أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة المحترفين والشركات على حد سواء، ولكن الحفاظ على تواجد فعال وجذاب يتطلب جهدًا مستمرًا. تواجه العديد من الحسابات صعوبة في إنتاج محتوى متنوع ومثير للاهتمام بشكل منتظم. مؤخرًا، استكشفنا إمكانات أداة إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي من جوجل، Nano Banana Pro، في تعزيز التفاعل على منصات مختلفة، وتقييم مدى فعاليتها في تجاوز الروتين المعتاد للنشر.
تعتبر منصة LinkedIn بشكل خاص بيئة تنافسية للمحتوى، حيث يسعى المحترفون باستمرار إلى جذب الانتباه. يهدف هذا التقييم إلى تحديد ما إذا كانت الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد في زيادة الرؤية والمشاركة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المتعلقة بالجودة والأصالة. كما تم اختبار الأداة على منصات أخرى مثل X (تويتر سابقًا) و Instagram و Threads.
استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى مرئي
تم إنشاء أكثر من 20 صورة باستخدام Nano Banana Pro، مع التركيز على تقديم وصف تفصيلي لما هو مطلوب. تتيح الأداة، المدمجة الآن في Google Gemini Pro 3، عملية إنشاء سريعة وسهلة، ولكن الجودة تعتمد بشكل كبير على دقة الوصف المقدم. أظهرت التجربة أن توفير تفاصيل كافية أمر بالغ الأهمية للحصول على نتائج مرضية وقابلة للنشر.
أحد التحديات التي واجهتنا هو ميل الأداة إلى “الهلوسة”، أي توليد معلومات غير دقيقة أو غير موجودة. على سبيل المثال، عند طلب رسم توضيحي لمقال يقارن بين روبوتات الدردشة، اختارت الأداة نفسها بشكل غير صحيح كأفضل خيار، وقدمت اقتباسًا لم يسبق قوله. على الرغم من هذه الأخطاء، كانت بعض الرسومات الناتجة مذهلة من الناحية البصرية، مما يشير إلى إمكانات كبيرة للأداة.
نتائج المنشورات المختلفة
أظهرت الرسومات التوضيحية، التي تهدف إلى تلخيص مفاهيم المقالات، نتائج واعدة، خاصة على LinkedIn. ساعدت هذه الصور في جذب الانتباه وزيادة التفاعل، حيث ارتفعت مرات الظهور بنسبة 57% خلال فترة الاختبار. يعزى هذا الارتفاع إلى زيادة التعليقات والمشاركات، مما أدى إلى تعزيز الخوارزمية للمحتوى.
في المقابل، حققت الرسومات الملهمة، التي تتضمن اقتباسات، شعبية أكبر على Instagram. على الرغم من أن الأداة أنتجت اقتباسًا كاذبًا في إحدى المرات، إلا أن الرسم لاقى صدى لدى الجمهور، وحصل على عدد كبير من المشاهدات والتعليقات. يشير هذا إلى أن المحتوى العاطفي والملهم يمكن أن يكون فعالًا في جذب الانتباه على منصات مختلفة.
أما بالنسبة للرسومات المثيرة للجدل، التي تهدف إلى إثارة النقاش، فلم تحقق النتائج المرجوة. على الرغم من أن الأداة أنتجت رسومات مقنعة، إلا أنها لم تجذب الكثير من التعليقات أو المشاركات. قد يكون هذا بسبب الحذر في التعامل مع الموضوعات المثيرة للجدل على LinkedIn، أو بسبب عدم وجود ما يكفي من الإثارة في الرسومات نفسها.
أخيرًا، محاولة إنشاء رسم “فيروسي” باستخدام Nano Banana Pro لم تنجح. أنتجت الأداة صورة لطيفة لكلب وقطة، والتي لاقت بعض التفاعل على Instagram، ولكنها لم تنتشر على نطاق واسع. يشير هذا إلى أن الفيروسية لا يمكن التنبؤ بها، وتتطلب مزيجًا من التوقيت والبصيرة والمحتوى الجذاب.
تأثير الصور على التفاعل
بشكل عام، أظهرت التجربة أن الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون أداة قيمة لتعزيز التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه الصور غالبًا ما تفتقر إلى الشخصية والحيوية، وقد تحتاج إلى تعديل أو تحسين لكي تكون أكثر جاذبية. بالإضافة إلى ذلك، يجب توخي الحذر بشأن دقة المعلومات التي تقدمها الأداة، وتجنب نشر محتوى مضلل أو غير دقيق.
مستقبل المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي
على الرغم من بعض القيود، فإن إمكانات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى المرئي واعدة. مع استمرار تطور هذه التقنيات، يمكننا أن نتوقع رؤية أدوات أكثر ذكاءً ودقة، قادرة على إنتاج صور عالية الجودة ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المستخدمين. من المتوقع أن تشهد الشركات والمحترفون اعتمادًا متزايدًا لهذه الأدوات في جهودهم التسويقية والإعلامية.
في المستقبل القريب، من المرجح أن نرى المزيد من التكامل بين الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي. قد تتضمن هذه التكاملات ميزات مثل إنشاء المحتوى التلقائي، واقتراحات المحتوى المخصصة، وتحسين المحتوى بناءً على بيانات التفاعل. ومع ذلك، من المهم أيضًا مراعاة الآثار الأخلاقية والاجتماعية لهذه التقنيات، وضمان استخدامها بطريقة مسؤولة وشفافة.
سيستمر التركيز على تحسين جودة المطالبات (المدخلات النصية) المقدمة لأدوات الذكاء الاصطناعي، حيث أن ذلك يؤثر بشكل مباشر على النتائج. كما سيتم استكشاف طرق جديدة لدمج الذكاء الاصطناعي مع الإبداع البشري، لإنتاج محتوى فريد وجذاب. من المتوقع أن يتم تقييم أداء هذه الأدوات بشكل مستمر، وتعديل الاستراتيجيات بناءً على البيانات والنتائج.
