شهد مجال الروبوتات البشرية تطوراً لافتاً مؤخراً، حيث تمكن فريق من الباحثين في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا من تدريب روبوت Unitree G1 على أداء مهارات معقدة تشبه تلك التي يقوم بها لاعبو كرة السلة المحترفون، بما في ذلك تسديد الأطواق أثناء الحركة. هذا الإنجاز يسلط الضوء على التقدم المتسارع في قدرات الروبوتات البشرية والذكاء الاصطناعي، وفتح آفاقاً جديدة لتطبيقاتها في مختلف المجالات.
جاء هذا التطور بعد عام من إطلاق Unitree G1، الذي تميز بقدرته على الحركة بسلاسة وكفاءة عالية، وهو ما جعله مختلفاً عن العديد من الروبوتات الأخرى التي تعاني من صعوبة في التنقل. وقد أثار هذا الروبوت اهتماماً واسعاً في الأوساط العلمية والصناعية، نظراً لإمكانياته المتعددة وقدرته على التكيف مع البيئات المختلفة.
تطوير مهارات كرة السلة لدى الروبوت Unitree G1
اعتمد فريق البحث على إطار عمل جديد للذكاء الاصطناعي يسمى SkillMimic، والذي يسمح للروبوت بالتعلم من خلال مشاهدة عروض بشرية في مقاطع الفيديو أو من خلال بيانات تتبع الحركة. وبحسب ما ذكرته Interesting Engineering، يتم بعد ذلك تحسين هذه الحركات في بيئات افتراضية قبل تطبيقها على الروبوت في العالم الحقيقي.
هذه الطريقة تتيح للروبوت اكتساب مهارات معقدة بشكل أسرع وأكثر فعالية، حيث يمكنه محاكاة الحركات البشرية بدقة عالية. وقد أظهر الروبوت G1 قدرة ملحوظة على التعامل مع الكرة والتنقل بها بسلاسة، بالإضافة إلى تسديد الأطواق بدقة تشبه تلك التي يتمتع بها لاعبو كرة السلة المحترفون.
مقارنة مع الروبوتات الأخرى
على الرغم من أن شركة تويوتا كانت قد كشفت عن روبوت بشري قادر على تسديد الأطواق قبل سبع سنوات، إلا أن هذا الروبوت كان يقتصر على الرمي من وضع ثابت. في المقابل، يتميز روبوت Unitree G1 بقدرته على الحركة والتنقل أثناء اللعب، مما يجعله أكثر تطوراً ومرونة. بالإضافة إلى ذلك، فإن حركة الجسم وخفة الحركة التي أظهرها G1 تتفوق بشكل كبير على تلك التي أظهرها روبوت تويوتا.
هذا التطور يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف بناء روبوتات بشرية قادرة على أداء مهام معقدة في بيئات غير منظمة. وتشير التقديرات إلى أن هذه الروبوتات يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في تحسين الكفاءة والإنتاجية في العديد من المجالات، مثل المستودعات والتصنيع والخدمات اللوجستية.
الذكاء الاصطناعي والحركة الروبوتية: مستقبل واعد
إن قدرة الروبوتات البشرية على تعلم المهارات من خلال المحاكاة والتدريب الافتراضي تتيح لها التكيف مع التغيرات في البيئة وتنفيذ المهام بفعالية أكبر. وذلك يقلل من التكاليف والمخاطر المرتبطة بتدريب الروبوتات في العالم الحقيقي. يعتبر هذا التقدم في مجال **الروبوتات** تطوراً هاماً في سعي البشر لدمج الآلات في الحياة اليومية بشكل أكثر سلاسة.
أدى هذا التقدم في **الذكاء الاصطناعي** والروبوتات إلى تزايد الطلب على الروبوتات البشرية من قبل المؤسسات البحثية والجامعات والشركات. وقد بدأت شركة Unitree في بيع الروبوت G1 في فبراير الماضي بسعر حوالي 13,000 دولار أمريكي، بهدف دعم البحث والتطوير في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي. الهندسة الروبوتية هي أيضاً مجال يتأثر بشكل كبير.
يثير هذا التطور تساؤلات حول مستقبل العمل وتأثير الروبوتات على الوظائف. ومع ذلك، يرى العديد من الخبراء أن الروبوتات البشرية لن تحل محل البشر بشكل كامل، بل ستعمل جنباً إلى جنب معهم لأداء المهام التي تتطلب دقة وسرعة عالية، أو التي تشكل خطراً على البشر.
من المتوقع أن يشهد مجال الروبوتات البشرية المزيد من التطورات في السنوات القادمة، مع التركيز على تحسين قدرات الروبوتات على التعلم والتكيف واتخاذ القرارات. وتشير التوقعات إلى أننا سنرى روبوتات بشرية قادرة على أداء مهام أكثر تعقيداً ومهارة، مما سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في مختلف جوانب حياتنا. ومن الأمور التي يجب مراقبتها، هو الجيل القادم من الروبوتات من Unitree، ومدى قدرتها على تجاوز إمكانيات G1.