تستثمر شركة ميتا بشكل مكثف في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى إلى تطوير أدوات جديدة وتحسين تجربة المستخدم عبر منصاتها. وتأتي هذه الجهود في ظل منافسة شرسة في هذا المجال، حيث تبرز شركات مثل OpenAI و Google كقوى دافعة رئيسية. تشير التقارير إلى أن ميتا تعمل على مشروع جديد يهدف إلى تقديم ملخصات شخصية لمستخدمي فيسبوك استنادًا إلى نشاطهم اليومي.
ميتا والسباق نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي العملية
لم تحقق مبادرات ميتا السابقة في مجال الذكاء الاصطناعي نجاحًا كبيرًا في جذب المستخدمين، واقتصرت العديد منها على ميزات تجريبية أو أدوات تحرير الصور والفيديو. ومع ذلك، يبدو أن الشركة تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير أدوات أكثر فائدة وعملية، مثل أداة تلخيص المحتوى التي تستهدف مستخدمي فيسبوك. فالشركة تسعى جاهدة لتقديم قيمة مضافة حقيقية للمستخدمين من خلال الذكاء الاصطناعي.
مشروع لونا: نظرة على خلاصة فيسبوك الذكية
يُعرف المشروع داخليًا باسم “Project Luna”، ويهدف إلى تحليل محتوى فيسبوك الخاص بالمستخدمين، بالإضافة إلى مصادر خارجية أخرى، لتقديم تحديثات مخصصة وملخصات موجزة كل صباح، وفقًا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست. هذه الميزة تذكرنا بـ ChatGPT Pulse من OpenAI، والتي تقدم خدمة مماثلة.
لم تكن ميتا أو OpenAI أول من فكر في تقديم هذه الفكرة. فقد قدمت شركة سامسونج بالفعل ميزة مشابهة في هواتفها الذكية باسم Now Summary، والتي تعتمد على واجهة One UI 7 والإصدارات الأحدث. وهذه الميزة مستوحاة بدورها من نظام “At a Glance” الذي أطلقته جوجل لهواتف Pixel.
تجميع الرؤى من مختلف التطبيقات
تجمع Now Summary معلومات من تطبيقات متنوعة مثل الأخبار والصحة والمهام والسفر والمحافظ الرقمية، وتعرضها للمستخدمين في لوحة تحكم منظمة. تهدف هذه الميزة إلى توفير نظرة عامة شاملة وسريعة على أهم الأحداث والتحديثات المتعلقة بحياة المستخدم اليومية، مما يعزز من إنتاجيته وتنظيمه.
تطبيق الذكاء الاصطناعي على فيسبوك: تجربة جديدة قيد الاختبار
في حالة ميتا، ستركز التجربة الأولية للملخص المدعوم بالذكاء الاصطناعي على منصة فيسبوك. تخطط الشركة لإطلاق هذه الميزة لمجموعة صغيرة من المستخدمين في مدينتي نيويورك وسان فرانسيسكو في البداية. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت ميتا ستوسّع نطاق الخدمة لتشمل منصات أخرى مثل Instagram أو Threads أو WhatsApp.
حتى الآن، لم يحقق دمج ميتا لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتها الاجتماعية نتائج مبهرة، واعتُبرت بعض المحاولات مثيرة للجدل. على الرغم من توفر Meta AI في بعض التطبيقات والنظارات الذكية، إلا أن فائدته لا تزال محدودة مقارنة بمنافسيه مثل ChatGPT و Gemini. بالإضافة إلى ذلك، واجه تطبيق Vibes الذي يعتمد على مقاطع الفيديو المولدة بالذكاء الاصطناعي انتقادات واسعة النطاق.
إلا أن فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل نشاط المستخدم على فيسبوك وتقديم ملخص موجز تبدو واعدة، حيث يمكن أن توفر بديلاً أكثر تنظيماً وفعالية عن الإشعارات المتزايدة. إذا تمكنت ميتا من الاستفادة من قوة شبكة التواصل الاجتماعي الخاصة بها لتقديم تجارب ذكاء اصطناعي مفيدة، فقد تتمكن من تحقيق “إيرادات الذكاء الاصطناعي” التي تسعى إليها بشدة.
من المتوقع أن تستمر ميتا في اختبار وتحسين أدواتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال الأشهر القادمة. سيكون من المهم مراقبة ردود فعل المستخدمين وتقييم مدى فعالية هذه الأدوات في تحسين تجربتهم على المنصات المختلفة. من المرجح أن تعتمد قرارات ميتا المستقبلية في هذا المجال على نتائج هذه الاختبارات وتحليل الاتجاهات السائدة في سوق الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مجال **تحسين تجربة المستخدم** و **التعلم الآلي**.
