أطلقت شركة OpenAI رسميًا نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي، GPT-5.2، وهو أحدث تطور في سلسلة نماذج GPT الرائدة. يأتي هذا الإطلاق ردًا مباشرًا على نموذج Gemini 3 من Google، ويهدف إلى تقديم أداء أسرع وأكثر ذكاءً في معالجة الاستعلامات المعقدة وتحليل البيانات. يركز GPT-5.2 على تحسين الاستدلال والتعامل مع المستندات الطويلة، مما يجعله أداة قوية للمحترفين والمطورين على حد سواء.
النموذج الجديد متاح الآن للمشتركين المدفوعين في ChatGPT، بما في ذلك مستويات Plus وPro وTeam وEnterprise، بالإضافة إلى المطورين عبر واجهة برمجة التطبيقات (API). تقدم OpenAI ثلاثة إصدارات من GPT-5.2: Instant وThinking وPro، مما يوفر خيارات مختلفة لتلبية احتياجات المستخدمين المتنوعة. هذا التنوع يتيح للمستخدمين اختيار النموذج الأنسب بناءً على متطلبات السرعة والدقة والتعقيد.
GPT-5.2: قفزة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي
يتميز GPT-5.2 بقدرته المحسنة على إنشاء أنواع مختلفة من المحتوى، بما في ذلك جداول البيانات والعروض التقديمية والتعليمات البرمجية. وفقًا لـ OpenAI، يقدم النموذج تحليلات أعمق للمحتوى الطويل، مما يجعله مثاليًا للتعامل مع الأوراق البحثية والتقارير الفنية المعقدة. كما تم تحسين قدرته على فهم ومعالجة السياقات الأطول، وتحديد الأدوات المناسبة للاتصال، والتعامل مع المدخلات متعددة الوسائط، وتنفيذ المهام التي تتطلب خطوات متعددة.
تحسينات في الموثوقية والأداء
أظهرت النسخة “Thinking” من GPT-5.2 أداءً يضاهي أو يتجاوز الأداء البشري في حوالي 70% من المهام المهنية، وفقًا لمنصة قياس الناتج المحلي الإجمالي (GDP). بالإضافة إلى ذلك، ينتج هذا النموذج النتائج بسرعة أكبر، حيث غالبًا ما يكون أسرع بـ 11 مرة من الإصدارات السابقة. هذه التحسينات تعني أن المستخدمين يمكنهم الاعتماد على GPT-5.2 للتعامل مع المستندات الطويلة دون فقدان الدقة أو السياق.
قامت OpenAI أيضًا بتعزيز آليات الحماية في GPT-5.2 لتقليل احتمالية توليد معلومات غير دقيقة أو مضللة، والمعروفة باسم “الهلوسة”. هذا التحديث مهم بشكل خاص للمستخدمين الذين يعتمدون على النموذج في معالجة المستندات القانونية أو الأكاديمية أو المالية، حيث تكون الدقة أمرًا بالغ الأهمية. كما أن تحسينات في فهم التعليمات البرمجية وتصحيح الأخطاء تجعل GPT-5.2 أداة قيمة للمطورين.
بالإضافة إلى الفوائد المباشرة للمستخدمين، يهدف GPT-5.2 إلى تحويل البيانات إلى رؤى قابلة للتنفيذ، مما يساعد المؤسسات على اتخاذ قرارات مستنيرة وتحسين الكفاءة التشغيلية. هذا يجعله أكثر من مجرد أداة ذكاء اصطناعي، بل شريكًا استراتيجيًا في مكان العمل.
بالنسبة للمستخدمين العاديين، يوفر GPT-5.2 مساعدة أكثر فعالية في المهام المعقدة، مثل كتابة التقارير أو تلخيص المقالات. أما بالنسبة للمطورين، فيمكنهم الآن الاستفادة من ذكاء اصطناعي أقوى وأكثر قدرة على الاندماج في تطبيقاتهم الحالية والجديدة. تخطط OpenAI أيضًا لإضافة وضع مخصص للبالغين في أوائل عام 2026، مما قد يفتح آفاقًا جديدة للاستخدام.
في الوقت الحالي، سيظل نموذج GPT-5.1 متاحًا للمشتركين لمدة ثلاثة أشهر كخيار بديل. وفي تطور موازٍ، أعلنت Google عن إطلاق وكيل Deep Research، المدعوم بنموذج Gemini 3 Pro، في نفس اليوم الذي أعلنت فيه OpenAI عن GPT-5.2. هذا يشير إلى اشتعال المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى كلتا الشركتين إلى تقديم نماذج أكثر ذكاءً وقدرة.
يبدو أننا نشهد سباقًا محمومًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تتنافس OpenAI وGoogle على تطوير نماذج تتفوق ليس فقط في الذكاء الخام، ولكن أيضًا في القدرة على تقديم قيمة عملية للمستخدمين. من المتوقع أن تستمر هذه المنافسة في دفع الابتكار وتحسين أداء نماذج الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب. يجب مراقبة التطورات المستقبلية، بما في ذلك تقييم الأداء الفعلي لـ GPT-5.2 في سيناريوهات العالم الحقيقي، وتأثيره على مختلف الصناعات، والخطوات التي ستتخذها Google للرد على هذا الإطلاق.
