قد تشهد شركة Salesforce، الرائدة في مجال برمجيات إدارة علاقات العملاء (CRM)، تغييرًا جذريًا في علامتها التجارية. حيث تدرس الشركة، بقيادة الرئيس التنفيذي مارك بينيوف، إمكانية تغيير اسمها إلى Agentforce، في محاولة لتعزيز ارتباطها بالـ الذكاء الاصطناعي، وهي التكنولوجيا التي تستثمر فيها الشركة بشكل كبير. يأتي هذا التفكير في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي بين شركات التكنولوجيا الكبرى.
أثار بينيوف هذا الاحتمال خلال مناقشات داخلية، وفقًا لتقرير نشره موقع Business Insider. يخشى بينيوف أن السوق لا يدرك بشكل كامل دور Salesforce المتنامي في مجال الذكاء الاصطناعي، على الرغم من الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها والحديث المستمر عن هذه التكنولوجيا من قبل الشركة. الاسم الجديد، Agentforce، مرتبط بالفعل ببعض منتجات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها Salesforce.
لماذا تفكر Salesforce في تغيير اسمها للتركيز على الذكاء الاصطناعي؟
يعكس هذا التحرك السعي الدائم لشركة Salesforce لتحديث صورتها ووضع نفسها كلاعب رئيسي في مجال التكنولوجيا المتطورة. تدرك Salesforce أن مستقبل إدارة علاقات العملاء يعتمد بشكل متزايد على قدرات الذكاء الاصطناعي، مثل التحليل التنبئي وأتمتة المهام. إن تغيير الاسم إلى Agentforce قد يساهم في جذب انتباه المزيد من العملاء والشركات المهتمة بهذه التقنيات الحديثة.
سابقة تغيير العلامات التجارية في قطاع التكنولوجيا
ليست Salesforce أول شركة تكنولوجيا تفكر في إعادة تسمية نفسها لتعكس تحولًا استراتيجيًا. فقد غيرت شركة Google اسمها إلى Alphabet في عام 2015، بهدف إعادة هيكلة الشركة وفصل أعمالها المختلفة. كما قامت Square بتغيير اسمها إلى Block لتمثيل تنوع أنشطتها التي تتجاوز المدفوعات الرقمية. أخيرًا، قام إيلون ماسك بإعادة تسمية تويتر إلى X، في محاولة لإعادة ابتكار المنصة الاجتماعية.
ومع ذلك، فإن هذه التحولات لا تضمن النجاح دائمًا. فمثلاً، يذكر البعض تغيير اسم Long Island Iced Tea Corporation إلى Long Blockchain Corporation، والذي أدى إلى ارتفاع مؤقت في أسعار الأسهم ولكنه لم يغير بشكل جوهري أساسيات الشركة.
الذكاء الاصطناعي وتحول Salesforce الاستراتيجي
تستثمر Salesforce بقوة في تطوير منصة ذكاء اصطناعي شاملة، تهدف إلى دمج هذه التكنولوجيا في جميع منتجاتها وخدماتها. تشمل هذه الاستثمارات تطوير نماذج لغوية كبيرة (LLMs) وأدوات لأتمتة عمليات المبيعات والخدمة والتسويق. تسعى Salesforce إلى تقديم حلول ذكاء اصطناعي مخصصة لمختلف الصناعات والقطاعات، مما يساعد الشركات على تحسين كفاءتها وزيادة أرباحها.
إن التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل جزءًا رئيسيًا من استراتيجية Salesforce. تعتمد هذه التقنية على استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى جديد، مثل النصوص والصور والأكواد البرمجية. تتوقع Salesforce أن يكون للذكاء الاصطناعي التوليدي تأثير كبير على طريقة عمل الشركات، وأن تكون الشركة في طليعة هذا التحول.
على الرغم من ذلك، فإن تجربة Facebook مع إعادة تسميتها إلى Meta تلقي بظلالها على هذه المسألة. حيث لم يحقق مشروع Metaverse التوقعات المرجوة، بل واجه انتقادات واسعة النطاق. وهذا يثير تساؤلات حول ما إذا كان تغيير الاسم وحده كافيًا لنجاح Salesforce في مجال الذكاء الاصطناعي.
تتطلع Salesforce أيضًا إلى تعزيز قدراتها في مجال تحليل البيانات من خلال دمج الذكاء الاصطناعي. تتيح هذه القدرات للشركات الحصول على رؤى أعمق حول عملائها وسلوكياتهم، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل وتحسين استراتيجياتهم. تعتمد Salesforce على جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات، مع الالتزام بمعايير الخصوصية والأمان.
ما هي الخطوة التالية؟
حتى الآن، لم تعلن Salesforce عن أي خطط رسمية لتغيير اسمها. ومع ذلك، فإن استمرار مارك بينيوف في طرح هذه الفكرة يشير إلى أنها خيار وارد. من المتوقع أن تقوم الشركة بتقييم دقيق للتكلفة والفوائد المحتملة لتغيير الاسم، بالإضافة إلى دراسة ردود الفعل من العملاء والمستثمرين. يُعتبر المؤتمر السنوي للشركة، Dreamforce، والذي يُعقد عادةً في الخريف، فرصة محتملة للإعلان عن أي تغييرات في العلامة التجارية. سيكون من المهم مراقبة تطورات استراتيجية Salesforce في مجال الذكاء الاصطناعي وتقييم مدى نجاحها في تحقيق أهدافها.
