وفقًا لأحدث تحليل لشبكة بي بي سي، من المتوقع حدوث اضطراب شديد في سلاسل الإمداد العالمية مثل شحنات الحواسيب بسبب الهجمات المستمرة في البحر الأحمر.
ولهذا فإن العديد من كبرى شركات الشحن في العالم مثل: MSC، و Maersk، و Hapag-Lloyd، و ICT، و Evergreen، تضع خططًا لإعادة توجيه السفن إلى طرق ملاحة أخرى لتستمر عملية نقل البضائع بنحو أفضل.
وتزايدت الهجمات على السفن في البحر الأحمر منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في شهر أكتوبر 2023، وأصبحت طرق الشحن المزدحمة بين الشرق والغرب التي تمر عبر قناة السويس معرضة للخطر مرة أخرى، مما يفرض ضغوطًا على أسعار السلع، ومن ذلك أجهزة الحواسيب الشخصية ومكوناتها، بالإضافة إلى العديد من المنتجات والسلع الأساسية الأخرى.
ووفقًا لشبكة بي بي سي، إن الحوثيين المتمركزين في اليمن والذين تدعمهم إيران يستهدفون سفن الشحن التي يعتقدون أنها في طريقها إلى إسرائيل.
هناك تقارير متعددة عن استهداف السفن التي لا علاقة لها بإسرائيل بطائرات مسيّرة وصواريخ. وأفاد موقع TPU أيضًا أن مصادره في سلسلة إمداد أجهزة الحواسيب الشخصية في تايوان تُشير إلى أن المنتجات الموجودة في بعض هذه السفن أصبحت الآن عالقة في انتظار الحراسة البحرية لتستطيع الوصول إلى وجهتها.
كما أن إعادة توجيه سفن الحاويات الضخمة ليس بالأمر الهين. على سبيل المثال، تستغرق شحنة قطع الإلكترونيات من تايوان إلى هولندا قرابة 25 يومًا عبر قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط.
وبدلاً من ذلك، إذا وُجهت السفن عبر المحيط عن طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، ستستغرق الرحلة عادةً 34 يومًا. وبالإضافة إلى التأثير في الوقت، فإن مسافة الرحلة تزيد بنسبة تصل إلى 35% تقريبًا، مع التكاليف الإضافية التي ستترتب عليها.
وتشير التقارير إلى أن بعض شركات الشحن الكبرى بدأت بالفعل بإعادة توجيه مسارها عبر رأس الرجاء الصالح. لكن بعض شركات الشحن تقاوم فكرة تغيير مساراتها. كما تؤكد التقارير أن بعض السفن تحمل حُراسًا ودفاعات مختلفة لتمر بأمان عبر نقطة التماس التي يبلغ عرضها 20 ميلًا في البحر الأحمر.
كما أن بعض السفن توقف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها أو تتعمد تزييف المعلومات المتعلقة بمواقعها أثناء إبحارها في أخطر المناطق البحرية.
ستساعد القوات البحرية من دول تشمل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا والبحرين والنرويج وإسبانيا في الحفاظ على المياه آمنة وصالحة للملاحة. وقد يؤدي اجتماع أكثر من 40 دولة يوم الثلاثاء القادم إلى التعجيل بتشكيل قوة أكثر شمولًا لتأمين حركة المرور.