إذا كنت تفكر في شراء طائرة بدون طيار (درون) من شركة DJI بحلول عام 2026، فقد تحتاج إلى الإسراع في اتخاذ قرارك. فقد فرضت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) حظرًا على استيراد الطائرات بدون طيار المصنعة في الخارج، بما في ذلك تلك التي تنتجها DJI، الشركة الرائدة عالميًا في هذا المجال. هذا القرار يثير تساؤلات حول مستقبل توافر طائرات DJI بدون طيار في السوق الأمريكية.
أعلنت لجنة الاتصالات الفيدرالية يوم الاثنين إضافة أنظمة الطائرات بدون طيار ومكوناتها، والتي يتم إنتاجها في دول أجنبية، إلى “قائمة التغطية” الخاصة بها. هذه القائمة تتضمن المعدات والخدمات التي تعتبر تشكل خطرًا على الأمن القومي للولايات المتحدة. ويشمل ذلك أجزاء مهمة مثل أجهزة نقل البيانات، وأنظمة التحكم في الطيران، وأجهزة الاستشعار، والكاميرات، والبطاريات، والمحركات، وغيرها من المكونات الأساسية.
حظر استيراد طائرات DJI بدون طيار: دوافع القرار وتأثيراته
جاء هذا القرار بعد تصويت اللجنة في أواخر أكتوبر لصالح “سد الثغرات” التي تسمح ببيع التكنولوجيا التي قد تهدد الأمن القومي الأمريكي. يعني هذا بشكل فعال أن الحكومة الأمريكية قد تعامل شركة DJI بنفس الطريقة التي تعاملت بها مع شركة هواوي الصينية، من خلال تقييد وصول منتجاتها إلى السوق الأمريكية.
أعربت DJI عن خيبة أملها من هذا الإجراء، مشيرةً إلى أنه لم يتم تقديم أي معلومات محددة حول الأساس الذي اعتمدت عليه السلطات في اتخاذ قرارها. وذكر متحدث باسم الشركة أن المخاوف المتعلقة بأمن البيانات لا تستند إلى أدلة، بل تعكس توجهات حمائية تتعارض مع مبادئ السوق المفتوحة.
ومع ذلك، أكدت DJI التزامها بالسوق الأمريكية، معربة عن أملها في أن تتمكن من إطلاق منتجاتها المستقبلية في الولايات المتحدة بعد تقييم من قبل وزارة الدفاع ووزارة الأمن الداخلي.
من المهم الإشارة إلى أن الحظر لا يؤثر على الطائرات بدون طيار التي يمتلكها المستهلكون الأمريكيون بالفعل. ووفقًا لبيان صحفي صادر عن لجنة الاتصالات الفيدرالية، يمكن للمستهلكين الاستمرار في استخدام أي طائرة بدون طيار قاموا بشرائها أو الحصول عليها بشكل قانوني.
مخاوف أمنية مرتبطة بالأحداث الكبرى
بررت الحكومة الأمريكية هذا القرار بالإشارة إلى الأحداث الكبرى القادمة، مثل كأس العالم لكرة القدم 2026 والألعاب الأولمبية الصيفية في لوس أنجلوس 2028. ترى الحكومة أن هذه التجمعات الجماهيرية قد تكون عرضة للخطر من خلال استخدام الطائرات بدون طيار.
وقالت لجنة الاتصالات الفيدرالية إن الحكومة الفيدرالية تتخذ خطوات إضافية لحماية المواطنين الأمريكيين واستعادة السيطرة الأمريكية على المجال الجوي. بالإضافة إلى ذلك، تدرس اللجنة حظرًا منفصلاً على أجهزة توجيه TP-Link، لكن هذا لم يتم تضمينه في التحديث الأخير لقائمة التغطية.
في أكتوبر الماضي، ذكرت DJI أنها طلبت إجراء تدقيق أمني شامل قبل اتخاذ أي قرار بشأن الحظر، لكنها لم تتلق أي رد أو إشارة إلى بدء العملية. وأكد آدم ويلش، رئيس السياسة العالمية في DJI، أن الشركة مستعدة للتعاون وتقديم المعلومات اللازمة، لكنها تشدد على أهمية الإجراءات القانونية الواجبة والعدالة والشفافية في أي تحقيق.
تعتبر الطائرات بدون طيار من DJI من بين الأفضل في فئتها، وغالبًا ما تحتل مرتبة عالية في التقييمات والمراجعات. وقد تصدرت الشركة قائمة CNET لأفضل الطائرات بدون طيار لعام 2025 في يناير. ومع ذلك، لم تكن بعض أحدث منتجاتها، مثل DJI Mavic 4 Pro، متاحة للشراء في الولايات المتحدة حتى قبل هذا الحظر.
تشير التقارير إلى أن بعض تجار التجزئة قد نفد مخزونهم من طائرات DJI بسبب القيود المفروضة مسبقًا على الاستيراد. وهذا الوضع قد يتفاقم مع تطبيق الحظر الجديد.
بالإضافة إلى طائرات DJI بدون طيار، فإن هذا القرار يثير نقاشًا أوسع حول الأمن القومي والتكنولوجيا الصينية. تتعرض الشركات الصينية بشكل متزايد للتدقيق من قبل الحكومات الغربية بسبب المخاوف المتعلقة بالتجسس وسرقة الملكية الفكرية.
من المتوقع أن تواصل لجنة الاتصالات الفيدرالية مراجعة قائمة التغطية الخاصة بها وإضافة المزيد من الشركات والمعدات التي تعتبر تهديدًا للأمن القومي. من المرجح أن يكون هناك المزيد من التطورات في هذا الملف في الأشهر والسنوات القادمة، خاصة مع اقتراب موعد استضافة الولايات المتحدة للأحداث الرياضية الكبرى. سيكون من المهم متابعة رد فعل DJI والشركات الصينية الأخرى، بالإضافة إلى أي تحديات قانونية قد يتم رفعها ضد هذا الحظر.
الوضع الحالي يتطلب من المستهلكين والشركات المهتمة بشراء الطائرات بدون طيار مراقبة التطورات عن كثب، وتقييم البدائل المتاحة، والتخطيط وفقًا لذلك.
