بعد ردود الفعل السلبية التي واجهتها شركة كوكا كولا مؤخرًا بسبب إعلانها الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، أثارت شركة ماكدونالدز هولندا جدلاً مماثلاً بإطلاق إعلانها الترويجي لعيد الميلاد الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقد أدى ذلك إلى سحب الإعلان بسرعة بعد موجة من الانتقادات الحادة.
الإعلان، الذي تم إصداره في السادس من ديسمبر، صور عيد الميلاد على أنه “أكثر وقت بائس في السنة”، مستعرضًا سلسلة من المواقف غير السارة مثل تشابك أضواء الزينة وتعطل حركة المرور. واقترحت ماكدونالدز أن مطاعمها هي الملاذ من هذه المشاكل. لكن الإعلان لم يلقَ استحسانًا لدى الجمهور.
تأثير إعلانات الذكاء الاصطناعي على العلامات التجارية
أثار إعلان ماكدونالدز رد فعل عنيفًا بسبب جودته المرئية المتدنية. وصف العديد من المشاهدين الألوان الغريبة، والحركات غير الطبيعية للشخصيات، والمقاطع القصيرة بأنها مزعجة وغير مريحة. بالإضافة إلى ذلك، أعرب البعض عن قلقهم بشأن تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي على فرص العمل في مجال الإنتاج الإبداعي.
ردود فعل المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي
انتشرت التعليقات السلبية على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي. كتب أحد المستخدمين على انستغرام: “أعيدوا الناس إلى العمل!”. بينما علق آخر: “شركة بقيمة 200 مليار دولار لا تستطيع تقديم إعلان حقيقي؟”. وعبر مستخدم على Reddit عن استيائه ببساطة واصفًا الإعلان بأنه “هراء”.
تم تطوير الإعلان من قبل الوكالة الإبداعية TBWANeboko، بالتعاون مع شركة الإنتاج The Sweetshop التي استخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنتاجه.
دفاع The Sweetshop عن الإعلان
بعد ردود الفعل السلبية، أصدرت The Sweetshop بيانًا مثيرًا للجدل، نشرته مجلة Futurism. دافع البيان عن الإعلان، مؤكدًا أنه لم يكن مجرد “خدعة للذكاء الاصطناعي”، بل كان “فيلمًا” تم إنتاجه بجهود مكثفة من فريق متخصص. وأشار الرئيس التنفيذي للشركة إلى أن فريقًا مكونًا من عشرة متخصصين في الذكاء الاصطناعي عملوا لمدة سبعة أسابيع لإنتاج آلاف اللقطات التي تم تجميعها وتحريرها بعناية.
وأضاف البيان أن الإعلان يمثل دليلًا على قدرة التكنولوجيا على تعزيز الإبداع البشري، وليس استبداله. وأكدوا أنهم لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي لإنشاء الفيلم، بل استخدموه كأداة لتعزيز عملية الإنتاج.
تأثير Coca-Cola و McDonald’s على استراتيجيات التسويق
بعد تجربة كوكا كولا وماكدونالدز، من المتوقع أن تكون الشركات الكبرى أكثر حذرًا في اعتمادها على الذكاء الاصطناعي في حملاتها الإعلانية. يثير هذا الأمر تساؤلات حول مستقبل التسويق الرقمي ودور التكنولوجيا في صناعة الإعلانات.
بالإضافة إلى ذلك، يثير هذا الجدل نقاشًا أوسع حول أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الوظائف الإبداعية. فقد أثار الإعلان مخاوف بشأن إمكانية استبدال العاملين المهرة بأدوات آلية منخفضة التكلفة.
من المرجح أن تدرس الشركات الأخرى هذه الحالات بعناية قبل إطلاق مبادراتها الخاصة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. سيكون من المهم مراقبة كيفية استجابة العلامات التجارية الأخرى لهذا التحدي، وما إذا كانت ستختار الاستثمار في الإبداع البشري أو المخاطرة باستخدام التكنولوجيا المثيرة للجدل.
من المتوقع أن تقوم شركات التسويق بتقييم شامل للمخاطر والمكافآت المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلانات خلال الأشهر القادمة. سيتم التركيز بشكل خاص على ضمان جودة الإعلانات وتجنب ردود الفعل السلبية من الجمهور.
