هل ما زلتم تذكرون الأشياء التي جذبتنا في المقام الأول لسلسلة Resident Evil الكلاسيكية، والتي وضعتها على طريق النجاح، نعم لقد كانت تلك الأجواء وتلك الشخصيات، وتلك الموسيقى وغير ذلك.
سنتكلم في مقال اليوم عن أسباب عشقنا لسلسلة Resident Evil وكيف لريميك Dino Crisis أن ينجح ما إن قامت Capcom فعلًا بالإعلان عنه، لاسيما بعد تأكيدها العمل على عدة ألعاب ريميك لسلاسل ألعابها الكلاسيكية الأبرز، وقد تكون لعبة الرعب والنجاة من الديناصورات المتوحشة أحد مشاريعها المستقبلية، لكن دعونا نتكلم عن سيدة ألعاب الرعب والنجاة أولاً ريزدنت إيفل!
الأجواء والأصوات والموسيقى التي تثير العواطف
امتازت الألعاب الكلاسيكية لسلسلة Resident Evil لاسيما التي استخدمت الكاميرا الكلاسيكية الثابتة وبأجواء مرعبة وغامضة أبدعت بها كابكوم لأبعد الحدود، وسقط اللاعبون في حبها منذ اللحظة الأولى، لاسيما الموسيقى الخاصة بقصر سبنسر التي تثير القشعريرة، وكذلك موسيقى مركز الشرطة في الجزء الثاني من السلسلة التي امتازت كل منطقة أو طابقٍ فيه بموسيقى مختلفة، والموسيقى الخاصة بلقاء ليون وكلير وحتى الموسيقى الخاصة بشخصية “إيدا ونج”.
لكن كان من أبرز الموسيقى التي يسمعها العديد من عشاق السلسلة اليوم هي الموسيقى والألحان الخاصة بغرف الحفظ والأمان والصندوق العزيز الذي نخزن به أسلحتنا وذخيرتنا، حيث تميز كل جزءٍ في السلسلة بموسيقى تثير الحنين لأيام الماضي، وخصوصًا الجزء الثاني والثالث التي تشعرنا مباشرةً بالطمأنينة والأمان عند سماعها، وقد قام الكثير من اللاعبين بشراء الموسيقى الكلاسيكية للجزء الثاني الأصلي التي تعمل ضمن ريميك الجزء الثاني نظرًا لحبهم لها، ورغبتهم بسماعها في غرف الأمان.
المناطق والمواقع المشوقة التي اختارتها السلسلة لسرد أحداثها
كان قصر سبنسر الذي يقبع في منتصف الغابات المظلمة المحيطة بمدينة الراكون من أبرز الأماكن التي يمكنك أن تبتكر لعبة رعب مخيفة للغاية بها، وأفضل نقطة لبدء مثل هذه التجربة التي استمرت في تحقيق النجاح لأكثر من 25 سنة.
وجاء الجزء الثاني الكلاسيكي ليجلب تجربة نوعية ونقلة هائلة لعشاق الجزء الأول، حيث لم يعد انتشار الفيروس “T” محصورًا ضمن قصرٍ موحش وسط الغابة، بل أصبح يشمل مدينة بأكملها حيث أصاب سكانها بالكامل تقريبًا، وجعلهم جميعًا تهديدًا مباشرًا للاعبين، مما يثير الحزن الشديد لما أصاب قاطنيها، وبنفس الوقت يدفعك للمضي قدمًا لكشف ما حدث والانتقام من شركة الأبحاث التي كانت السبب في تفشي هذا الفيروس الخبيث وفضحها أمام العالم، نظرًا لآلاف الأبرياء الذين دفعوا حياتهم نتيجة لاختباراتها البيولوجية.
كانت النقطة الأبرز في الإثارة هي كيف لك أن تصمد أمام مدينة كاملة تحاول النيل منك، بما في ذلك مركز الشرطة الذي أصبح ملاذًا للعديد من التهديدات البيولوجية التي تتربص بك في كل صوب وناحية، مثل وحوش Lickers و السيد X والعالم ويليام بيركنز الذي سيلاحقك في الأنفاق ليحاول الإمساك بابنته شيري.
وأكمل الجزء الثالث هذا التوجه وتوسع في الكشف عن أجزاءٍ أخرى من المدينة مثل محطة القطارات والمستشفى التي تعجُّ بالزومبي والوحوش البيولوجية السريعة والفتاكة التي قد تخطف رأسك إن أرخيت دفاعاتك لثانية واحدة.
ناهيكم عن الجزء الرابع الذي يأخذنا إلى منطقة ريفية نائية في قرية اسبانية مرعبة، ويجعل البطل ليون وحيدًا من البداية في محاولة العثور على ابنة الرئيس الامريكي المختطفة “أشلي”، ومواجهة سكان القرية الذين أصابهم شيءٌ جديد يعبث بعقولهم ولم يكن الفيروس “T” هذه المرة، هل تذكرون شعوركم عندما صدر الجزء الرابع الأصلي لأول مرة، وكيف كنتم مذهولين من قدرة سكان القرية على التخاطب فيما بينهم، واحتفاظهم على بعض الوظائف العقلية التي ما زالوا يتمتعون بها، وبأن تحولهم الوحشي كان بسبب فيروس أو وباءٍ لم تعرفوه بعد.
امتاز كل جزء في هذه السلسلة العريقة بتقديم موقع أو منطقة تثير عشاقها لأبعد الحدود، ونتمنى زيارة جزيرة روكفورت مجددًا من خلال ريميك لجزء Code Veronica ما إن تحقق الحلم وعاد لنا هذا الجزء المُرتقب من جديد.
الممرات والمعابر الضيقة وإجبارك على القتال للنجاة بحياتك
من أمتع وأشد اللحظات جذبًا للاعبين في السلسلة، عندما تدخل لغرفة جديدة ويفاجئك العديد من وحوش الزومبي ضمن مساحةٍ ضيقة، لاسيما عندما يتم إغلاق الباب خلفك ويتم حبسك في المكان مما يجبرك على القتال وإطلاق النار بسرعة للنجاة بحياتك.
هل تذكرون الممرات الضيقة في مركز شرطة الراكون، التي قد يقفز عليك بها أحد الزومبي على حين غرة من أحد النوافذ، والموسيقى المفزعة للغاية عندما يحدث ذلك، لاسيما ملاحقات السيد X لك وإجبارك على تغير طريقك للهرب منه في ريميك الجزء الثاني، كانت كل هذه عوامل وجوانب قليلاً ما تنجح ألعاب الرعب والنجاة في تقديمها مثل ما فعلت ريزيدنت إيفل.
حل الأحاجي والحاجة لإيجاد المفاتيح للأبواب
امتلك قصر سبنسر العديد من الأبواب التي احتاجت لمفاتيح خاصة ذات أشكالٍ مثيرة للاهتمام، مثل الأبواب التي تحتاج لفتاح السيف أو مفتاح الدرع أو حتى الخوذة، كان هناك متعة خاصة في البحث عن كل هذه المفاتيح لمعرفة ماذا يقبع خلف كل تلك الأبواب المريبة، وقد تابع الجزء الثاني من السلسلة في مركز شرطة الراكون هذا التوجه العبقري، حيث كان هناك أبواب تتطلب مفاتيحًا خاصة تستند إلى ألعاب الورق، مثل مفتاح الديناري والكبة والسباتي التي لا تُنسى.
كما امتلكت السلسلة العديد من الألغاز التي أمضى اللاعبون وقتًا طويلاً لحلها لاسيما في أيام الجزء الأول والثاني الكلاسيكي عندما لم يكن هناك انتشار كبير للانترنت، ولم يكن بإمكان اللاعبين البحث عن الحل على الشبكة بسهولة، مما دفع الكثيرين لمحاولة حل كل شيء بأنفسهم، مما يعني أنه لو عجز اللاعب عن حل لغز ما، فلن يكون أمامه سوى الاستسلام والمحاولة في يوم أخر بنفسه إلى أن يجد الحل، ولقد كان لكل هذا متعة من نوعٍ أخر لن يعرفها إلا قلة.
وقد كان من بين أبرز وأمتع الألغاز في السلسلة بالنسبة للكثيرين لغز اللوحات في قصر سبنسر ولغز الموسيقى في الجزء الثالث، ولغز أحجار الشطرنج في ريميك الجزء الثاني ولغز التماثيل الحجرية وغيرها الكثير، التي تحمل جميعها مشاعر وذكرياتٍ مرتبطة بها لاتُنسى.
كيف بإمكان Capcom أن تتعلم من ريزدنت إيفل وتنجح في Dino Crisis
يمكننا أخذ بعض أفضل الأفكار التي أنجحت سلسلة Resident Evil وتطبيقها على Dino Crisis، مما يعني أولاً على اللعبة أن تبتعد عن المساحات الكبيرة والقدرة على مناورة الديناصورات المتوحشة ضمن مساحات كبيرة وشاسعة ورؤيتهم عن بعد، حيث ستكون التجربة أكثر رعبًا ما إن قامت الديناصورات بمفاجئة اللاعبين ضمن ممراتٍ ومساحاتٍ ضيقة تحتاج للضغط على الزناد بسرعة للنجاة بحياتهم، أو محاولة الهرب عبر الأبواب وملاحقتهم لهم عبر المباني.
كذلك الحاجة لوجود الأحاجي ولاضير في كونها تحتاج للسرعة قبل أن يطبق عليك أحد الديناصورات أو يخترق السور الدفاعي الإلكتروني إن لم تتمكن من موازنة حقل الطاقة على سبيل المثال في الوقت المناسب، كذلك اختيار الموقع المناسب للأحداث أو ربطها بأحداث وشخصياتٍ معروفة، عوضًا عن كونها تجري في جزيرةٍ نائية في عرض البحر.
استعادة الشخصيات الرئيسية في Dino Crisis في الريميك مثل ريجينا والأبطال الذين هبطوا معها باستخدام المظلات، وتوسيع أدوارهم كما فعل ريميك الجزء الثاني من ريزدنت ايفل، وإطالة عمر بعضهم عوضًا عن موتهم في وقتٍ مبكر جداً، وتقديم موسيقى لغرف الأمان تجعلك تشعر بالأمان حقًا وتترك ذكرى جميلة في نفوسنا مثل ما فعلت ريزدنت إيفل عبر الكثير من أجزائها.
ربما سيكون بإمكان اللاعبين تحصين المباني والنوافذ مثل بعض أجزاء ريزدنت ايفل لكي لا تتمكن الديناصورات متوسطة الحجم من الدخول ومباغتتهم على حين غرة.
في الختام، كيف لريميك Dino Crisis أن ينجح في تقديم تجربة ناجحة مشابهة لتجربة Resident Evil حسب رأيكم، هل ستكون الموسيقى أو الموقع الذي ستجري عليه الأحداث، هل ستعيد كابكوم تجربة السفينة الفضائية الضائعة التي تعج بالديناصورات مجددًا التي شاهدناها في الجزء الثالث والحصري لأجهزة Xbox من سلسلة Dino Crisis؟!