تدرس الخطوط الجوية الأمريكية إمكانية استخدام خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من Amazon Leo (المعروفة سابقًا بمشروع Kuiper) لتوفير واي فاي الطائرات لركابها. يمثل هذا التطور تحولًا محتملاً في سوق الاتصالات الجوية، حيث تتنافس شركتان رئيسيتان، Amazon و SpaceX (Starlink)، على تقديم خدمة إنترنت أسرع وأكثر موثوقية للمسافرين.
أكد الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الأمريكية، روبرت إيسوم، أن الشركة تجري محادثات مع Amazon حول دمج تقنية Leo في أسطولها الذي يضم أكثر من 1000 طائرة. يأتي هذا الإعلان في وقت تبحث فيه شركات الطيران عن حلول لشبكات الواي فاي الحالية التي غالبًا ما تكون بطيئة وغير موثوقة، خاصة مع تزايد الطلب على خدمات البث والاتصال أثناء الرحلات الجوية.
منافسة متصاعدة في مجال واي فاي الطائرات
تعتبر Starlink التابعة لشركة SpaceX حاليًا الرائدة في مجال توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للطائرات، حيث أبرمت صفقات مع شركات طيران كبرى مثل الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية القطرية. ومع ذلك، فإن Amazon Leo تسعى جاهدة لتقليص الفجوة، وقد تكون الخطوط الجوية الأمريكية شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا في هذا المسعى.
تعتمد كلتا الخدمتين على تقنية مدار أرضي منخفض (LEO)، والتي تستخدم شبكة من الأقمار الصناعية الأقرب إلى الأرض لتوفير سرعات أعلى وزمن استجابة أقل مقارنة بتقنيات الأقمار الصناعية التقليدية. تتميز Starlink بوجود أسطول كبير من الأقمار الصناعية يعمل بالفعل، بينما لا تزال Amazon Leo في مراحل الإطلاق الأولية.
تأخر Amazon Leo في السباق
بدأت Amazon Leo في إطلاق أقمارها الصناعية في أبريل 2024، ولديها حاليًا حوالي 150 قمرًا صناعيًا في المدار. بالمقارنة، تمتلك Starlink الآلاف من الأقمار الصناعية النشطة. تتوقع Amazon أن تكون شبكتها مجهزة بالكامل بحلول عام 2027، مما يعني أن الركاب لن يتمكنوا من الاستفادة من الخدمة قبل ذلك التاريخ.
على الرغم من هذا التأخير، فإن Amazon Leo تقدم بعض المزايا المحتملة. قد تتمكن الشركة من الاستفادة من بنيتها التحتية اللوجستية الواسعة وخبرتها في مجال التكنولوجيا لتقديم أسعار تنافسية وخدمة عملاء متميزة. بالإضافة إلى ذلك، فإن شراكة مع Amazon قد تفتح الباب أمام تكامل مع خدمات الشركة الأخرى، مثل Amazon Prime Video.
تحديات مزود الواي فاي الحالي للخطوط الجوية الأمريكية
تعمل الخطوط الجوية الأمريكية حاليًا مع Viasat لتوفير خدمة الواي فاي على متن طائراتها. ومع ذلك، هناك مخاوف متزايدة بشأن قدرة Viasat على تلبية الطلب المتزايد على النطاق الترددي، خاصة مع زيادة عدد الركاب الذين يرغبون في استخدام خدمات الإنترنت أثناء الرحلات الجوية.
تعتبر جودة خدمة الإنترنت الحالية من قبل Viasat غير كافية للعديد من الركاب، حيث يعانون من سرعات بطيئة وانقطاعات متكررة. هذا الأمر دفع الخطوط الجوية الأمريكية إلى البحث عن بدائل، مما أدى إلى المحادثات مع Amazon Leo و Starlink.
أهمية المنافسة للمسافرين
تعد المنافسة بين Amazon Leo و Starlink بمثابة أخبار جيدة للمسافرين. من المتوقع أن تؤدي هذه المنافسة إلى تحسين جودة خدمة واي فاي الطائرات وخفض الأسعار. سواء اختارت الخطوط الجوية الأمريكية Amazon أو Starlink، فإن الهدف النهائي هو توفير اتصال إنترنت موثوق به وعالي السرعة لجميع الركاب.
بالإضافة إلى واي فاي الطائرات، فإن هذه التكنولوجيا يمكن أن تدعم أيضًا تطبيقات أخرى على متن الطائرة، مثل أنظمة الترفيه والاتصالات بين الطاقم والركاب. كما يمكن أن تساعد شركات الطيران على تحسين عملياتها من خلال توفير بيانات في الوقت الفعلي حول أداء الطائرات وظروف الطقس.
في الوقت الحالي، لا تزال الخطوط الجوية الأمريكية تدرس جميع الخيارات المتاحة. من المتوقع أن تتخذ الشركة قرارًا نهائيًا في الأشهر المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار التكلفة والأداء والموثوقية. يجب على المسافرين مراقبة التطورات لمعرفة ما إذا كانت الخطوط الجوية الأمريكية ستختار Amazon Leo لتوفير خدمة إنترنت أفضل على متن طائراتها.
من المهم ملاحظة أن نجاح Amazon Leo في هذا المجال يعتمد على قدرتها على إطلاق وتشغيل شبكة كاملة من الأقمار الصناعية بحلول عام 2027. كما يعتمد على قدرتها على التفاوض على صفقات مربحة مع شركات الطيران وتقديم خدمة عملاء متميزة. في غضون ذلك، ستواصل Starlink توسيع شبكتها وتعزيز مكانتها كشركة رائدة في مجال واي فاي الطائرات.
