مراجعة وتقييم لعبة Avatar: Frontiers of Pandora

لطالما كانت أفلام Avatar كانت دائمًا تجعل مني أرغب بشدة بالعيش في هذه عالمها، وأعلم أن Avatar: Frontiers of Pandora ليست أول لعبة لأفاتار تصدر كعنوان لعبة فيديو، وحقيقة الأمر لم أتشجع لتجربة هذه اللعبة في بادىء الأمر بسبب الرغبة الملحة في تجربتها على معايير الألعاب الحالية، وأخيرًا تحقق الحلم في تجربتي التي استمرت لأسابيع عديدة منذ صدور اللعبة.

قبل كل البدء ي مراجعة اللعبة، أرغب أن أنوه الى أنني تأخرت كثيرًا في نشر مراجعة لعبة Avatar: Frontiers of Pandora، وأريد أن أقدم اعتذارًا صادقًا عن ذلك. لقد واجهت بعض الظروف الصحية التي أثرت على قدرتي على اللعب، بالإضافة إلى أنني أردت أن أعطي اللعبة حقها وأن أقدم مراجعة شاملة وموضوعية، وأتمنى أن تكون المراجعة تستحق الانتظار.

تصوير رائع بقصة ليست الأفضل

أحداث قصة في البداية كانت بطيئة الى حد ما، مخاوفي أوشكت على أن تتحقق في بداية تجربتي الأولى للعبة Avatar: Frontiers of Pandora، وعلى الرغم من هذا، إلا أن اللعبة تخلصت من هذه المشكلة بشكل تدريجي وحملت في جوهرها قصص مستوحاة من الأفلام سواء الجزء الأول أو الثاني، حيث تصور قصة شعب الـ Na’vi من عشيرة Sarentu ليكتشفوا موطنهم الحقيقي.

بشكل عام أرائي تتلخص عن القصة نفسها بأنها ليست بتلك القوة، ولكنها مقبولة الى حد ما، عنصر تواجد شخصيات Avatar الشهيرة يرفع نسبيًا من الإستمتاع بالشخصيات كوني أتفاعل مع الشخصيات الزرقاء التي أراها في الأفلام، لكن هذا لا يلغي أهمية تواجد قصة أقوى من الموجودة في اللعبة، والموارد كانت تسمح بأفضل من ما رأيته في الحقيقة، ولكن المشكلة متأصلة بجذور اللعبة مثل الشخصيات التي لم أكون معها أي عاطفة على الإطلاق.

تفاني كبير بمهام اللعبة

القصة تقدم مهام رئيسية جيدة بتقسيم جيد، تبدأ الرحلة مع مجموعة من المهام الرئيسية التي أرتني العالم وكيف يسير بشكل يومي، والفصل الثاني يبدأ بالتشابك في العلاقات مع البشر بينما تقود عشائر Na’vi أحداث الفصل الثالث لإقناع عشائر Sarentu بالإنضمام إلى صفوف المقاومة.

المهام قدمت تنوع كبير في الأفكار ولكن لا يمكنني التكرار الذي أصاب اللعبة في الكثير من الأحيان، لكن كما قلت عالم اللعبة وتصميمه الخلاب من حيث المرئيات أو المرحلة ذاتها، يعطي هذه المهام المتكررة عقل جيد وتمكنت من الإستمتاع به إلى حد كبير دون أي مشكلة.

تصوير اللعبة للمعارك لكن ببصمة استوديو The Massive أعطى شعور رائع بمدى التفاني في تصميم اللعبة بشكل عام، مع وضع كل التفاصيل التي رأيتها في أفلام Avatar يومًا ما.

بالنسبة للمهام الجانبية، فقد حظت بتكرار كبير وأصابني الإحباط منها بسبب قلة حيلتها بشكل عام، لكن إن كنت من محبي عالم Avatar: Frontiers of Pandora ستستمتع إلى حد كبير بها بل وتعطي بعض القطع والأدوات المميزة. ومن حيث الأحداث فهي لا تضيف أي جديد على القصة بل بسطحية كبيرة للأسف.

أسلوب اللعب

اللعبة تصب تركيزها في أسلوب اللعب على القتال بشكل عام، ولذلك تقدم اللعبة بعض الأسلحة المشابهة لأسلحة البشر بشكل طبيعي إن كانت أسلحة متطورة كالبنادق أو قديمة بعض الشيء مثل الرمح والأسهم، حيث تراعي أحداث اللعبة اختباء العشائر في ظل تواجد البشر، لذلك تعطي بعض الأسلحة أصوات شبه معدومة لإتمام المهمة بسرية قدر الإمكان (الرمح والقوس).

يمكنك في اللعبة حمل ما يصل إلى 4 أسلحة في الوقت ذاته، مما يوفر حرية كبيرة أثناء القتال سواء إن كنت تريد أن تنهى المهمة بشكل سري أو أمام مرأى الجميع، وهنا لن تقيدك اللعبة بأي شيء على الإطلاق.

في كثير من الأحيان يكون التسلل أفضل بكثير كون الفارق من حيث الأسلحة والإمكانيات لصالح البشر إلى حد كبير، هذا لا يضعك تحت اجبار أو ما شابه، حيث تمكنت من إنهاء مهام متشابهة بطرق مختلفة كليًا لما تقدمة اللعبة من ديناميكية كبيرة في أسلوب تنفيذ المهمة.

تصميم رائع لشجرة مهارات Avatar: Frontiers of Pandora

سواء من حيث الشكل أو المضمون، لعبة Avatar: Frontiers of Pandora تقدم محتوى جيد من حيث الترقية حيث يتم وضع كل مجموعة من المهارات في غصن شجرة لإيصال شعور عالم اللعبة قدر الإمكان في كل جانب من جوانب اللعبة. من حيث المحتوى ذاته فقد قدمت اللعبة عناصر جيدة في القتال أو في الصحة او حتى مع ترويض الحيوانات … نعم الحيوانات هنا قابلة للترويض.

تعطيك بعض المهارات في هذه الشجرة قدرات للتعامل مع كائن الإيكران الشهير في سلسلة Avatar، وهذا شيء مثير للإهتمام جدًا. على أي حال قدمت الشجرة لي تجربة خاصة وفريدة من نوعها طوال تجربتي لهذه المغامرة بصحبة النافي.

يمكنك في اللعبة ترقية الأسلحة والملابس والشكل عمومًا لأن الترقية لا تقتصر على القدرات هنا، وهنا يتجلى عنصر الـ RPG بجدارة لتثبت اللعبة نفسها كواحدة من أفضل الألعاب إمتلاكًا لهذا العنصر خلال 2023.

العالم والرسومات

لا يمكن أن ننسى العنصر الأهم في مراجعتنا اليوم والمتثمل في عالم اللعبة المتشبث بالأفلام، وبعيدًا عن ذلك فهو غني للغاية بالتفاصيل والمرئيات التي تعطي اجواء رائعة، العالم في النهار يعطي ما لديه من لطافة ولكن الليل يعطيك القتامة ويكشر عن أنيابه بظهور بعض الكائنات الغريبة.

كل هذا مخدوم جيدًا بالرسومات الرائعة التي حظيت بها اللعبة، الأشجار والنباتات أمتلكت شكلاً مبهرًا وشعرت أنني في وقت ما أسير في متحف من جمال المناظر ومدى جذابيتها، إنها نقلة مرئية في ألعاب يوبي سوفت بلا شك. للأسف هذا الصعيد لم يخلو من العيوب حيث اعتمدت اللعبة في مشاهدها على المحرك مثلما فعلت جميع ألعاب يوبي سوفت، ولا نعلم متى ستتخلص الشركة من هذا التوجه القاتل للحياة في المشاهد الحوارية لألعابها، لكن هذا لم يتملك من تعبيرات الوجوه التي كانت متقنة للغاية.

الأداء التقني

مع تقديم هذه النقلة التقنية بالنسبة ليوبي سوفت بشكل خاص تمكن جهاز الـ PS5 الذي قمنا بتجربة اللعبة عليه من التملك منها جيدًا مع تقديم طور الأداء والدقة لكن عانت اللعبة بعض الشيء في اللحظات الصعبة مثل الإنفجارات والمشاهد التقنية الصعبة، لكن هذا شيء لا يحدث كثيرًا لذلك لا داعي للقلق من هذه الناحية على PS5.

بالنسبة إلى طور الدقة فقد ساعد من دفع عجلة الأداء إلى الأمام مع مرئيات أقل من حيث الدقة قليلاً، لا يمكن أن أنسى الدعم الرائع لتقنيات الـ Dualsense من اللعبة، حيث اعتمدت بعض الألغاز في حلها على هذه التقنيات بشكل كامل بجانب المؤثرات الصوتية التي كانت تدار بإحترافية شديدة.

دعم اللغة العربية

الجدير بالذكر أن اللعبة مترجمة باللغة العربية للقوائم والنصوص الحوارات، وهذا ليس شيئًا جديد على يوبي سوفت واثبات حضورها في المنطقة، لكن عاب الترجمة بعض المشاكل التقنية حيث أفسد هذا الأمر التجربة من الحين إلى الآخر مع بعض الترجمة الحرفية لبعض الحوارات، لكن تواجدها بشكل عام سيساعد من هو ليس جيد كفاية في فهم الحوارات التي تدار باللغة الإنجليزية.

الكلمة الأخيرة