في مقال رأي نُشر في صحيفة تايم يوم الأحد، أعلن المؤسس المشارك لشركة OpenAI سام ألتمان ومؤسسة هافينغتون بوست أريانا هافينغتون أنهما يتعاونان لتمويل تطوير “مدرب صحة الذكاء الاصطناعي” من خلال شركة Thrive AI Health الناشئة. سيتم تدريب الطبيب الرقمي على “أفضل العلوم التي تمت مراجعتها من قبل الأقران” بالإضافة إلى “البيانات الحيوية الشخصية والمختبرية وغيرها من البيانات الطبية” التي يختار المستخدمون مشاركتها مع الشركة.
وكتب الثنائي: “كل جانب من جوانب صحتنا يتأثر بشكل عميق بالسلوكيات اليومية الأساسية الخمسة للنوم والطعام والحركة وإدارة الإجهاد والتواصل الاجتماعي”. “يمكن للذكاء الاصطناعي، باستخدام قوة التخصيص المفرط، تحسين هذه السلوكيات بشكل كبير”. على سبيل المثال، سيحاول روبوت الدردشة الطبي معرفة الظروف التي تؤدي إلى حصولك على قسط جيد من الراحة ليلاً، وأطعمتك المفضلة، وعادات التمرين والحركة، وكيف يمكنك تقليل التوتر بشكل أكثر فعالية. ستكون النتيجة “مدرب ذكاء اصطناعي شخصي متكامل تمامًا” يقدم “دفعات في الوقت الفعلي” وتوصيات مخصصة.
ويواصل ألتمان وهافينغتون القول بأن “الأمراض المزمنة – مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية – موزعة بشكل غير متساوٍ بين التركيبة السكانية، ومن شأن مدرب الصحة الذكي للغاية أن يساعد في جعل تغييرات السلوك الصحي أسهل وأكثر سهولة في الوصول إليها”. ويشيران إلى أن 129 مليون أمريكي يعيشون مع مثل هذه الأمراض المزمنة وأن ما يقرب من 90٪ من إنفاق البلاد على الرعاية الصحية البالغ 4.1 مليار دولار يذهب إلى علاجهم، وليس الوقاية.
ويضرب الثنائي مثالاً بـ “متخصص مشغول يعاني من مرض السكري”. ويمكن لمدرب الصحة الذي يتدرب على البيانات الطبية الخاصة بالمستخدم أن يقدم له تذكيرات بتناول الدواء، ويقدم له خيارات وجبات صحية، ويشجعه على ممارسة الرياضة. ويزعم الثنائي أن “استخدام الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة من شأنه أيضاً أن يوسع نطاق الفوائد المنقذة للحياة الناجمة عن تحسين العادات اليومية ويساهم في معالجة التفاوتات الصحية المتزايدة”.
ولكن ليس من الواضح كيف تكون هذه العروض متفوقة على ضبط تذكيرات على هاتفك والبحث في جوجل عن “وجبات صحية لمرضى السكر” – أو على الأقل، متفوقة بما يكفي لتفوق مخاطر تسليم سجلاتك الطبية الشخصية لـ OpenAI للاطلاع عليها.
هناك أيضًا مشكلة مستمرة تتمثل في “هلوسة” الذكاء الاصطناعي بمعلومات غير صحيحة في ردوده. من المؤسف أن يُطلب منا وضع الغراء على البيتزا الخاصة بنا، ولكن هلوسة الذكاء الاصطناعي عند تقديم المشورة الطبية قد تؤدي بسهولة إلى نتائج تهدد الحياة.
هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها شركة وادي السيليكون إنشاء مدرب صحي يعمل بالذكاء الاصطناعي. تقدم شركة Onvy منتجًا مشابهًا لكل من أنظمة التشغيل iOS وAndroid والذي يعمل عبر أكثر من 300 جهاز تتبع للياقة البدنية، كما أفادت التقارير أن شركة Fitbit التابعة لشركة Google تعمل على روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي لسلسلة الأجهزة القابلة للارتداء الخاصة بها، وتقدم Whoop بالفعل مدربًا يعمل بالذكاء الاصطناعي يعمل بـ ChatGPT لمنتجاتها.