لم يعد يفصلنا سوى أشهر قليلة عن موعد إطلاق GTA 6، اللعبة التي ينتظرها الملايين بشغف من روكستار، والتي يُنظر إليها كأضخم مشروع ترفيهي في التاريخ الحديث، ورغم أن Rockstar عُرفت بدقتها واهتمامها بالتفاصيل، إلا أن التجارب الأخيرة في الصناعة تُذكرنا بأن حتى المطورين الكبار ليسوا بمنأى عن الأخطاء.
أحد أبرز هذه الأمثلة كانت MindsEye، اللعبة التي طوّرها Build A Rocket Boy، وهو الاستوديو الذي أسسه Leslie Benzies أحد العقول السابقة وراء سلسلة GTA نفسها. في هذا المقال نستعرض خمسة أخطاء وقعت فيها MindsEye، ونتمنى ألّا نراها تتكرر في الإصدار المنتظر من Rockstar.
1. الإطلاق المتسرع
أكبر خطايا MindsEye كانت العجلة في الإصدار. فبين الأخطاء التقنية وكثرة التحديثات الطارئة، بدا واضحًا أن اللعبة لم تكن جاهزة بعد. لحسن الحظ، تاريخ Rockstar يجعلنا مطمئنين، فالشركة لا تتردد في تأجيل ألعابها مرارًا لضمان الإتقان — كما حدث مع GTA V وRed Dead Redemption 2.
2. بين الطموح والواقعية

تجربة MindsEye كانت تذكيرًا قاسيًا بأن الطموح وحده لا يكفي. التكنولوجيا، والميزانيات الضخمة، والابتكار لا يمكن أن تعوض عن غياب الرؤية الواضحة والإدارة الصلبة.
3. تجاهل آراء اللاعبين

أحد أسباب فشل MindsEye كان ضعف التواصل مع الجمهور. الاستماع لملاحظات اللاعبين بعد الإطلاق أصبح اليوم عنصرًا أساسيًا في دورة حياة أي لعبة ناجحة.
نتمنى من روكستار أن تواكب هذا النهج بشكل أكبر، خصوصًا مع توسع عالم GTA Online وتغير توجهات اللاعبين خلال السنوات الأخيرة.
4. ضعف الإدارة الداخلية
تسريبات من داخل Build A Rocket Boy كشفت عن ارتباك إداري وتوزيع غير فعّال للموارد. بعض المطورين غادروا في مراحل حرجة من التطوير، ما انعكس مباشرة على جودة اللعبة النهائية.
في المقابل، تتمتع Rockstar بهيكل إنتاجي محكم، لكن مع توسعها العالمي ووجود فرق تطوير متعددة، تبقى الإدارة الذكية عنصرًا حاسمًا لنجاح GTA 6.
5. عالم مفتوح بلا حرية

على الرغم من تقديمها كعنوان “عالم مفتوح”، إلا أن MindsEye قيّدت حرية اللاعب أثناء تنفيذ المهام، حيث كانت اللعبة تُفشل المهمة إذا حاول اللاعب الخروج عن المسار المحدد، وهذه واحدة من النقاط التي تميزت فيها سلسلة GTA تاريخيًا، ومن المتوقع أن تكون GTA 6 الأكثر حرية وتفاعلية في تاريخ السلسلة.
6. سرد ضعيف وشخصيات باهتة
رغم الطموح الفني، فشلت MindsEye في تقديم قصة مؤثرة أو شخصيات مقنعة. بينما تعتمد ألعاب روكستار على عمق السرد وبراعة الإخراج السينمائي، من Niko Bellic إلى Arthur Morgan، يبقى التحدي الأكبر أمام GTA 6 هو تقديم قصة تجمع بين الواقعية والدراما الاجتماعية التي اشتهرت بها السلسلة.
ومع اقتراب الجيل الجديد من الألعاب، تملك روكستار فرصة نادرة لتحديد معايير الصناعة من جديد. لكن النجاح لن يُقاس فقط بالرسومات أو حجم الخريطة، بل بمدى قدرتها على تجسيد الحلم الأمريكي المظلم بروح عصرية تُعيد تعريف مفهوم ألعاب العالم المفتوح.
