تواجه سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصي تحديات متزايدة في الوقت الحالي، حيث أصبح الحصول على جهاز جديد أكثر صعوبة من المعتاد. ويعزى هذا بشكل كبير إلى النقص الحاد في مكونات رئيسية مثل ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، والذي تفاقم بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك زيادة الطلب من شركات مراكز البيانات الكبرى. في محاولة للتغلب على هذه العقبة، أطلقت شركة Maingear، المتخصصة في تجميع أجهزة الكمبيوتر المخصصة، برنامجًا فريدًا يسمح للعملاء بتوفير ذاكرة الوصول العشوائي الخاصة بهم.
نقص ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) وتأثيره على سوق الكمبيوتر
أعلنت Maingear عن برنامج “أحضر ذاكرتك الخاصة” (BYO RAM) يوم الثلاثاء، وهو حل مبتكر يهدف إلى تخفيف حدة أزمة نقص المكونات. يسمح هذا البرنامج للعملاء بشراء نظام كمبيوتر مخصص، مع توفير ذاكرة الوصول العشوائي بأنفسهم. تتولى Maingear بعد ذلك مهمة تثبيت الذاكرة واختبارها وضمان توافقها مع بقية النظام.
هذا الإجراء ليس حلاً شاملاً، بل هو محاولة لتقليل الاختناقات في عملية الشراء. وفقًا لـ Maingear، قد يتمكن العملاء الذين يمتلكون بالفعل ذاكرة DDR5 من الاستفادة منها في أنظمة جديدة، مما يقلل من اعتمادهم على الإمدادات المحدودة المتاحة.
شروط استخدام ذاكرة الوصول العشوائي الخاصة بالعميل
هناك بعض الشروط لاستخدام هذا البرنامج. يجب أن يكون عمر النظام الذي يتم استخلاص الذاكرة منه أقل من خمس سنوات، حيث أن ذاكرة DDR5 بدأت في الظهور في عام 2020. ومع ذلك، لا يمكن افتراض أن جميع الأنظمة القديمة تستخدم DDR5، حيث أن العديد من الأجهزة لا تزال تعتمد على تقنيات أقدم.
بالإضافة إلى ذلك، قد لا يكون من الممكن استخلاص الذاكرة من بعض الأنظمة المتكاملة (All-in-One)، حيث تكون الذاكرة ملحومة مباشرة باللوحة الأم. كما أن ذاكرة DDR5 القديمة قد لا تكون سريعة بما يكفي لتحقيق الأداء الأمثل في نظام جديد.
الأسباب الجذرية لنقص المكونات
أوضح والاس سانتوس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Maingear، أن هذا النقص ليس مجرد مشكلة عابرة. وأشار إلى أن الشركات المصنعة للذاكرة مترددة في زيادة طاقتها الإنتاجية بسبب المخاوف بشأن الطلب المستقبلي. وأضاف سانتوس أن الشركات المصنعة قد تلقت معلومات تفيد بأن الأمر سيستغرق ما يصل إلى عام ونصف حتى تتمكن من زيادة خطوط الإنتاج الخاصة بها.
تتوقع شركة SK Hynix، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال تصنيع الذاكرة، أن تستمر هذه الأزمة حتى عام 2028، وفقًا لتقارير الصناعة. هذا يشير إلى أن المشكلة قد تكون طويلة الأمد وتتطلب حلولًا مبتكرة مثل برنامج Maingear.
يزيد من تعقيد الوضع حقيقة أن شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر لا تحصل على وحدات الذاكرة مباشرة من الشركات المصنعة. بدلاً من ذلك، تمر الذاكرة أولاً عبر شركات التعبئة والتغليف، والتي تقوم بتحويلها إلى وحدات قابلة للتوصيل باللوحة الأم. هذه الخطوة الإضافية تطيل من الجدول الزمني وتزيد من صعوبة الحصول على الإمدادات.
وفقًا لسانتوس، تواجه حتى شركات التعبئة والتغليف صعوبات في الحصول على الإمدادات اللازمة. وفي الماضي، كانت الشركات الكبيرة مثل إنتل تتدخل للمساعدة في حل هذه المشكلات. ومع ذلك، يشير سانتوس إلى أن “لاعبين جدد ذوي جيوب عميقة” يدخلون الآن السوق، ويبرمون صفقات طويلة الأجل مع موردي الذاكرة، مما يقلل من الإمدادات المتاحة للشركات الأخرى.
وقد اتخذت بعض الشركات، مثل ميكرون، خطوات جذرية من خلال إغلاق علامتها التجارية للذاكرة الحاسمة، مما أدى إلى تحويل الإمدادات بعيدًا عن السوق الاستهلاكية.
عدم اليقين بشأن مستقبل الأسعار
يشكل عدم اليقين بشأن الأسعار تحديًا كبيرًا آخر. لا يعرف سانتوس إلى أي مدى ستستقر الأسعار في النهاية، وهو غير متأكد مما إذا كانت ستعود إلى مستوياتها السابقة قبل الأزمة.
ومع ذلك، هناك احتمال أن يؤدي أي تراجع في صفقات تمويل مراكز البيانات إلى تحرير عقود الذاكرة، مما قد يؤدي إلى زيادة المعروض وانخفاض الأسعار. لكن سانتوس يحذر من أن هذا قد يؤدي أيضًا إلى مشاكل أكبر من مجرد نقص الذاكرة، إذا تسبب في اضطرابات كبيرة في السوق.
من المتوقع أن تستمر حالة عدم اليقين في سوق ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) في الأشهر المقبلة. سيكون من المهم مراقبة تطورات الطلب من مراكز البيانات، وقدرة الشركات المصنعة على زيادة الإنتاج، وأي تغييرات في استراتيجيات التوريد الرئيسية. كما أن تطورات سوق الرقائق و المكونات الإلكترونية بشكل عام ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مستقبل توافر وأسعار الذاكرة.
