الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشركات: خطوة عملاقة من Cognizant و Tata Consultancy Services و Infosys و Wipro نحو مستقبل العمل
أعلنت كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات، Cognizant و Tata Consultancy Services (TCS) و Infosys و Wipro، عن خطط طموحة لنشر أكثر من 200,000 ترخيص من Microsoft Copilot في مؤسساتها. هذه الخطوة، التي تتجاوز 50,000 ترخيص لكل شركة، تُعد بمثابة إشارة قوية على تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع في قطاع الخدمات الاستشارية وتكنولوجيا المعلومات. يهدف هذا النشر المكثف إلى تمكين مئات الآلاف من الموظفين في مجالات متنوعة مثل الاستشارات، والتطوير، والعمليات، والبرمجيات بأحدث أدوات الذكاء الاصطناعي.
توقيت الإعلان وأهميته الاستراتيجية
لقد تزامن هذا الإعلان الهام، الذي صدر في بنغالورو، مع زيارة الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، إلى الهند. وهذا ليس صدفة. الهند تشكل سوقاً متنامية الأهمية للذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية، ويؤكد هذا الاستثمار من Microsoft على الدور الاستراتيجي الذي تلعبه البلاد في مستقبل التكنولوجيا. وبشكل أوسع، يتماشى هذا الإعلان مع زخم عالمي متزايد نحو وكلاء الذكاء الاصطناعي – أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على أداء مهام معقدة تتجاوز مجرد الدردشة، وتتعامل مع سير العمل التجاري متعدد الخطوات.
لماذا يهم Copilot شركات تكنولوجيا المعلومات؟
تدرك هذه الشركات الأربع أهمية تقديم خدمات متطورة في مجال الذكاء الاصطناعي لعملائها. Microsoft 365 Copilot، هو مساعد ذكاء اصطناعي مدمج في تطبيقات Microsoft 365 الأساسية مثل Word و Excel و PowerPoint و Outlook و Teams. يقوم Copilot بتحليل البيانات وتقديم المساعدة في الصياغة والتلخيص، وتحويل الاستعلامات اللغوية الطبيعية إلى نتائج عملية.
كيف سيعزز Copilot إنتاجية الموظفين؟
تكمن قوة Copilot في قدرته على تبسيط العديد من المهام اليومية وتحسين الكفاءة. فبدلاً من إعادة تصميم أدوات العمل الحالية لتضمين الذكاء الاصطناعي، يمكن للموظفين الاستفادة من هذه التقنية مباشرة داخل البرامج والوثائق التي يستخدمونها بالفعل. هذا يتيح:
- توثيقًا أسرع: إنشاء التقارير والمستندات بشكل أكثر فعالية.
- متابعة أسرع للاجتماعات: تلخيص النقاط الرئيسية وتحديد المهام المطلوبة تلقائيًا.
- صياغة مقترحات أسرع: إنشاء مسودات أولية واقتراحات بناءً على المعلومات المتاحة.
- اكتشاف أفضل للمعلومات: الوصول إلى البيانات والمعرفة ذات الصلة المخزنة في مستودعات الشركة.
- أتمتة المهام المتكررة: تحرير الموظفين من المهام الروتينية للتركيز على العمل الأكثر إبداعًا واستراتيجية.
“الشركات الحدودية” ومستقبل العمل
تصف Microsoft هذه المؤسسات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي كشريك فعال في العمل بـ “الشركات الحدودية”. في هذه الشركات، يعمل الموظفون جنبًا إلى جنب مع مساعدي الذكاء الاصطناعي والوكلاء المتخصصين الذين يتولون تنفيذ إجراءات العمل. هذه الرؤية تتجاوز مجرد المساعدة في الكتابة، إلى إدارة سير العمل بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي.
دوافع شركات تكنولوجيا المعلومات وراء هذا الالتزام
هناك سببان رئيسيان وراء هذا الاستثمار الكبير في Copilot:
- تحسين الإنتاجية الداخلية: تقوم هذه الشركات بدمج Copilot في سير العمل الداخلي عبر الاستشارات، وتطوير البرمجيات، والعمليات، وتسليم المشاريع. وحتى التحسينات الطفيفة في الكفاءة، مثل توفير بضع دقائق لكل موظف يوميًا، يمكن أن تؤدي إلى مكاسب كبيرة على نطاق واسع.
- بناء المصداقية لدى العملاء: تعمل هذه الشركات الاستشارية مع مؤسسات عالمية كبرى، بما في ذلك شركات Fortune 500. من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بنجاح داخل مؤسساتها، يمكنها إثبات قيمتها لعملائها وتقديم حلول مشابهة لهم بثقة أكبر.
استثمارات Microsoft وأمازون في الهند تعزز مكانة البلاد كمركز للذكاء الاصطناعي
لا يقتصر الأمر على Microsoft. أعلنت أمازون/AWS أيضًا عن خطط لاستثمار أكثر من 35 مليار دولار في الهند بحلول عام 2030، بهدف توسيع عملياتها وقدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي. هذه الاستثمارات الضخمة تؤكد مكانة الهند المتنامية كمركز رئيسي لمواهب الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية. تسعى شركات الخدمات الهندسية الهندية للاستفادة من هذا التوجه، وتعمل على وضع نفسها كمقدمين رائدين في مجال “التسليم بالذكاء الاصطناعي أولاً”.
الخلاصة: بداية حقبة جديدة من التعاون بين الإنسان والآلة
يمثل نشر Microsoft Copilot على نطاق واسع من قبل هذه الشركات الأربع خطوة حاسمة نحو تبني الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي في مكان العمل. هذا ليس مجرد تحديث للبرامج، بل هو تحول في طريقة تقديم الخدمات وإدارة العمليات. من خلال تبني هذه التقنية، تهدف هذه الشركات إلى زيادة إنتاجيتها، وتعزيز مصداقيتها لدى العملاء، والمساهمة في نمو قطاع الذكاء الاصطناعي في الهند. نتوقع أن نشهد المزيد من الشركات تتبع هذه الخطوة، مما يمهد الطريق لحقبة جديدة من التعاون الوثيق بين الإنسان والآلة. للمزيد من المعلومات حول أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، ندعوكم لزيارة معارض TechEx المتخصصة في أمستردام وكاليفورنيا ولندن.
