أصدرت شركة Capcom لعبة Resident Evil الأولى قبل 25 عامًا وأحدثت ضجةً كبيرة آنذاك، حيث حصلت بسرعة على قاعدة جماهيرية واسعة، وعلى الرغم من تغير صناعة ألعاب الفيديو عبر السنوات منذ إطلاق السلسلة في عام 1996، لكن سلسلة الرعب والنجاة والأكشن Resident Evil ظلت اسمًا وقوة كبيرة في صناعة ألعاب الفيديو خلال كل تلك الفترة، وهو ما انعكس في نجاح ألعابها الأخيرة مثل Resident Evil Village وأجزاء الريميك التي اعتبرت تحفةً فنية بحق.
لكن مع ذلك كان ريميك الجزء الثاني Resident Evil 2 على وجه الخصوص من أنجح وأقوى ألعابها، وساهم بشكل كبير في زيادة شعبية ألعاب الريميك وشجع Capcom على إصدار المزيد من نسخ الريميك لألعابها الكلاسيكية، وقد أصدرت بعده بالفعل ريميك للجزء الثالث والرابع وقد لاقى الأخير نجاحًا باهرًا كذلك لكن لم يصل إلى نفس المستوى خصوصًا من ناحية المبيعات.
وقد أعلنت شركة Capcom في نهاية العام الماضي بأن Resident Evil 2 Remake حققت إنجازًا كبيرًا للشركة حيث وصلت مبيعاتها إلى 10 ملايين نسخة، وهناك تقارير تشير إلى أنها قد تخطت عتبة 13 مليون نسخة هذا العام، وهو ما يجعلها اللعبة الأكثر مبيعًا في السلسلة على الإطلاق.
سنتكلم في مقال اليوم عن نقاط قوة ريميك الجزء الثاني وما الذي ميزه عن غيره وجعله يتربع على عرش أفضل لعبة من ناحية المبيع في السلسلة، وكيف على ألعاب الريميك أو العناوين الجديدة في السلسلة أن تحذو حذوه وتنجح بنفس أسلوبه.
اقرأ أيضًا: إشاعة تفيد بأن لعبة Resident Evil 9 ستشهد عودة كريس، ليون، جيل والمزيد.
ريميك 2 Resident Evil لم يكن مطابقًا للجزء الأصلي بكامل جوانبه
أصدرت كابكوم في عام 2001 ريميك للجزء الأول من السلسلة والذي لسوء الحظ لم يقدم النتائج التي أرادتها الشركة، وربما كان بسبب حصريته آنذاك، وقد اعتقد الكثيرون أن Capcom قد انتهت من إصدار ألعاب الريميك بعد تلك التجربة وعدم نجاحها الكبير في إعادة إحياء التجربة الكلاسيكية بشكلٍ أفضل.
ولكن وبعد انتظار 18 عام قامت أخيرًا في 2019 بإصدار ريميك الجزء الثاني الذي طال انتظاره كثيرًا من جمهور عشاق السلسلة، والذي تلقى تقييمات مذهلة من العشاق والنقاد على حدٍ سواء، ومع ذلك من المهم أن نتذكر أنه على عكس ريميك الجزء الأول الذي لم ينجح بالشكل الذي أرادته كابوم، فإن ريميك الجزء الثاني لا يعتبر نسخة طبق الأصل عن الجزء الأصلي الذي صدر في عام 1998 حيث ينفرد في بعض المناطق والنقاط التي كان يتمنى عشاق الجزء الأصلي الوصول إليها في زمانه.
في حين أن بعض التغييرات الجريئة قد خيبت آمال بعض عشاق السلسلة، إلا أن الغالبية كانوا سعداء بالتجربة الجديدة التي قدمتها نسخة الريميك، حيث أعادت أولاً وقبل أي شيء صياغة الحبكة من خلال توسيع أدوار الشخصيات الثانوية المحبوبة في الجزء الثاني الأصلي مثل مالك متجر الأسلحة “روبرت كندو” وضابط الشرطة “مارفن برانا” الذي يقابله البطلين عند دخولهم لمركز شرطة مدينة الراكون.
حيث حصل مارفن على دور موسع في الريميك وأصبح يقدم لأبطال اللعبة ليون وكلير يد المساعدة في أحد أشد المواقف خطورة، ويساهم في إرشادهم عبر المبنى وفي طريق سري للوصول إلى شبكة الأنفاق للهروب من المبنى المحاط بالكثير من التهديدات البيولوجية وأكلي لحوم البشر، وشمل ذلك التوسع حتى الشخصيات الداعمة مثل Ada Wong و Anette Birkin و Sherry Birkin التي تلقت أدوارًا موسعة تعمقت قليلاً في شخصياتهم وخلفياتهم ودوافعهم وغير ذلك.
بالإضافة إلى ذلك تلقت الوحوش والأعداء المتحولة في الريميك تعديلًا شاملاً، على سبيل المثال أصبح الزومبي ووحوش lickers والكلاب المتحولة والنباتات المتحولة أكثر تهديدًا من ما كانوا عليه في الجزء الأصلي، ناهيك عن أن الوحش المُرعب الذي أطلقت عليه أمبريلا اسم T-00 أو”الطاغية”، والمعروف أكثر بين اللاعبين باسم MR X، قد تمت إعادة برمجته بالكامل مما جعله أكثر خطورة وذكاءً.
إذ لم يعد ظهوره محصورًا في بعض الغرف أو الأحداث الرئيسية في القصة، حيث تم تصميم الطاغية لمطاردة اللاعبين داخل مركز الشرطة وفتح الأبواب خلفهم في محاولة العثور عليهم، أضف لذلك سماع خطواته أثناء بحثه عنهم في أرجاء المبنى، مما أدى إلى تضخيم عنصر الرعب في اللعبة، وأجبر اللاعبين على وضع إستراتيجيات مختلفة حسب مكان تواجده والتفكير في جميع تحركاتهم قبل الخروج من غُرف الأمان.
إضافة المزيد من المواقع التي سمع اللاعبون عن بعضها في الجزء الأصلي
توفر المواقع الجديدة مثل دار الأيتام وشبكة المجاري الموسعة مناطق جديدة ليستكشفها اللاعبون في الريميك، بالإضافة إلى ذلك تم توسيع مختبر أمبريلا الموجود تحت الأرض بشكل كبير، مما صوره بالشكل الذي كان يجب أن يظهر به في الجزء الأصلي كمختبرٍ يحتوي على أسلحة عضوية حيوية متقدمة.
ومن أشد اللحظات الجديدة إثارةً والتي لم تكن موجودة في الجزء الأصلي هو محاولة هروب شيري من رئيس الشرطة في دار الأيتام الذي يعتبر منطقة جديدة كليًا لم تتواجد في الجزء الأصلي، وتشرح للاعبين ما الذي كان يحدث لأيتام مدينة الراكون الذين تختطف بعضهم شركة أمبريلا لإجراء التجارب البيولوجية عليهم، التي اتخذت دار الأيتام المذكور غطاءً لأفعالها.
وتعتبر النقطة التي يجب فيها على اللاعبين ملاحقة رئيس الشرطة لإنقاذ شيري في دار الأيتام أقوى اللحظات إثارةً واستثنائية كذلك، وتجعلنا نكتشف مدى الشر الذي كان يخبئه في داخله والذي لم يتم إظهاره في الجزء الثاني الأصلي.
تغيير أسلوب عمل الكاميرا في Resident Evil 2
تم أيضًا تحديث أسلوب اللعب في الريميك، إذ أصبحت زاوية الكاميرا فوق كتف الشخصية من منظور الشخص الثالث بدلاً من الكاميرات الثابتة التقليدية في الجزء الأصلي، وعلى الرغم من أن التغيير في المنظور أدى إلى إستياءٍ من قاعدة عشاق السلسلة بشكل كبير، إلا أنه جعل اللعبة في متناول اللاعبين المعاصرين الجُدد الذين ربما لن يعجبوا بالكاميرا التقليدية الثابتة، ومنحهم أسلوب لعب سريع الخُطى على عكس الجزء الأصلي.
حفاظ الريميك على جوهر الجزء الأصلي
لم يكن الريميك مطابقًا بشكلٍ مثالي للجزء الأصلي، حيث كانت إزالة النظام الموجود في الجزء الأصلي الذي يجعل خيارات اللاعبين في شخصية Leon أو Clair عند اللعب للمرة الأولى يؤثر على بعض الأشياء في السيناريو الثاني للشخصية الأخرى محبطًا لعشاق اللعبة الأصلية، لكن قام الريميك للتعويض عن ذلك بإضافة سيناريو B لكلا الشخصيتين الرئيسيتين الذي قدم اختلافات طفيفة على تجربة سيناريو A مثل الزعماء الجدد والألغاز التي أصبحت أكثر تعقيدًا وظهور MR X باكرًا في مركز الشرطة وما إلى هنالك.
ومع ذلك على الرغم من التغييرات العديدة التي تمت إضافتها إلى Resident Evil 2 Remake، فإن الشيء الهام الكبير الذي تمكنت Capcom من تنفيذه بإتقان هو الحفاظ على روح وجوهر وأجواء الجزء الأصلي خلال التجربة بأكملها، إذ على الرغم من تغيير القصة بعض الشيء، ظلت العديد من نقاط الحبكة الهامة كما هي، وكان تدفق القصة مشابهًا إلى حد كبير للعبة الأصلية، مع إضافتها لعناصر جديدة جعلت التجربة أكثر إثارة ورعبًا بشكلٍ ناجحٍ للغاية.
في الختام.. تجدر الإشارة إلى أن بعض النسخ الأخرى من الريميك لم تلاقي النجاح نفسه الذي حصل عليه ريميك الجزء الثاني، حيث أن Resident Evil 3 Remake قامت بحذف الكثير من اللعبة الأصلية، مما قصر عدد ساعات اللعب بشكلٍ كبير وجعله قصيراً ومختصراً، وأدى في النهاية لحصوله على استقبال لم يكن بمستوى الريميك المذكور الذي سبقه، وقد كانت هناك مخاوف بشأن ريميك Resident Evil 4، ومن معاناته لنفس المصير، لكن لحسن الحظ نجحت كابكوم في التعلم من أخطائها وقدمت تجربة استثنائية وفريدة مرةً أخرى.
ونتأمل أن تتابع على نفس المنوال في أعمال الريميك القادمة التي أعلنت بنفسها وبشكل رسمي من أنها تعمل أو ستعمل عليها في المستقبل، ومن المهم أن يستلهم الاستوديو من كل ما فعلته Resident Evil 2 Remake بالشكل المثالي لتقديم المزيد من التحف الفنية لسلسلتنا المحبوبة الأشهَر في العالم.
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم، ما أبرز نقاط قوة ريميك الجزء الثاني برأيكم، وما هو الريميك القادم الذي تتمنون الحصول عليه أولاً؟!