في خطوة طموحة تهدف إلى تحديث قطاع الاتصالات في سورية، أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عن خطة استراتيجية شاملة لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي رئيسي لنقل البيانات والاتصالات الدولية. وتأتي هذه الخطة في ظل تركيز حكومي متزايد على تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز مكانة سورية في خريطة الاتصالات العالمية، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي. تعتمد الرؤية بشكل أساسي على تحسين **الإنترنت في سورية** وزيادة سرعته وموثوقيته.
صرح وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، عبد السلام هيكل، خلال مشاركته في معرض سيريا هايتك لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بدمشق، بأن الخطة تتضمن مشاريع رئيسية منها مشروعا “سيلك لينك” و “برق نت”. شارك في المعرض أكثر من 225 شركة محلية وعربية ودولية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالسوق السورية في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي.
تحسين واقع الإنترنت: مشروعان أساسيان
يهدف مشروع “سيلك لينك” إلى إنشاء شبكة ألياف ضوئية وطنية متطورة تربط جميع أنحاء الأراضي السورية، مع وصلات إقليمية لتعزيز تدفق البيانات بين الشرق والغرب. وفقًا لتصريحات الوزير هيكل، سيساهم هذا المشروع في استغلال الموقع الجغرافي لسورية كمعبر رئيسي للاتصالات الدولية.
أما مشروع “برق نت”، فيركز على توفير خدمة الألياف الضوئية مباشرة للمنازل والشركات (FTTH)، مما يتيح سرعات إنترنت عالية ومستقرة. تعتبر هذه الخطوة ضرورية لمواكبة التطورات الإقليمية في مجال النطاق العريض وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والقطاع الخاص. سيتم دمج المشروعين معًا بعد الانتهاء من الشبكة الأساسية لـ “سيلك لينك” لضمان أفضل أداء.
توسيع الشبكات وتحديث البنية التحتية الرقمية
بالإضافة إلى المشروعين الرئيسيين، تعمل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على تحديث البنية التحتية القائمة وتوسيع نطاق التغطية. تشمل هذه الجهود تحسين التغطية الهاتفية في المناطق النائية، ونشر أبراج اتصالات جديدة لتعزيز شبكات الهاتف المحمول، وتحديث المقاسم والشبكات القديمة لتحسين جودة الصوت والبيانات.
تولي الوزارة اهتمامًا خاصًا بضمان أسعار تنافسية للمواطنين مع الحفاظ على جودة الخدمة المقدمة. ويأتي ذلك في إطار سعي الحكومة لتوفير خدمات اتصالات موثوقة وبأسعار معقولة لجميع المواطنين.
التحول الرقمي والأمن السيبراني
أكد الوزير هيكل على أهمية إدخال مفاهيم حديثة في قطاع الاتصالات، مثل الأمن السيبراني وحماية البيانات وأنظمة التحول الرقمي. تعتبر هذه المفاهيم ضرورية لحماية البنية التحتية الرقمية للبلاد وضمان سلامة البيانات والمعلومات. الوزارة تعمل حاليًا على تحديث هذه المفاهيم ضمن خطة استراتيجية شاملة.
كما شدد على أهمية بناء وتطوير الكفاءات الوطنية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتعتبر الاستفادة من الخبرات الأردنية في هذا المجال خطوة مهمة لتعزيز التعاون الإقليمي وتبادل المعرفة. بالتنسيق مع هيئة الاستثمار، تسعى الوزارة لجذب الاستثمارات الإقليمية والدولية لتعزيز بيئة ريادة الأعمال التقنية ودعم نمو الشركات الناشئة.
يعتبر انعقاد الملتقى الأردني السوري للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دمشق مؤشرًا إيجابيًا على تحسن العلاقات بين البلدين. وأشار الوزير هيكل إلى أن الروابط الاجتماعية والاقتصادية القوية بين سورية والأردن تجعل من هذا اللقاء خطوة طبيعية نحو تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه سورية حاجة متزايدة إلى تطوير قطاع الاتصالات لدعم جهود التحول الرقمي وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والشركات. وتشير المشاريع التي أعلنت عنها وزارة الاتصالات إلى التزام الحكومة بتحديث البنية التحتية الرقمية وتعزيز مكانة سورية كمركز إقليمي للاتصالات.
من المتوقع أن تستمر وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في تنفيذ هذه المشاريع خلال الفترة القادمة، مع التركيز على إنجاز مشروع “سيلك لينك” وتوسيع نطاق تغطية مشروع “برق نت”. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات اقتصادية وتقنية قد تؤثر على سرعة تنفيذ هذه المشاريع. سيكون من المهم متابعة التطورات في هذا المجال وتقييم الأثر الفعلي لهذه المشاريع على قطاع **الاتصالات في سورية**.
