العقبات التي تعترض الذكاء الاصطناعي المؤسسي: صوامع البيانات وتحديات التكامل
وفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة IBM، فإن العائق الرئيسي الذي يعيق تطبيق الذكاء الاصطناعي المؤسسي لا يكمن في التكنولوجيا نفسها، بل في مشكلة صوامع البيانات المستمرة. يصف إد لفلي، نائب الرئيس والمدير التنفيذي للبيانات في شركة IBM، صوامع البيانات بأنها “كعب أخيل” لاستراتيجية البيانات الحديثة.
تأثير صوامع البيانات على مشاريع الذكاء الاصطناعي
وجدت الدراسة، التي شملت 1700 من كبار قادة البيانات، أن البيانات الوظيفية لا تزال معزولة بشكل عنيد. تعمل جميع بيانات التمويل والموارد البشرية والتسويق وسلسلة التوريد بشكل منفصل، دون تصنيف مشترك أو معايير مشتركة. هذا التجزئة له تأثير سلبي مباشر على مشاريع الذكاء الاصطناعي، حيث يقضي الفرق وقتًا أطول في البحث عن البيانات ومواءمتها بدلاً من توليد رؤى ذات معنى.
نحو بنية بيانات متكاملة
يتطلب تحقيق النجاح في تطبيق الذكاء الاصطناعي اتباع نهج جديد في هندسة البيانات مع تجنب العزلة. يتم الآن استبدال النموذج القديم المتمثل في نقل البيانات البطيء والمكلف إلى بحيرة مركزية. توصلت دراسة IBM إلى أن 81% من كبار مسؤولي البيانات يمارسون الآن جلب الذكاء الاصطناعي إلى البيانات، بدلاً من نقل البيانات إلى الذكاء الاصطناعي. يعتمد هذا النهج على الأنماط المعمارية الحديثة مثل شبكة البيانات ونسيج البيانات، والتي توفر طبقة افتراضية للوصول إلى البيانات حيثما توجد.
تحديات الحوكمة والمواهب
ومع ذلك، فإن جعل الوصول إلى البيانات أكثر سهولة يطرح تحديات تتعلق بالحوكمة. أصبح تحالف كبار مسؤولي البيانات وكبار مسؤولي الأمن ضروريًا الآن لتحقيق التوازن بين السرعة والأمان. تعتبر سيادة البيانات مصدر قلق خاص، حيث يعتبرها 82% من مسؤولي البيانات المضمونين جزءًا أساسيًا من استراتيجية إدارة المخاطر الخاصة بهم. ولكن العقبة الأكبر قد تكون الأشخاص، حيث يكشف التقرير عن فجوة واسعة في المواهب تهدد بعرقلة التقدم.
فتح صوامع البيانات لإطلاق الذكاء الاصطناعي المؤسسي
على الصعيد الفني، يجب على قادة المؤسسات أن يؤيدوا الابتعاد عن مناطق البيانات المنعزلة. وهذا يعني الاستثمار في بنيات البيانات الموحدة الحديثة ودفع الفرق لتطوير واستخدام “منتجات البيانات” التي يمكن مشاركتها وإعادة استخدامها بشكل آمن عبر المؤسسة. ثانيًا، على الجبهة الثقافية، يجب أن يصبح محو الأمية البيانات أولوية على مستوى الأعمال التجارية، وليس مجرد مصدر قلق لتكنولوجيا المعلومات.
الاستنتاج
إن المؤسسات التي تقوم بهذا الأمر بشكل صحيح لن تعمل على تحسين الذكاء الاصطناعي لديها فحسب، بل ستغير طريقة عملها، وتتخذ قرارات أسرع، وتتكيف مع التغيير بسرعة أكبر، وتكتسب ميزة تنافسية. كما قال إد لفلي، نائب الرئيس والمدير التنفيذي للبيانات في شركة IBM، “إن الذكاء الاصطناعي المؤسسي على نطاق واسع في متناول اليد، ولكن النجاح يعتمد على قيام المؤسسات بتزويده بالبيانات الصحيحة.”
