شهدت سوق الإلكترونيات طفرة في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف الأجهزة، من بطاقات الرسوميات إلى السيارات. حتى ملحقات الكمبيوتر مثل فئران ولوحات المفاتيح من شركة لوجيتك أصبحت تتضمن ميزات “مدعومة بالذكاء الاصطناعي”. ومع ذلك، يبدو أن الرئيس التنفيذي للشركة، هانيكي فابر، يتبنى موقفًا حذرًا تجاه هذه الموجة، معربًا عن شكوكه في جدوى بعض التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي.
في مقابلة حديثة مع بلومبرج، انتقد فابر أجهزة مثل Rabbit A1 ودبوس Humane، واصفًا إياها بأنها “حلول تبحث عن مشكلة غير موجودة.” وقد لقي هذان الجهازان انتقادات واسعة من المراجعين والمستخدمين على حد سواء، حيث اعتبر الكثيرون أنهما يقدمان وظائف محدودة مقارنة بالهواتف الذكية التقليدية أو تطبيقات الذكاء الاصطناعي الموجودة بالفعل.
لوجيتك والذكاء الاصطناعي: نظرة انتقادية
على الرغم من أن لوجيتك تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي في بعض منتجاتها، مثل زر المساعد المخصص في ماوس Signature AI Edition وأداة إنشاء الطلبات في تطبيق Logi Options+، إلا أن الشركة اختارت مؤخرًا الابتعاد عن الترويج المفرط لهذه الميزات.
العودة إلى الأساسيات
أظهر أحدث إصدار من ماوس MX Master 4 ولوحة المفاتيح Alto Keys 98M تغييرًا ملحوظًا، حيث حذف كلا المنتجين أي ذكر لكلمة “الذكاء الاصطناعي” من صفحاتهما الترويجية. يمثل هذا تحولاً عن الاتجاه السائد في الصناعة الذي يشهد إدراج “الذكاء الاصطناعي” في مواصفات المنتجات بغض النظر عن أهمية هذه الميزة الفعلية.
يأتي هذا الموقف من لوجيتك في وقت تشعر فيه العديد من الشركات بضغوط لدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، حتى لو لم يكن له قيمة مضافة حقيقية للمستهلك. ومع ذلك، يبدو أن لوجيتك تختار التركيز على الجودة والأداء بدلاً من مجرد الترويج لتقنية جديدة.
هذا القرار يعكس فهمًا متزايدًا داخل الصناعة بأن مجرد إضافة كلمة “الذكاء الاصطناعي” إلى وصف المنتج لا يضمن نجاحه. يركز المستهلكون بشكل متزايد على الفائدة العملية والقيمة الحقيقية التي تقدمها التكنولوجيا، وليس على المصطلحات التسويقية.
وأضافت فابر أيضًا أن الشركة لا تخطط لزيادة الأسعار في الوقت الحالي، على الرغم من الزيادات السابقة التي أجريت بعد تطبيق تعريفات ترامب. وقالت إن الشركة فضلت تحمل هذه الزيادات بدلاً من تأخيرها، وهو ما فعلته بعض الشركات الأخرى.
تحديات أسعار المكونات
ومع ذلك، حذرت فابر من أن ارتفاع أسعار الرقائق والذاكرة، والذي يعزى جزئيًا إلى ازدهار صناعة الذكاء الاصطناعي، قد يؤدي إلى ضغوط على أسعار الأجهزة حتى منخفضة التكلفة في عام 2026. هذا يشير إلى أن المستهلكين قد يشهدون زيادة في أسعار الإلكترونيات في المستقبل، بغض النظر عن موقف لوجيتك من الترويج للذكاء الاصطناعي.
هذا الوضع يعكس التحديات التي تواجهها الشركات المصنعة للإلكترونيات في ظل التقلبات المستمرة في أسعار المكونات. تكنولوجيا الحوسبة تعتمد بشكل كبير على توفر هذه المكونات بأسعار معقولة، وأي ارتفاع في الأسعار يمكن أن يؤثر على القدرة التنافسية للشركات وعلى القدرة الشرائية للمستهلكين.
يرى خبراء تحليل السوق أن الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي، وخاصة من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى، قد يؤدي إلى نقص في الرقائق والذاكرة وارتفاع أسعارها. هذا النقص يمكن أن يؤثر على مجموعة واسعة من المنتجات الإلكترونية، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة المنزلية الذكية.
في الخلاصة، تتخذ لوجيتك موقفًا فريدًا في سوق الإلكترونيات من خلال التركيز على القيمة الفعلية للمنتجات والتحيزات عن الترويج المفرط للذكاء الاصطناعي. على الرغم من ذلك، تواجه الشركة تحديات مماثلة لتلك التي تواجهها الشركات الأخرى، مثل ارتفاع أسعار المكونات. من المتوقع أن تستمر أسعار الإلكترونيات في التقلب في السنوات القادمة، وسيكون من المهم مراقبة تطورات صناعة الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على سلسلة التوريد العالمية.
