في وقتٍ أصبح فيه فيديو مدته 15 ثانية يحصد انتباه الملايين أكثر من لعبة قضى مطوروها سنوات في تطويرها، يبدو أن الترفيه تغيّر جذريًا، فاليوم، لم تعد المنافسة بين Xbox وPlayStation، بل بين ثقافة TikTok السريعة وصناعة الألعاب التي تكافح للحفاظ على مكانتها أمام جيل يعيش على الإيقاع الخاطف والاهتمام القصير، ووثقافة رقمية سريعة تبتلع انتباه الجيل الجديد.
في تصريح غريب لكنه واقعي من حيث التوقيت، ويجسد الواقع المؤلم الذي نعيشه، قال رئيس استوديوهات Xbox، مات بوتي، إن المنافسة الحقيقية للشركة لم تعد مع سوني أو نينتندو، بل مع منصات الترفيه الحديثة مثل TikTok والأفلام.
وقد قال بوتي في مقابلة مع The New York Times.
“منافسنا الأكبر لم يعد كونسولًا آخر، نحن نتنافس اليوم مع كل شيء من TikTok إلى السينما”
التصريح جاء بعد يوم واحد فقط من إعلان Xbox عن ريميك Halo: Combat Evolved، مؤكدة أن السلسلة الشهيرة لن تبقى حصرية للمنصة بعد 24 عامًا من الاحتكار. خطوة تاريخية كانت تبدو مستحيلة في 2007، حين كانت Halo 3 تكتسح السوق ويصطف اللاعبون أمام المتاجر لشرائها.
التحول من الحصرية إلى الانتشار
بحسب بوتي، لم تعد الحصريات بنفس التأثير السابق في جذب المشترين، إذ يرى أن اللاعبين اليوم أقل ولاءً للعلامة التجارية وأكثر انجذابًا إلى التجربة نفسها، بغض النظر عن الجهاز الذي يلعبون عليه.
لهذا السبب، بدأت Xbox في توسيع تواجد ألعابها على المنصات المنافسة، وكان آخرها وصول Gears of War إلى PlayStation قبل أشهر قليلة وقبلها انديانا جونس وغيرها.
لكن هذا الطرح يواجه انتقادات كثيرة، إذ تظهر الأرقام أن مبيعات أجهزة Xbox انخفضت بشدة مقارنةً بمنافسيها، رغم تمسك كل من سوني وNintendo بسياسة الحصريات التي لا تزال تحقق لهما أرباحًا قياسية.
حتى سارة بوند، رئيسة Xbox، وصفت الحصريات مؤخرًا بأنها “مفهوم عفا عليه الزمن”، وهو ما أثار موجة سخرية واسعة، لدرجة أن مايك يبارا، الرئيس السابق لشركة Blizzard، كتب مازحًا:
“أحدهم أخبر نينتندو أن الحصريات صارت موضة قديمة!”
قرارات مكلفة وثقة متآكلة
منذ كارثة إطلاق Xbox One عام 2013 بسعر أغلى بـ100 دولار من منصة PS4 بسبب الإصرار على جهاز الطرفية Kinect، لم تستعد مايكروسوفت زخمها السابق التي كادت ان تهمين فيه على قطاع الألعاب بأكمله.
حتى مع إطلاق خدمة Game Pass، واجهت الشركة موجة انتقادات بسبب تسميات الأجهزة المربكة، وارتفاع الأسعار، وإغلاق استوديوهات بعد استحواذات ضخمة لم تُثمر عن نجاح واضح.
الجيل الحالي أيضًا ليس في صالحها، إذ يُعتبر Xbox Series X اليوم الأغلى في السوق بعد رفع الأسعار لتحقيق هامش ربح 30٪، وهو هدف مايكروسوفت الذي يتجاوز بكثير المعدل الصناعي.
ومع الحديث عن أن الجيل القادم سيكون أقرب إلى حاسب ألعاب هجين بحسب الشائعات القوية، يبدو أن Xbox تحاول إيجاد هوية جديدة في سوق لم تعد تملك فيه الأفضلية.
في الختام، ربما يكون TikTok منافسًا فعلاً على وقت اللاعبين، لكن تراجع Xbox لا يعود إلى الفيديوهات القصيرة بقدر ما يرتبط بسلسلة قرارات متراكمة وتوقعات غير واقعية.
ورغم ذلك، لا يمكن إنكار أن تحولها إلى ناشر طرف ثالث ناجح جعل ألعابها تتصدر قوائم المبيعات على منصات المنافسين، وهو مفارقة لا تحدث إلا في عالم Xbox.
المصدر: The New York Times – The Gamer – مواقع الكترونية.
