سؤال قد يطرحه الكثير منا في أوقات فراغهم: ما هي اللعبة الأعلى تقييماً في التاريخ وحتى يومنا هذا؟! وهي هي لعبة حديثة أم قديمة، وما هي الألعاب التي تنافسها على هذه المكانة.
منذ أكثر من أربعة عقود وألعاب الفيديو تسعى إلى الجمع بين الخيال، الإبداع، والتكنولوجيا. وبين مئات الآلاف من الإصدارات، برزت مجموعة صغيرة فقط تمكنت من تغيير مسار الصناعة بأكملها، وأصبحت معيارًا يُقاس عليه كل ما يأتي بعدها.
الألعاب الأعلى تقييماً في التاريخ
هذه الألعاب لم تكتف بإبهار النقاد، بل حصدت أيضًا حب الجماهير حول العالم، حتى أصبحت أيقونات ثقافية خالدة في الذاكرة. وفي هذا المقال سنضع بين أيديكم معلومات عن اللعبة رقم 1 من حيث التقييمات على مر التاريخ وحتى يومنا هذا بجانب الألعاب التي كادت أن تخطف منها هذا اللقب.
1- The Legend of Zelda: Ocarina of Time (1998)
- المطور: Nintendo EAD
- التقييم: 99/100
هذه هي اللعبة الأعلى تقييماً في التاريخ. حين صدرت هذه التحفة على جهاز Nintendo 64، لم يكن العالم مستعدًا لما ستقدمه. فقد نجحت اللعبة في نقل سلسلة “زيلدا” من العالم ثنائي الأبعاد إلى ثلاثي الأبعاد دون أن تفقد روحها.
كانت أول لعبة تدخل مفهوم نظام القتال بالقفل (Z-Targeting) الذي سمح للاعبين بالتحكم في الكاميرا بسلاسة أثناء المعارك، وهي ميزة أصبحت معيارًا لكل الألعاب بعد ذلك.
القصة الملحمية التي تتبع الفتى “لينك” في رحلته لإنقاذ “هايرول” لم تكن مجرد مغامرة، بل تجربة روحانية تمزج بين الأسطورة والموسيقى والعاطفة. حتى اليوم، تدرس اللعبة في جامعات تصميم الألعاب كنموذج للكمال في التوازن بين السرد واللعب.
Ocarina of Time لم تكن مجرد لعبة… كانت لحظة ولادة الجيل الحديث من ألعاب الفيديو.
2- Red Dead Redemption 2 (2018)
- المطور: Rockstar Games
- التقييم: 97/100
منذ اللحظة الأولى، ظهر لنا جميعا سواء كنقاد أو لاعبين أن هذه ليست لعبة عادية بل عمل فني ضخم بحجم رواية أدبية. تحكي القصة عن “آرثر مورغان”، الخارج عن القانون الذي يعيش صراعًا بين الولاء والعقيدة في عالم يختفي فيه الغرب الأمريكي شيئًا فشيئًا.
تميزت اللعبة بمستوى واقعية لا يصدق، حيث إمتد إلى مستويات دقيقة في الشخصيات بجميع أنواعها مثل تفاصيل التنفس، العرق، وحتى الطقس.
الأمر لا يتوقف هنا فحسب، بل إمتد إلى الشخصيات الثانوية التي كانت تمتلك جداول حياة حقيقية ولها دور مؤثر في مجربات الأحداث التي تدور في عالم اللعبة. بينما كان التمثيل الصوتي والموسيقى ينقلان مشاعر إنسانية عميقة. روكستار لم تكتف بتقديم عالم مفتوح، بل أنشأت محاكاة اجتماعية حقيقية يعيشها اللاعب وكأنه هناك.
Red Dead Redemption 2 هي القصيدة الأخيرة في وداع الغرب الأمريكي، والبرهان أن ألعاب الفيديو يمكن أن تكون فنًا أدبيًا ناضجًا.
The Last of Us (2013)
- المطور: Naughty Dog
- التقييم: 95/100
عندما أُطلقت لعبة The Last of us على منصة PS3 في عام 2013، لم يكن أحد يتوقع أن تتحول إلى ظاهرة ثقافية كاملة. تأخذنا القصة في رحلة مؤلمة بين “جويل” و”إيلي”، في عالم ما بعد الكارثة، حيث تنهار القيم ويختبر معنى الإنسانية (هذا قبل أن يصل الجزء الثاني وسقط السلسلة في نظر الجميع بسبب التوجهات المنحرفة التي بدأ المخرج بدسها في احداث اللعبة للاسف).
العبقرية تكمن في الجمع بين الدراما الإنسانية واللعب التكتيكي المشحون بالتوتر. كل مواجهة وكل حوار في اللعبة يخدم هدفًا سرديًا في مجريات القصة وكأننا نشاهد مسلسلًا تفاعليًا أكثر منه لعبة.
لم يكن من الغريب أن تتحول اللعبة لاحقًا إلى مسلسل تلفزيوني ناجح من إنتاج HBO، ليؤكد أن تأثيرها تجاوز حدود صناعة ألعاب الفيديو نفسها.
The Last of Us ليست فقط عن البقاء… إنها عن معنى أن تكون إنسانًا في عالم بلا رحمة.
هناك العديد من الألعاب الأخرى التي نافست على لقب اللعبة الأفضل في تاريخ الصناعة نذكر منها لعبة GTA 5 ولعبة Elden Ring وHalf-Life 2 ولا ننسى أيضا The Witcher 3: Wild Hunt التي ما زالت حتى الان ترسم لجمهور السلسلة المعايير الاساسية التي يجب أن يعود بها الجزء التالي.
رغم ذلك، ما زالت صناعة ألعاب الفيديو تحتفظ لنا بالمزيد من المفاجأت التي قد تؤثر على هذه القائمة في المستقبل ولكن وحتى لحظة كتابة هذا المقال ما زال هذا الثلاثة بتربع على العرش.
