لا يكاد يمر أسبوع دون أن تظهر تسريبات أو تحليلات جديدة تخص الجيل المقبل من أجهزة سوني، بلاي ستيشن 6 (PS6)، الجهاز الذي ينتظره عشاق الألعاب بشغف كبير لما سيقدمه من قفزات تقنية جديدة.
أحدث ما تم تداوله يأتي هذه المرة من قناة Moore’s Law Is Dead، التي أشارت إلى احتمال أن تتخذ سوني مسارًا مختلفًا جذريًا في تصميم معمارية الجهاز الجديدة، وتحديدًا من خلال التخلي عن فكرة دمج وحدة معالجة عصبية مخصصة (NPU) كما كان متوقعًا في البداية.
غياب وحدة NPU في وثائق PS6 المسربة!
وفقًا للمصدر، فإن الوثائق المسربة الخاصة بمواصفات PS6 لا تتضمن أي إشارة لوجود NPU، والتي قد تتراوح قوتها بين 46 إلى 110 TOPS، وهي الوحدة التي تُستخدم عادة لتسريع عمليات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي داخل الجهاز.
وذكر المصدر أن لديه “حدسًا قويًا” بأن الجهاز القادم من سوني لن يحتوي على وحدة NPU مخصصة على الإطلاق، وهو ما سيميزه عن الاتجاه الذي يُقال إن مايكروسوفت تتبعه في جهاز إكس بوكس الجديد، حيث من المتوقع أن يدمج معالجًا عصبيًا لتسريع مهام الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي.
لماذا قد تتخلى سوني عن الـNPU؟
المصدر ذكر أن قوة وحدات المعالجة الرسومية (GPU) الحديثة القادرة على تنفيذ عشرات التريليونات من العمليات في الثانية (TOPS)، قد تجعل من وجود NPU أمرًا غير ضروري. فبدلًا من تخصيص شريحة مستقلة لمعالجة مهام الذكاء الاصطناعي، يمكن لوحدة معالجة الرسوميات التي من المتوقع أن تعتمد على بنية AMD RDNA 5 نفسها أو حتى جزء منها، أن تؤدي هذه العمليات بكفاءة أعلى أثناء تشغيل الألعاب، وهذا قد يكون نهجاً أذكى وأقوى بكثير دون استهلاك طاقة إضافية أو زيادة في التكاليف.
PS5 Pro… التجربة الأولى لهذا التوجه
ما يدعم هذه الفرضية هو جهاز بلاي ستيشن 5 برو (PS5 Pro) الذي صدر قبل عدة أشهر ويدعم ميزة الـ PSSR، حيث استخدمت سوني نهجًا مشابهًا في رفع أداء الجهاز دون الحاجة إلى NPU. واستطاعت الشركة تحقيق زيادة كبيرة في أداء الـ TOPS عبر تحسين وحدات الحوسبة داخل معالج الرسوميات المعروف بـ GPU، وهذا قد وفر بدوره قدرات ذكاء اصطناعي محسّنة دون أي مكونات إضافية.
هذه التجربة قد تكون بحسب ما ذكره المصدر، بمثابة مرحلة اختبار أولية لتوجه سوني في منصة PS6، حيث تراهن الشركة على التطوير الذكي في معمارية الرسوميات بدلاً من إضافة شرائح جديدة قد لا تحقق عائدًا فعليًا على الأداء.
هل الـNPU مجرد صيحة مؤقتة؟
يرى المصدر أن الشركات المصنعة ربما انجرفت خلف الحماس المفرط لموجة الذكاء الاصطناعي المدمج في الأجهزة، لكنها قد تكتشف لاحقًا أن الاعتماد على معالجات الرسوميات متعددة الأغراض أكثر فاعلية ومرونة. في حال ثبتت صحة هذه النظرية، فقد نكون أمام تحول في التفكير الصناعي، يقوده منصة الجيل المقبل بلاي ستيشن 6 كأول منصة رئيسية تعتمد على ذكاء اصطناعي “مدمج” داخل وحدة الرسوميات نفسها.
في الختام، يبقى السؤال المطروح: سواء كنا أمام قفزة في العتاد أو في المفهوم التقني ذاته، يبدو واضحًا أن السباق الحقيقي في الجيل المقبل من المنصات لن يكون في القوة الخام فحسب، بل في كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بأذكى شكل ممكن.
هذه التقنيات ستكون بلا شك محور التطور القادم، وعاملًا رئيسيًا في إطالة عمر الأجهزة، وإعادة تعريف ما يمكن أن تقدمه الألعاب الحصرية والخدمات التنافسية على المنصات المنزلية.
تنويه: كل ما يتداول حول مواصفات PS6 هو تسريبات وشائعات من مصادر غير رسمية (مثل Moore’s Law Is Dead أو غيره) وليست مؤكدة من سوني أو AMD، وقد تتغير المواصفات النهائية قبل الإطلاق المتوقع في 2027.
المصدر: Moore’s Law Is Dead – مواقع الكترونية
