تسبّب عطل كبير في خدمات شركة “كلاود فلير Cloudflare” في انقطاع واسع النطاق للعديد من المواقع والخدمات الإلكترونية الهامة على مستوى العالم، بما في ذلك منصة إكس (تويتر سابقًا)، وروبوت الدردشة ChatGPT، وخدمات أخرى لعدة ساعات. وقد أثار هذا الانقطاع مخاوف بشأن الاعتماد المتزايد على عدد محدود من الشركات في توفير البنية التحتية للإنترنت، وأهمية تقليل المخاطر الناجمة عن فشل هذه الشركات. هذا العطل في خدمات Cloudflare أثر على ملايين المستخدمين حول العالم.
بدأت المشكلة في الظهور حوالي الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة يوم الثلاثاء، واستمرت حتى الساعة الخامسة مساءً تقريبًا، مع تقارير عن عودة الخدمات بشكل متقطع ثم توقفها مجددًا. وقد استغرق الأمر قرابة ثلاث ساعات لإعادة الأمور إلى طبيعتها بشكل كامل، مما أثر على تجربة المستخدم وجودة الخدمات المقدمة.
فشل تقني في Cloudflare يُعيق حركة المرور على الإنترنت
أعلنت شركة كلاود فلير أن سبب العطل هو “ملف ضبط تلقائي” يستخدم لإدارة حركة المرور الضارة، والذي “تضخم بشكل غير متوقع” مما أدى إلى تعطيل النظام المسؤول عن معالجة جزء كبير من حركة البيانات. وأكدت الشركة في بيان لها أنه لا يوجد دليل على أن الانقطاع كان بسبب هجوم إلكتروني أو أي نشاط ضار متعمد. وفي منشور لاحق على منصة إكس، اعتذر دان نِكت، المدير التقني للشركة، عن الفشل في تقديم خدمة موثوقة.
تأثيرات واسعة النطاق على الخدمات الرقمية
لم يقتصر تأثير انقطاع خدمات Cloudflare على منصة إكس و ChatGPT فحسب، بل امتد ليشمل خدمات أخرى معروفة مثل أوبر، وباي بال، وألعاب الفيديو الشهيرة “ليغ أوف ليجندز” و”فالورانت”، بالإضافة إلى العديد من المواقع والخدمات الأخرى التي تعتمد على شبكة كلاود فلير. هذا يشير إلى مدى اعتماد العديد من الشركات على خدمات البنية التحتية التي تقدمها كلاود فلير.
وتشير التقارير إلى أن العديد من مراكز البيانات كانت تخضع لعمليات صيانة مجدولة في نفس الوقت، مما قد يكون ساهم في تعقيد الوضع. ولم تصدر كل من شركتي X و OpenAI أي تعليق رسمي حول الحادثة حتى الآن.
هشاشة البنية التحتية الرقمية العالمية
يأتي هذا العطل بعد فترة وجيزة من انقطاع كبير في خدمات أمازون السحابية AWS في الشهر الماضي، مما أثار تساؤلات حول مدى هشاشة البنية التحتية الرقمية العالمية. ويرى خبراء في مجال الأمن السيبراني أن الاعتماد المتزايد على عدد قليل من الشركات الكبرى لتوفير خدمات أساسية مثل الحماية من هجمات DDoS وتسريع المواقع الإلكترونية يجعل الإنترنت أكثر عرضة للانقطاعات الكبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يرى المحللون أن النمو السريع في استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي ومنصات البث وخدمات الحوسبة السحابية يزيد الضغط على البنية التحتية الحالية، مما يجعلها أكثر عرضة للفشل. وهذا يتطلب استثمارات كبيرة في تطوير وتحديث البنية التحتية لضمان استمرار عمل الإنترنت بسلاسة وموثوقية.
الاعتماد على خدمات مثل Cloudflare أصبح جزءًا لا يتجزأ من تجربة الإنترنت الحديثة. فالبنية التحتية للإنترنت أصبحت معقدة بشكل متزايد، وتعتمد على شبكة من الشركات المتخصصة لضمان توفر الخدمات وسرعتها وأمانها.
نظرة مستقبلية
تعهدت كلاود فلير بنشر شرح تقني تفصيلي حول أسباب الانقطاع والإجراءات التي سيتم اتخاذها لمنع تكراره في المستقبل. ومن المتوقع أن يركز هذا الشرح على تفاصيل حول ملف الضبط الذي تسبب في المشكلة، وكيفية منع تضخمه في المستقبل. يجب على المستخدمين والشركات مراقبة تطورات هذا الأمر، وتقييم المخاطر المحتملة المرتبطة بالاعتماد على خدمات البنية التحتية المركزية. كما يجب أن يبدأوا في استكشاف خيارات بديلة لتقليل هذه المخاطر، مثل استخدام شبكات توزيع محتوى متعددة أو تطوير حلول داخلية.
