رغم مرور أكثر من 20 عامًا على صدور GTA: San Andreas، إلا أن اللعبة ما زالت حاضرة في ذاكرة اللاعبين السعوديين وكأنها صدرت بالأمس. لا تكاد تمر مناسبة أو إعلان جديد من روكستار دون أن يعود الحديث مجددًا عن “أيام سان أندرياس” وذكريات السوني 2، والمهمات اللي ما زالت عالقة في أذهان الكثير منا.
لكن ما السر في هذا التعلق التاريخي باللعبة؟ ولماذا أصبحت San Andreas جزءًا من ثقافة الجيمرز في السعودية؟
البداية كانت أيام بلايستيشن 2 أو السوني 2 كما كان البعض يسميه، والمقاهي منتصف الألفية الأولى حيث كان عصر ذهبي للألعاب في السعودية. محلات البلايستيشن كانت منتشرة في كل حي تقريبًا، والمقاهي كانت تمتلئ باللاعبين من مختلف الأعمار. وسط كل هذه الأجواء، ظهرت GTA: San Andreas عام 2004، لتغير مفهوم اللعب تمامًا.
GTA: San Andreas تخطف الاجواء في السعودية في ذلك الوقت
كانت أول لعبة تمنح اللاعب حرية شبه مطلقة، تقود سيارة، تركب دراجة، تدخل بيت، تغير ملابس، وحتى تتحدى الشرطة! بالنسبة لجيل عاش على ألعاب محدودة مثل Winning Eleven وTekken، كانت San Andreas أشبه بعالم جديد بالكامل. ومع الوقت، تحوّلت اللعبة إلى تجربة اجتماعية جماعية:
- مجموعة أصدقاء يجتمعون في محل واحد يتناوبون على المهمات.
- تبادل للأسرار والكودات مثل “كود الطيران” و”كود الشرطة 0 نجوم”.
- وحتى تنافس على من يمكنه أن ينهي مهمة Big Smoke قبل الثاني.
أوووه.. ذكريات جميلة بدأت تداعب عقلي وقلبي بحق
لعبة GTA: San Andreas تجاوزت الشاشة

اللافت في هذه اللعبة أنها لم تكن مجرد لعبة، بل أسلوب حياة مصغر لجيل كامل. الشخصيات مثل CJ وBig Smoke وRyder أصبحت رموز معروفة بين الشباب السعودي. عبارات اللعبة تُقال حتى اليوم كميمز أو نكات يومية: مثل الميمز الشهير “All you had to do, was follow the damn train, CJ!” الشهيرة، هل تتذكرونها؟!
حتى اليوم، كثير من مقاطع اليوتيوبرز السعوديين تعيد تمثيل مشاهد من اللعبة أو تستخدمها في ميمات وسكيتشات كوميدية. باختصار، تحولت اللعبة إلى جزء من الذاكرة الجماعية لجيل عاش أولى تجاربه الرقمية معها.
السبب الأهم وراء هذا التعلق ليس فقط المتعة أو الحنين، بل الزمن الذي رافق اللعبة. San Andreas صدرت في مرحلة المراهقة لجيل التسعينات وبداية الألفية، فترة كان فيها الوقت، والمقاهي، والأصدقاء جزءًا من التجربة اليومية. لهذا السبب، كل مرة يُذكر فيها اسم اللعبة، لا يعود الناس ليتحدثوا عن الجرافيكس أو القصة، بل عن الأيام. فمثلاً نسمع عبارة “كنا نلعبها بعد المدرسة في محل أبو أحمد. أو عبارة “أول مرة شغلتها حسّيت نفسي داخل فيلم.” عبارات نسمعها الجلسات واللقائات الاسبوعية للجيمرز حتى في ايامنا هذه.
الإرث الذي لم يمت

حتى بعد مرور عقدين، لا تزال GTA: San Andreas حاضرة بقوة في المحتوى السعودي الحديث. فمثلاً، مقاطع تعديل اللعبة على PC برسومات حديثة تجذب الكثير من اللاعبين السعوديين على وجه الخصوص ونحن نلاحظ ذلك عندما ننشر خبر او مقال او تقرير عن اللعبة على موقع VGA4A.
قد تكون GTA 6 هي المستقبل الذي ينتظره الجميع، لكن بالنسبة لكثير من اللاعبين السعوديين، GTA: San Andreas ستبقى الأصل. إنها اللعبة التي جعلتهم يحبون العالم المفتوح، والحرية، والمغامرة. هي ليست مجرد لعبة ناجحة… بل ذاكربات لجيل كامل تعلق بكل كلمة ولحظة في عالها.
ما هي أول ذكرى لك مع GTA: San Andreas؟ شاركنا قصتك في التعليقات..
