أعلنت شركة مايكروسوفت عن إضافة تقنية تخزين جديدة وقوية إلى نظام التشغيل ويندوز، مما أثار اهتمامًا كبيرًا في أوساط المتحمسين والخبراء. يتعلق الأمر ببرنامج تشغيل NVMe أصلي يهدف إلى تحسين أداء أقراص الحالة الصلبة (SSD) بشكل ملحوظ. وقد أطلقت الشركة هذا البرنامج في البداية مع Windows Server 2025، لكن المستخدمين اكتشفوا طرقًا لتفعيله على نظام التشغيل Windows 11 أيضًا.
يأتي هذا التحديث في وقت تشهد فيه تقنية التخزين تطورات سريعة، حيث أصبحت أقراص SSD هي المعيار السائد في أجهزة الكمبيوتر الحديثة. ومع ذلك، ظل نظام ويندوز يعتمد على طريقة قديمة للتعامل مع هذه الأقراص، مما أدى إلى بعض القيود في الأداء. يهدف برنامج التشغيل الجديد إلى تجاوز هذه القيود وإطلاق الإمكانات الكاملة لأقراص SSD.
تحسين أداء أقراص الحالة الصلبة (SSD) مع برنامج التشغيل الجديد
لفترة طويلة، استخدم نظام ويندوز ما يُعرف باسم ترجمة SCSI للتعامل مع أجهزة التخزين. هذه الطريقة، على الرغم من كونها عالمية، كانت تخلق عنق زجاجة عند استخدام أقراص NVMe فائقة السرعة. فبدلاً من السماح للأقراص بإرسال آلاف أوامر الإدخال/الإخراج المتوازية، كان نظام التشغيل يفرض عليها مسارًا أقدم مصممًا للأقراص الصلبة التقليدية، مما يزيد من زمن الاستجابة ويقلل من الإنتاجية.
يلغي برنامج تشغيل NVMe الأصلي هذه الخطوة الإضافية، مما يسمح لأقراص SSD بالتواصل مباشرةً مع نظام التشغيل ويندوز. ووفقًا لمايكروسوفت، فإن هذا التحسين يؤدي إلى زيادة كبيرة في عمليات IOPS العشوائية وتقليل الضغط على وحدة المعالجة المركزية (CPU) في بيئات المؤسسات.
اكتشف مجتمع التكنولوجيا أن برنامج التشغيل نفسه موجود بالفعل في بعض إصدارات ويندوز المخصصة للمستهلكين. يمكن للمستخدمين تفعيل هذا البرنامج ببساطة عن طريق إضافة بعض المفاتيح إلى سجل ويندوز. تشير الاختبارات الأولية التي أجراها المستخدمون إلى تحسينات ملحوظة في الإنتاجية، حيث سجل البعض سرعات نقل أعلى بنسبة تصل إلى 45% في بعض اختبارات التخزين.
مخاطر وتنبيهات
على الرغم من الفوائد المحتملة، يجب على المستخدمين توخي الحذر عند تعديل سجل ويندوز. فالتغييرات غير الصحيحة قد تؤدي إلى تلف البيانات أو مشاكل في بدء التشغيل. لذلك، يُنصح بشدة بعمل نسخة احتياطية كاملة للنظام قبل إجراء أي تعديلات. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه بعض الأدوات والبرامج التابعة لجهات خارجية مشاكل في التوافق عند استخدام برنامج التشغيل الجديد، كما ذكر موقع Tom’s Hardware.
قد لا يلاحظ المستخدم العادي تحسنًا كبيرًا في المهام اليومية مثل تحميل الألعاب أو نسخ الملفات، حيث أن أداء أقراص NVMe الحديثة بالفعل جيد جدًا في هذه السيناريوهات. ومع ذلك، بالنسبة للمستخدمين المتقدمين ومحترفي التخزين، أو أولئك الذين يستخدمون تطبيقات تتطلب عمليات IOPS مكثفة، فإن الوصول المباشر إلى الأجهزة قد يكون له تأثير كبير.
تعتبر تقنية ذاكرة التخزين غير المتطايرة (NVM) من التقنيات الثانوية المرتبطة بهذا التطور، حيث أن أقراص NVMe تعتمد على هذه التقنية لتوفير سرعات عالية وأداء موثوق. كما أن تحسين إدارة الذاكرة المؤقتة (Caching) يلعب دورًا هامًا في الاستفادة الكاملة من برنامج التشغيل الجديد.
من المتوقع أن تواصل مايكروسوفت تطوير وتحسين برنامج تشغيل NVMe الأصلي في التحديثات المستقبلية لويندوز. سيراقب الخبراء عن كثب تأثير هذا التحديث على أداء الأقراص الصلبة المختلفة، بالإضافة إلى استقرار النظام وتوافقه مع البرامج والأجهزة الأخرى. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت مايكروسوفت ستدمج هذا البرنامج رسميًا في نظام التشغيل Windows 11 في المستقبل القريب، ولكن النتائج الأولية واعدة وتشير إلى إمكانية تحسين كبير في أداء التخزين.
