مراجعة وتقييم || Death Stranding 2 on :The Beach عندما يتحول الصمت إلى معنى

يعود إلينا هيديو كوجيما لا ليُكمل بل ليسأل ما هو حيّ وما هو راكد بين صوتٍ يناديك من الشاطئ وظلٍ يتبعك دون أن تلاحظه، هل الأمر لم يعد يتعلق بإعادة بناء ما انكسر أم أن هذا الانكسار نفسه هو ما يجعلنا بشراً، مرحبًا بكم في مراجعتنا للعبة Death Stranding 2 on the beach.

في عودة جديدة يصوغ كوجيما ميثاقاً جديداً مع الوحدة في Death Stranding 2 حيث لا يعدنا بإجابات بل يقودنا بلطفٍ نحو أسئلة أعمق، هل الوصل لا يزال ممكناً؟ وهل يستحق العالم أن يُعاد ربطه أم أن الانفصال قدرٌ أكثر رحمة؟

إن كان الجزء الأول من الرحلة هو صرخة في وجه العزلة فهل يكون الجزء الثاني همساً في حضرة الحقيقة؟ أم أننا هذه المرة لا نُسلم الرسائل بل نحملها داخلنا دون أن نجد من يفتحها؟ وهذا ما سنعرفه في مراجعتنا لعالم كوجيما الغريب.

مرحباً بكم في مراجعة Death Stranding 2 on The Beach.

القصة والسرد

ملخص قصة Death Stranding 2: on The Beach

بعد أن أعاد للعالم بعضاً من نبضه، قرر سام بورتر بريدجز أن يختفي حيث لم تعد الجسور تعنيه، ولا الرسائل، حملَ لُو بين يديه ومضى إلى حدود المكسيك حيث لا صوت إلا الريح، ولا وجه إلا وجه الغياب، هناك، وسط أراضٍ لا يسكنها إلا الصمت عاش سام حياة تشبه النسيان يعمل ساعياً مستقلاً بعيداً عن الشبكة، عن الحرب، عن النداء الذي لطالما أجبره على المشي، لكن الطرق لا تنسى خطى من عبرها.

ذات صباح جاءت فراجايل بوجهٍ لم يتغير وصوتٍ يحمل أثر العاصفة، لم تأتِ لتُعيده بل لتحمله من جديد فالمكسيك تنهار والعالم يتفكك من أطرافه، حيث طلبت منه أن يعيد ربط ما يمكن ربطه، أن يكون الجسر مرة أخرى، ليوافق على مضض ربما لأن قلبه لم يهدأ قط، بدأ سام رحلته جنوباً لكن في منتصف الطريق وقبل أن يُكمل ما بدأه حدث شيء… حادثة كانت كفيلة بأن تُطفئ النور الذي تبقّى في عينيه.

غاب سام عن نفسه، بحثت فراجايل عنه بين الحطام وعندما وجدته، لم تكن تملك له عزاءً بل طريقاً جديداً أصعب، أبعد، وأشد عزلة وهو ربط أستراليا بالشبكة الكيرالية في مهمة لا تُشبه سابقتها.. في الجانب الآخر من الأرض، كان العالم أكثر انكساراً وأقرب إلى الموت، في أستراليا حيث يلتقي سام بزملاء جدد، وجوه غريبة، قلوب منهكة، وأسرار تُخفي جراحاً لا تُرى يشاركونه رحلته في الخطوة الأولى في إنقاذ البشرية من جنوح الموت.

يُكمل الجزء الثاني من رحلة سام لا كاستمرارٍ مباشر بل كغوصٍ أعمق في نفق الذات والعزلة والضياع، إنها تجربة تتجاوز حدود اللعبة أقرب ما تكون إلى فيلم من اخراج ستانلي كوبريك حكاية يكتنفها الغموض، وتتشظى في مسارات غير مألوفة، لا تمنحك يقيناً بل تساؤلات متوالدة.

كوجيما، مرة أخرى يُثبت قدرته العجيبة على صناعة الغرابة: شخصيات مدهشة بتناقضاتها، أحداث تمشي على حافة الجنون، وعالم ينهار بصمت، لكن وسط هذا الركام وسط اللامعقول يولد لحظات من السكون، من التأمل العاري، كأن اللعبة تُجبرك أن تتوقف وتسأل ما معنى أن نرتبط؟
ما معنى أن ننجو؟ القصة لا تقدم النجاة كغاية بل كعبء كرمادٍ يتراكم فوق قلبٍ ظنّ أنه شُفي والوَصل؟ لا يأتي كما نريده بل كما يختار أن يأتينا.

أسلوب اللعب

نظام التوصيل

• يقدم الجزء الثاني جوهر التجربة لجزء الأول، حيث يُطلب من اللاعب إيصال شحنات مختلفة إلى مواقع متعددة.
• يتضمن هذه المرة التعامل مع الطقس والعوامل المناخية كالعواصف الترابة والزلازل، حيث يلعب الطقس دوراً مهماً في توصيل الشحنات وطرق التخطيط للمسارات.
• يعتمد توصيل الشحنات على أدوات متعددة لتسهيل الحركة كالمركبات، الحوامات، والحبال بالإضافة الى عدة طرق متنوعة جديدة كنظام المونوريل لنقل كميات هائلة من الشحنات والمواد.

أدارة المعدات

• أصحب التخصيص أكثر تشعباً ومتعة حيث يكنك تخصيص المعدات كافة عن طريق اضافتها لحاوية الذخيرة الاحتياطية او حقيبة مخصصة للقنابل وجهاز لمقاومة الجاذبية الكيرالية يمكن جميعها تخصيصها ضمن حقيبة سام.
• توزيع الحمولة على جسد سام يؤثر على التوازن وسرعة الحركة.
• يمكنك استخدام أدوات مثل الهياكل الداعمة أو وحدات التوازن لتقليل التعب.
• يمكن تخصيص المعدات بحسب نوع المهمة والموقع الجغرافي.

الاستكشاف والبيئة

• عالم مفتوح غني ومتشعب يحتوي على مناطق قاحلة، مدن مهجورة، وكهوف.
• التنقل يتطلب تخطيطاً مسبقاً لمواجهة تحديات الطبيعة مثل الانهيارات والفيضانات.
• وجود مكافآت مثرية للسعاة الدؤوبين.

الأنظمة المناخية والزمنية

• المطر الزمني يؤدي لتآكل المعدات ويجذب الكائنات الخطرة.
• نظام طقس ديناميكي جديد يغير من سلوك التنقل والتخطيط.
• يمكن استخدام أدوات استشعار جديدة تسمح بتوقع التغيرات المناخية.

القتال والمواجهات

• نظام القتال أصبح أكثر متعة ومحسّن يشمل الاشتباك اليدوي، أسلحة جديدة وأدوات خاصة، كما يلعب التخصيص دوراً هاماً في أسلوب اللعب.
• وجود أعداء بشريين (مثل قطاع الطرق) وكائنات غامضة (BTs) حيث سنرى مجموعة متنوعة جديدة أكثر رعباً من سابقتها، بالإضافة الى وجوه مخفية ذات رداءٍ أحمر إنهم غرباء استُدعوا لا ليحموك بل ليؤخّروك فقط ولكن لماذا؟
• يمكن الاختيار بين المواجهة أو التسلل لتجاوز الأعداء.
• قتال الزعماء أصبح أكثر تحدي مقارنةً بالجزء الأول ويضيف لوناً من التحدي لكنها ما تزال تفتقر إلى الصعوبة الفعلية التي ترتقي بالمعركة لمستوى استثنائي.
• الذكاء الاصطناعي للشخصيات المساعدة أصبح أكثر تطوراً في حين أن القتال رغم قلّته أصبح أكثر وزناً وتكتيكاً وكأن اللعبة تقول لك: “اختر صراعاتك جيداً”.

الاستكشاف البناء والتفاعل الاجتماعي

• يمكن بناء الجسور، طرق، محطات شحن تُفيدك وتُفيد لاعبين آخرين حول العالم.
• تقييمات تُظهر مدى مساهمتك في المجتمع داخل اللعبة.
• يمكن وضع اشارات أشبه بأشارات المرور مثل التشجيع أو تحذير اللاعبين من منطقة أعداء أو طرق خطرة.
• تستطيع توكيل مهمة ارسال البضائع لسعاة آخرين.
• وجود نظام رسائل جديد أكثر متعة حيث سيتم التواصل معك عن طريق لإخبارك بمهامك او حتى للاطمئنان عليك.

نظام الترقية والتقدم

• من خلال تطوير الأدوات والمعدات باستخدام الموارد.
• يمكن تحسين قدرات سام مثل التحمل، التوازن، وسعة الحِمل.
• فتح مناطق جديدة تدريجيًا بعد إكمال المهام الرئيسية.
• وجود نظام ترقية لشجرة المهارات يسمى “تعزيزات APAS”
• يمكن تفقد إحصائيات سام مثل اجتياز التضاريس او سعة الحمل أو مقاومة الإغماء والكثير غيرها.
• وجود خاصية جديدة تحت أسم ” العودة للقصة” يتم أعطاء ملخص الإحداث الأخيرة للقصة في حال فاتك شيء في كل مرة تدخل فيها اللعبة وهو أمر غير معهود سابقاً.

العالم والتصميم الفنيالعالم والتصميم الفني

الرسوميات والتصميم

• تمتاز اللعبة بتوجه فني فريد يجعلها تبرز كمنارة وسط أقرانها حيث تتبنى أسلوباً بصرياً أشبه بمشاهدة فيلم مما يضفي عليها طابعاً مميزاً يجمع بين الغرابة والسحر البصري الخاص بكوجيما.
• العالم ينبض بالتفاصيل من الخلفيات الغنية التي تحكي قصصاً صامتة إلى تصاميم الشخصيات الفريدة التي تعكس طبيعة اللعبة الغامضة.
• الإضاءة تلعب دوراً أساسياً في تعزيز الأجواء للبيئة المحيطة.
• العوالم هذه المرة أكثر غرابة وكأنها انعكاس لأحلام محطّمة، شواطئ بلا أفق، جبال تشبه العمود الفقري لكائن عملاق ومدن تحت الماء وكأنها تحلم بأن تنقرض.
• عالم أكثر واقعية من السابق وأكثر شاعرية ما يمنح اللعبة هوية بصرية مستقلة.

الصوتيات والموسيقى

• يأتي الأداء التمثيلي للشخصيات بمستوى مثالي، اللعبة تنجح في نقل اللاعب من مشهد درامي إلى آخر دون أن تفقد طابعها التأملي، الشخصيات الجديدة مثل شخصية Elle Fanning الغامضة تُضيف طبقات سردية غنية بينما يعود Troy Baker بدور أكثر نضجاً، متحرراً من “الشرير المجنون” نحو شخصية أكثر فوضى وتعقيداً.
• مقطوعات Ludvig Forssell عادت لكن بنضج أكبر، والأغاني التي ترافق اللحظات الهادئة تحمل طابعاً روحياً، خصوصاً عند استكشاف مناطق جديدة.
• الفراغ، الصدى، وأنفاس الشخصية كلها أصوات غير موسيقية لكنها جزء من السيمفونية الكبرى.
• ميزة جديدة قد تكون الأغرب وهي تغير الموسيقى حسب طريقة أسلوب لعبك وأي طريق تسلكه.
• أدراج ميزة مشغل الموسيقى ليساعدك في التأمل في رحلتك حيث توجد ترسانة مميزة منها.

الإيجابيات

السلبيات