تبحث وكالة ناسا عن شركات متخصصة لتطوير ونشر نظام متكامل للكشف عن الطائرات بدون طيار وتحديد هويتها حول مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا. يأتي هذا الإجراء في أعقاب زيادة المخاوف الأمنية المتعلقة بهذه الطائرات، وتحديدًا بعد قرار لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية بحظر بعض الطائرات بدون طيار المصنعة خارجياً. وتأمل ناسا في أن يكون النظام الجديد جاهزًا للعمل بحلول أبريل 2026.
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، عن دعوة لتقديم مقترحات لخدمات الكشف عن الطائرات بدون طيار والتحليل المرتبط بها، بهدف حماية أصولها الحيوية في كيب كانافيرال. يشمل ذلك حماية الموظفين والجمهور، وكذلك مركبات الإطلاق والأجهزة الفضائية، بالإضافة إلى المصالح الأمنية العامة. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود متزايدة لتأمين المجال الجوي حول المرافق الفضائية الحساسة.
أهمية تأمين المجال الجوي حول مركز كينيدي للفضاء
يعد مركز كينيدي للفضاء موقعًا بالغ الأهمية لبرامج الفضاء الأمريكية، حيث يمثل نقطة الانطلاق الرئيسية للعديد من المهام الفضائية المأهولة وغير المأهولة. يشمل ذلك صواريخ نظام الإطلاق الفضائي (SLS) التي سترسل رواد الفضاء إلى القمر في إطار مهمات أرتميس. كما يستضيف المركز مرافق للبحث والتطوير، بالإضافة إلى مشاريع فضائية تجارية متزايدة.
تؤكد ناسا على أن جميع عمليات الطيران، بما في ذلك تلك التي تتم بواسطة الطائرات بدون طيار، تخضع لقيود صارمة وتتطلب موافقة مسبقة من عمليات الطيران في المركز. هذا الإجراء يهدف إلى ضمان عدم وجود تداخل أو تهديد لأي من الأنشطة الجارية في المركز. ومع ذلك، لم تكشف الوكالة عن أي تهديدات محددة دفعتها لاتخاذ هذه الخطوة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الإجراءات احترازية أم استجابة لحوادث معينة.
متطلبات النظام الجديد للكشف عن الطائرات بدون طيار
وفقًا لوثائق ناسا، يجب أن يكون النظام الجديد قادرًا على اكتشاف وتحديد الطائرات بدون طيار غير المرخصة على مسافة لا تقل عن 74 كيلومترًا (46 ميلاً). بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يوفر النظام تحليلات للتهديدات المحتملة، وقدرات للكشف والتنبيه في الوقت الفعلي، مما يسمح باتخاذ قرارات سريعة وفعالة لحماية الأصول التابعة لناسا. وسيستخدم النظام مزيجًا من أجهزة الاستشعار الثابتة والمتحركة لتحقيق هذه الأهداف.
يتزامن هذا الإعلان مع قرار لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) الأخير بحظر استيراد وتصنيع بعض الطائرات بدون طيار والمكونات المصنعة في الخارج. وقد تم اتخاذ هذا القرار على أساس مخاوف تتعلق بالأمن القومي، حيث يخشى البعض من أن هذه الطائرات قد تستخدم لأغراض ضارة. يشير هذا إلى اتجاه أوسع نحو تشديد الرقابة على استخدام الطائرات بدون طيار في الولايات المتحدة.
وتأتي هذه التطورات أيضًا في أعقاب تقارير عن رؤية أعداد كبيرة من الأجسام الطائرة المجهولة في سماء ولاية نيوجيرسي في أواخر عام 2024. في حين أن العديد من الخبراء يعتقدون أن هذه المشاهدات كانت في الواقع طائرات تقليدية، إلا أنها ساهمت في زيادة الوعي العام بالقضايا الأمنية المتعلقة بالمجال الجوي. يمكن أن تؤثر هذه الحوادث على الاستثمار في تقنيات المراقبة والرصد، مثل أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار.
من الجدير بالذكر أن مركز الزوار في كيب كانافيرال ينظم عروضًا للطائرات بدون طيار خلال العطلات، حيث يتم استخدام أسطول مكون من 600 طائرة بدون طيار في العروض الترفيهية. يعكس هذا الاستخدام السلمي للطائرات بدون طيار التنوع في تطبيقات هذه التكنولوجيا، ولكنه يبرز أيضًا الحاجة إلى وجود أنظمة فعالة للتمييز بين الطائرات بدون طيار المرخصة وغير المرخصة.
تداعيات القرار والخطوات القادمة
يرتبط هذا القرار بقانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) للعام 2024، والذي يهدف إلى معالجة المخاطر الأمنية المحتملة المرتبطة بالمركبات الجوية غير المأهولة. يتوقع أن يؤدي هذا القانون إلى تدقيق أكبر في الشركات المصنعة للطائرات بدون طيار والجهات المستخدمة، مما قد يؤثر على صناعة الطائرات بدون طيار بشكل عام. وسيكون لتلك الإجراءات تأثير على قطاعات مختلفة تعتمد على هذه التكنولوجيا، مثل الزراعة والتصوير الجوي والتوصيل.
الخطوة التالية لـ ناسا هي تقييم مقترحات الشركات المتخصصة في مجال الكشف عن الطائرات بدون طيار. من المقرر أن يتم اختيار المقاول الفائز بحلول أبريل 2026. ومع ذلك، قد تتأخر هذه المواعيد النهائية بناءً على تعقيد التكنولوجيا المطلوبة، فضلاً عن أي تحديات تنظيمية أو لوجستية. من المهم متابعة التطورات في هذا المجال لتحديد كيف ستتعامل ناسا مع التهديدات المحتملة التي تشكلها الطائرات بدون طيار في المستقبل.
