شهدت أسواق الأسهم العالمية صدمة قوية بتراجع حاد في قيمة سهم شركة Nvidia وهي احدى عمالقة صناعة الرقائق، حيث فقد قرابة 280 مليار دولار من قيمته السوقية خلال جلسة تداول واحدة. يعكس هذا الانخفاض الهائل المخاوف المتزايدة بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وتأثير التضخم على الإنفاق الاستهلاكي.
وبحسب بيانات وول ستريت في ختام جلسة أمس الثلاثاء، فإن تراجعات جماعية شهدتها العديد من الشركات الكبرى المدرجة في وول ستريت، في هبوط كبير تشهده البورصة منذ أزمة الأسهم في الخامس من أغسطس الماضي.
لقد كانت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي لارتفاع أسهم Nvidia في الأشهر الماضية، إلا أن التوقعات المتشائمة بشأن الأرباح الأخيرة، بالإضافة إلى المخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود، قد ألقى بظلاله على هذا القطاع الواعد. يخشى المستثمرون الآن من أن يكون هذا التراجع مجرد بداية لانكماش أوسع في سوق التكنولوجيا، مما قد يؤثر على نمو الاقتصاد العالمي بشكل عام.
وتراجع سهم إنفيديا 9.53% في جلسة الثلاثاء لتستقر قيمتها السوقية عند 2.65 تريليون دولار، وهو أقل بمقدار 850 مليار دولار عن القمة التاريخية للشركة المسجلة في يوليو/تموز الماضي، وكان هبوط إنفيديا البالغ 279 مليار دولار، هو أعمق انخفاض في القيمة السوقية لشركة أميركية في يوم واحد على الإطلاق منذ تأسيس وول ستريت قبل أكثر من 200 عام.
إن ارتفاع أسعار الفائدة العالمية، الذي يستهدف كبح جماح التضخم، قد زاد من تكاليف الاقتراض للشركات الناشئة، بما في ذلك شركات التكنولوجيا. هذا الأمر قد يحد من قدرة هذه الشركات على التوسع والاستثمار في مشاريع جديدة، مما يؤثر سلبًا على جاذبيتها الاستثمارية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين قد زادت من حالة عدم اليقين في الأسواق، مما دفع المستثمرين إلى التحوط ضد المخاطر. هذا التوتر الجيوسياسي قد يؤدي إلى اضطراب سلاسل الإمداد العالمية، مما يزيد من تكاليف الإنتاج ويؤثر سلبًا على أرباح الشركات.
وتزامنًا مع الانخفاض الحاد في قيمة سهم إنفيديا، شهد الرئيس التنفيذي للشركة، جينسن هوانغ، خسارة فادحة في ثروته، فقد خسر حوالي 10 مليارات دولار خلال يوم واحد، وهو أكبر انخفاض يومي يسجله منذ أن بدأ مؤشر بلومبيرغ يتتبع ثروات الأثرياء. هذه الخسارة الهائلة دفعت بثروة هوانغ إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات.
تابعنا على