في خطوة مفاجئة، قامت شركة “روكستار” بإلزام غالبية موظفيها بالعودة للعمل المكتبي بدوام كامل بدءًا من يوم 15 أبريل القادم.
هذا القرار من مطور GTA أثار غضبًا واسعًا بين موظفي الشركة، الذين اعتبروه تراجعًا عن وعود سابقة بمنحهم خيارات العمل المرن، وقد أعرب “اتحاد عمال ألعاب IWGB عن دعمه الكامل للموظفين، وندد بقرار الشركة ووصفه بـ “المتهور” بل وتعهد الاتحاد بتنظيم احتجاجات ومطالبة “روكستار” بإعادة النظر في قرارها، وذلك بعد عام واحد من تقديم العمال النقابيين عريضة تضم حوالي 170 توقيعًا، طالبوا فيها باستمرار خيارات العمل عن بُعد استجابةً للتحول الإلزامي إلى العمل المكتبي لمدة 3 أيام.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه صناعة الألعاب نقاشًا واسعًا وجدلًا متزايدًا حول مستقبل العمل عن بعد، والإقالات الجماعية التي لا تكاد تتوقف، مع سعي العديد من الشركات إلى اعتماد خيارات العمل المرن بشكل دائم، حيث يُثير قرار استديوهات روكستار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه العودة الإلزامية إلى المكاتب ستصبح قاعدة جديدة في صناعة الألعاب أم لا.
من المتوقع أن يكون لهذا القرار تداعيات كبيرة على رفاهية الموظفين، خاصةً أولئك الذين يعانون من إعاقات أو مسؤوليات الرعاية أو المشكلات الصحية، ومخاوف إضافية ممن نقلوا حياتهم بعيدًا عن الاستوديوهات أو أجروا تعديلات متعلقة بالإقامة حول عائلاتهم والتي سيحتاج الآن إلى إلغائها في أقل من 6 أسابيع للامتثال للمطالب.
وعلى الرغم من المعارضة الواسعة والصريحة، ترفض إدارة “روكستار” التعامل مع مطالب العمال، وتقول إنه في 15 أبريل، ستقوم بقطع الاتصال بتقنية الوصول عن بُعد لوقف أي احتمال لاستمرار العمل من المنزل، مشيرة إلى مخاوف أمنية وانخفاض الإنتاجية دون تقديم أي أدلة داعمة للموظفين.
حول هذا الأمر يقول موظف مجهول في “روكستار”:
“كان العمل من المنزل بمثابة شريان حياة للعديد منا في روكستار، حيث يتيح لنا موازنة مسؤوليات الرعاية وإدارة الإعاقات والانتقال حسب الحاجة. والآن، تنتزع روكستار هذا شريان الحياة دون التفكير مرتين في العمال الذين سيُتأثرون أكثر. وبعد العديد من الوعود المحطمة، نخشى الآن أن تكون الإدارة تمهد الطريق للعودة إلى ممارسات “التشدد” السيئة. يحتاج قادة الشركة إلى إعادة التفكير في اتخاذ قرارات متهورة والتعامل مع موظفيهم لإيجاد ترتيب يناسب الجميع.”
ويشارك موظف مجهول آخر قائلا:
“كما هو الحال دائمًا، لم يكن هناك أي مشاورات معنا، ان الأشخاص الذين تتأثر بهم تغييرات السياسة هذه بشكل أكبر. أحد مخاوفي هو الاضطرار للعمل لساعات متأخرة في المكتب للحفاظ على الاتصال بالفرق العالمية، بينما كنا في السابق نستطيع تسجيل الدخول من المنزل لحضور الاجتماعات المتأخرة. هذا يعني تفويت قضاء الوقت مع عائلاتنا. كما أنني على علم بزملاء يعانون من مشكلات صحية تمنعهم من العمل بدوام كامل في المكتب، والآن تركوا في حيرة.”
وقال أحد العمال، متحدثًا نيابة عن زملائه:
“نحن الموظفين نهتم كثيرًا بالألعاب التي نصنعها وشغفنا ومهاراتنا ومواهبنا يجب ألا نُستهين بها من قبل إدارة الاستوديو. إننا معًا، من خلال التعاون وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية وثقافة مكان العمل الصحية، نواصل صنع بعض أكثر الألعاب المحبوبة والمذهلة”.
بينماك قال أوستن كيلمور، رئيس نقابة العاملين IWGB:
“إن العاملين في IWGB Game Workers Union في Rockstar يضغطون من أجل الشفافية فيما يتعلق بالأجور والترقيات، وثقافة صحية وشاملة في مكان العمل، والتوازن بين العمل والحياة يتمحور حول ما يحتاجه كل عامل. من غير المقبول أن تتراجع قيادة Rockstar عن كلمتها مرارًا وتكرارًا وتجاهلت مطالب العمال بظروف العمل الأساسية.”
“لقد سئم العمال في جميع أنحاء الصناعة من السماح للمديرين التنفيذيين باتخاذ قرارات متهورة وضارة، ويظهر لنا عمال Rockstar بداية ما سيأتي إذا تم تجاهلهم باستمرار. ليس هناك وقت أفضل من الآن للانضمام إلى اتحادنا والضغط من أجل أن تصبح صناعة الألعاب صحية ومستدامة كما نعرفها.”
يمكن أن يؤدي هذا القرار إلى تغييرات كبيرة في طريقة العمل في مجال صناعة الألعاب، مع سعي العديد من الشركات إلى اعتماد خيارات العمل المرن بشكل دائم، حيث تجدت “روكستار” حاليًا نفسها في خضم نقاش هام حول مستقبل العمل، وسيكون قرارها ذا تأثير كبير على مسار هذه الصناعة.
يبقى أن ننتظر ونرى ما إذا كانت “روكستار” ستعيد النظر في قرارها، أو إذا كانت ستصبح نموذجًا لـ “فشل التواصل” وعدم احترام رغبات الموظفين، وكمل ما يهمنا نحن كإعلاميين ولاعبين هو أن لا يؤثر ذلك على تطوير لعبة GTA 6 المنتظرة بشدة.