والمتثل في إدمان اللعبة، الانعزال عن الواقع، وتبني سلوكيات استهلاكية غير صحية.
لعبه #ROBLOX ❌️
تم حظرها في قطر والكويت ويجب
على جميع الدول العربيه والإسلامية
حظرها لانه فيها أمور تفسد الأخلاق
وتجر الشباب إلى حالات الانتحار 😦ايضا أمور تخالف الدين للاسف 🚫#روبلكس pic.twitter.com/TVLIKmoLEA
— HAMAD (@4uhamdd) August 23, 2025
المطالب تتزايد بحظر روبلوكس
بسبب هذه التحديات، ارتفعت الأصوات في أكثر من دولة عربية وإسلامية للمطالبة بحجب Roblox، وبالفعل، اتخذت دول مثل الكويت وقطر وتركيا قرارات حظر سابقة، في خطوة اعتبرها كثيرون ضرورية لحماية الأطفال وهويتهم الدينية والقيمية.
في الختام، إن ما يجري اليوم ليس خلافًا عابرًا حول لعبة، بل معركة قيم وأمن رقمي، ورغم أن البعض يرى أن Roblox مجرد مساحة للإبداع والمرح، لكن لا يمكن تجاهل استمرار هذه المنصة دون ضوابط صارمة قد يكلف الأجيال القادمة فقدانًا تدريجيًا لاحترام المقدسات وتعرضًا لمخاطر أخطر.
هل ترى أن حظر روبلوكس هو الحل، أم أن الرقابة الأبوية تكفي لحماية أطفالنا؟ شاركنا رأيك في التعليقات.