أصدر تطبيق المراسلة الشهير واتساب مؤخرًا تحديثًا رئيسيًا لتطبيقه المخصص لنظام التشغيل ويندوز، وهو التغيير الذي أثار استياءً واسع النطاق بين المستخدمين. التحديث الجديد يستبدل التطبيق الأصلي بتطبيق ويب، مما أدى إلى تدهور ملحوظ في الأداء واستهلاك الموارد. هذا التحول يثير تساؤلات حول مستقبل تطبيق واتساب على أجهزة الكمبيوتر المكتبية.
التغيير بدأ في الظهور تدريجيًا في يوليو الماضي مع المستخدمين المشاركين في برنامج الإصدار التجريبي، ولكنه الآن أصبح متاحًا لجميع مستخدمي واتساب على ويندوز، سواء كانوا يستخدمون الإصدار التجريبي أو النسخة النهائية. أجبر التحديث المستخدمين على تسجيل الدخول مرة أخرى، لكن التغيير الجذري لم يتم الإعلان عنه بشكل صريح.
تدهور أداء تطبيق واتساب على ويندوز
يصف المستخدمون التحديث الجديد بأنه “تخفيض” في الجودة، حيث كان التطبيق القديم مصممًا خصيصًا لنظام ويندوز، مما جعله سريعًا وفعالًا في استخدام الموارد. في المقابل، يعتمد الإصدار الجديد على تقنية “ويب فيو” (WebView)، والتي تقوم ببساطة بتشغيل نسخة الويب من واتساب داخل نافذة تطبيق.
تشير الاختبارات الأولية إلى أن الإصدار الجديد يستهلك أكثر من 300 ميجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) بمجرد التشغيل. هذا يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالتطبيق القديم، الذي كان بإمكانه التعامل مع مئات المحادثات باستخدام أقل من 100 ميجابايت من الذاكرة.
تأثير التغيير على تجربة المستخدم
نتيجة لاعتماده على تقنية الويب، يبدو التطبيق الجديد أثقل وأبطأ في الاستجابة. لم يعد التبديل بين المحادثات سلسًا وفوريًا، بل أصبح مصحوبًا بتأخير ملحوظ وتردد في التحميل. هذه المشكلات تؤثر بشكل خاص على المستخدمين الذين يعتمدون على واتساب بشكل مكثف خلال يوم عملهم.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه المستخدمون صعوبات في إدارة النوافذ وتنظيمها. التصميم الجديد لا يسمح بتقليل حجم النافذة لإظهار المحادثات النشطة فقط، وهي ميزة كانت شائعة لدى العديد من المستخدمين الذين يفضلون الاحتفاظ بواتساب كشريط جانبي صغير على الشاشة.
أسباب التغيير وتوقعات المستقبل
لم تصدر شركة ميتا (Meta)، الشركة الأم لواتساب، أي تعليق رسمي حول شكاوى الأداء. ومع ذلك، يُعتقد أن هذا التغيير يهدف إلى تبسيط عملية التطوير وتقليل التكاليف. من خلال استخدام قاعدة بيانات واحدة للتطبيق على الويب وسطح المكتب، يمكن لشركة ميتا تجنب الحاجة إلى صيانة وتحديث تطبيقات منفصلة لكل نظام تشغيل.
من الممكن أيضًا أن يتيح هذا التحديث وصولًا أسرع إلى الميزات الجديدة، حيث يمكن نشر التحديثات على الويب بسهولة أكبر من تحديث التطبيقات الأصلية. ولكن، يعتمد ذلك بشكل كبير على ما إذا كانت ميتا ستعطي الأولوية لتحسين أداء التطبيق.
هناك أيضًا بعض النقاش حول تأثير هذا التغيير على الأمان والخصوصية، حيث أن استخدام تطبيق ويب قد يعرض المستخدمين لمخاطر أمنية إضافية. ومع ذلك، لم يتم تأكيد هذه المخاوف حتى الآن.
في الوقت الحالي، يترقب مستخدمو واتساب ديسكتوب (WhatsApp Desktop) رد فعل ميتا على هذه الشكاوى. من غير الواضح ما إذا كانت الشركة ستعمل على تحسين أداء التطبيق الجديد، أو ما إذا كانت ستعتبره هو الوضع الطبيعي الجديد. من المتوقع أن تراقب ميتا عن كثب تعليقات المستخدمين وتقارير الأداء لتحديد الخطوات التالية. يجب على المستخدمين توقع المزيد من التحديثات في الأشهر القادمة، مع التركيز على معالجة مشكلات الأداء وتحسين تجربة المستخدم بشكل عام.
