شهدت صناعة ألعاب الفيديو خلال السنوات الأخيرة تحول كبير على مستوى الرسوميات والتقنيات المستخدمة وكذلك حجم المحتوى الذي تقدمه. ومع إطلاق أجهزة الجيل الجديد مثل PS5 و Xbox Series X، أعلنت العديد من شركات النشر رفع سعر الألعاب الجديدة من 60 إلى 70 دولار.
هذا القرار أثار جدلًا واسعًا بين اللاعبين، والسؤال الذي يطرح نفسه الان هو: هل هذه الزيادة مبررة أم مجرد وسيلة لاستغلال الطلب المتزايد على هذه الألعاب؟
لماذا ارتفعت أسعار ألعاب الفيديو؟
هناك حجج مؤيدة لهذه الزيادة في الأسعار والتي ربما تكون مقنعة لجزء كبير من المستخدمين وهذه الحجج كالتالي:
- تكلفة التطوير المتزايدة: حيث أصبحت الألعاب الحديثة تتطلب موارد بشرية ومادية عالية من أجل تقديم محتوى غني يناسب الجمهور المترقب وهذا يساهم في رفع التكلفة إلى مئات الملايين بعض الأحيانً.
- ثبات السعر لعقود طويلة: رغم زيادة التكلفة حيث ظل سعر الألعاب ثابت عند 60 دولار منذ جيل PS3 تقريبًا. أي أكثر من 15 سنة، بينما خلال هذه الفترة وما بعد ذلك، تضاعفت تكلفة الإنتاج عدة مرات.
- مقارنة بصناعات أخرى: مثل أسعار الأفلام والاشتراكات وحتى الأجهزة الإلكترونية ارتفعت بشكل ملحوظ، فهل من المنطقي أن تظل الألعاب على نفس السعر؟
لكن، لماذا يعتبرها بعض اللاعبون استغلالًا؟
في المقابل هناك حجج تعارض هذا التوجه وترى أن الأمر قد ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير وهناك مبررات لهم لانتقاد هذه الخطوة والتي حسب اطلاعنا على بعض التقارير والآراء بمكن تلخيصها بالتالي:
- الاعتماد على المشتريات الداخلية (Microtransactions): رغم زيادة السعر، حيث ما زالت بعض الشركات تضيف صناديق التجميع (Loot Boxes) وحزم Battle Passes ومشتريات تجميلية أخرى، وهذا يضاعف دخلها بشكل مبالغ فيه.
- في بعض البلدان، مبلغ 70 دولار يعتبر سعر ضخم: مقارنة بمتوسط دخل الفرد فيها، وهذا يجعل من الألعاب وسيلة ترفيه بعيدة عن متناول الكثير من اللاعبين.
- ارتفاع السعر لا يقابله ارتفاع في الجودة دائمًا: ليست كل لعبة تطرح بسعر 70 دولار تستحق فعلاً هذا المبلغ، فبعض العناوين تأتي ناقصة أو مليئة بالمشاكل التقنية عند الإطلاق.
لكن في المقابل هناك وعي بين بعض الشركات التي تعتبر اللاعبين هم رأس مالها ومصدر أرباحها الدائم، لذلك تتخذ دائما القرار الصحيحة بأن تضع سعر (عادل) لألعابها حتى في الوقت الذي أصبحت التكلفة مرتفعة وقد شهدنا على ذلك مؤخراً مع لعبة Mafia 4 التي طرحت بسعر 50 دولار وهو سعر مناسب مقابل المحتوى والجودة التي قدمتها للمستخدمين.
هناك بعض الشركات التي تسعى جاهدة لوضع سعر متزن مع محتوى العناوين التي تقدمها ولكن في المقابل هناك من يستغل مثل هذا التوجه لرفع أسعار ألعابه رغم أنها لا ترقى إلى نفس مستوى عناوين أخرى تباع بنفس السعر.
بدائل شراء الألعاب بسعر 70 دولار!
هناك بعض البدائل التي يمكن للمستخدمين الذين لا يمكنهم المغامرة ودفع مبلغ 70 دولار أو ربما أكثر مقابل لعبة ما. هذه البدائل تتلخص في التالي:
- خدمات الاشتراك الشهرية: مثل Xbox Game Pass و PS Plus Extra التي تمنح اللاعبين إمكانية الوصول إلى مكتبات ضخمة بأقل من سعر لعبة واحدة شهريًا.
- الألعاب المستقلة (Indie Games): التي يتم عرضها بأسعار منخفضة وجودتها في بعض الأحيان تنافس ألعاب الشركات الكبرى.
الحقيقة أن الإجابة ليست واحدة. نعم، صحيح أن تكلفة التطوير ارتفعت بشكل واضح، لكن في المقابل دخل الشركات من المشتريات الداخلية تجاوز أضعاف سعر النسخ الأساسية. وبالتالي رفع السعر إلى 70 دولار وربما أكثر قد يكون منطقيًا من زاوية اقتصادية بحتة، لكنه يظل مثيرًا للجدل لأنه يضع عبئ إضافي على اللاعبين في وقت تزداد فيه البدائل مثل خدمات الاشتراك والألعاب المستقلة.
السؤال يبقى مطروح: هل ستقبل أنت كلاعب أن تدفع 70 دولار مقابل لعبة جديدة، أم ستبحث عن بدائل أرخص وأكثر عدلًا بالنسبة لك؟