يبدو أن شركة OpenAI تستكشف تحويل تطبيق الدردشة الشهير ChatGPT إلى ما هو أبعد من مجرد تطبيق، نحو أن يصبح نظام تشغيل كامل. يشير هذا التوجه إلى أن ChatGPT قد يتحول إلى طبقة برمجية أساسية للتطبيقات والخدمات المختلفة، بدلاً من كونه مجرد برنامج آخر يتم فتحه وإغلاقه. وقد تعزز هذا الطموح مؤخرًا بتعيين غلين كوتس رئيسًا لمنصة التطبيقات في OpenAI، بهدف تحويل ChatGPT إلى نظام تشغيل متكامل.
أعلنت OpenAI عن تعيين غلين كوتس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Shopify، لقيادة منصة التطبيقات الخاصة بها. يأتي هذا التعيين في وقت تسعى فيه الشركة لتوسيع نطاق ChatGPT وتطويره ليصبح أكثر من مجرد نموذج لغوي. وقد صرح كوتس عبر منصة تويتر بأنه يتطلع إلى هذا التحدي، معترفًا بأنه يمثل مهمة طموحة.
تحول ChatGPT إلى نظام تشغيل: رؤية مستقبلية
لا يقتصر الأمر على تعيين مسؤول تنفيذي واحد. فقد أكد نيك تورلي، رئيس ChatGPT في OpenAI، علنًا على هذا التوجه الاستراتيجي. أوضح تورلي في مقابلة مع موقع TechCrunch أن ChatGPT قد يتطور ليصبح نظام تشغيل في المستقبل. يهدف هذا التطور إلى تمكين المستخدمين من الوصول إلى مجموعة متنوعة من التطبيقات والخدمات مباشرةً من خلال واجهة ChatGPT.
وفقًا لتورلي، سيكون المستخدمون قادرين على استخدام تطبيقات مخصصة للكتابة، والبرمجة، والتفاعل مع مختلف السلع والخدمات، كل ذلك ضمن بيئة ChatGPT الموحدة. هذا التحول يمثل خطوة كبيرة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية للمستخدمين.
التطورات الحالية في ChatGPT
تشهد منصة ChatGPT بالفعل تغييرات ملحوظة. لقد تجاوزت المنصة مجرد إجراء محادثات بسيطة، لتصبح بوابة للبحث، وتخزين الذاكرة، وتنفيذ الإجراءات الذكية. مع إدخال التطبيقات داخل ChatGPT، أصبح بإمكان المستخدمين تشغيل خدمات الطرف الثالث مباشرةً داخل واجهة الدردشة.
تتيح عمليات التكامل هذه للمستخدمين إكمال المهام المختلفة دون الحاجة إلى مغادرة ChatGPT. على سبيل المثال، يمكن للمستخدمين الآن الوصول إلى خدمات مثل Peloton وTripadvisor وCanva وSpotify مباشرةً من خلال ChatGPT. هذا يوضح كيف يمكن للنظام البيئي للتطبيقات أن يندمج بالكامل داخل ChatGPT.
يعمل نظام التشغيل عادةً كطبقة وسيطة بين المستخدمين والتطبيقات والأجهزة. يتعامل ChatGPT بالفعل مع الجانب الذي يواجه المستخدم من هذه المعادلة، حيث يعمل كواجهة للتفاعل مع المعلومات وإكمال المهام. ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى تطوير تنسيق أعمق للمنصة وتكامل الأجهزة.
تعتبر خبرة كوتس في بناء منصات واسعة النطاق ذات أهمية كبيرة في هذه المرحلة. بالإضافة إلى ذلك، يتزامن وصول كوتس مع استثمارات OpenAI الأخرى طويلة الأجل، مثل التعاون مع Jony Ive لتطوير جهاز يعمل بالذكاء الاصطناعي، والذي من المتوقع إطلاقه في عام 2027. كما تواصل OpenAI توسيع شراكاتها مع شركات التطبيقات الرائدة مثل Adobe وPaypal.
مع البنية التحتية لمركز البيانات المتنامي والنظام البيئي المتوسع، قد يصبح ChatGPT في نهاية المطاف نظام تشغيل يعتمد على الذكاء الاصطناعي. لا يوجد حاليًا جدول زمني محدد لتحقيق هذا الهدف، ولكن الاتجاه الذي تسلكه OpenAI في تطوير ChatGPT أصبح واضحًا بشكل متزايد. الذكاء الاصطناعي يمثل مستقبل التكنولوجيا، وChatGPT قد يكون في طليعة هذا التحول.
من المتوقع أن تشهد OpenAI المزيد من التطورات في هذا المجال خلال السنوات القليلة القادمة، مع التركيز على تطوير التطبيقات وتوسيع الشراكات. سيكون من المهم مراقبة التقدم المحرز في تطوير الجهاز الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، والذي قد يلعب دورًا حاسمًا في تحويل ChatGPT إلى نظام تشغيل كامل. تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستشكل مستقبل التكنولوجيا، ونظام التشغيل ChatGPT قد يكون نقطة تحول رئيسية.
