مراجعة وتقييم Wuchang: Fallen Feathers

بينما استعد مجتمع اللاعبين لاستقبال لعبة Wuchang: Fallen Feathers، وهي تجربة أخرى جديدة بنظام السولز-لايك (Soulslike)، وحققت متوسط تقييم جيد حتى الآن، يبدو أن هذه اللعبة تكافح بشدة لتترك لها بصمة قوية في قلوب وعقول اللاعبين رغم كل المشاكل التي تعاني منها.

لكن ما الذي يجعل هذه المغامرة الصينية القديمة تستحق كل هذا الاهتمام؟ إليكم مراجعتنا الخاصة للعبة..

قصة مرضية لكن سردها يفتقر للتماسك

تنطلق Wuchang: Fallen Feathers بقصة مأساوية وجذابة الى حد ما، حيث تستيقظ محاربة فاقدة للذاكرة في كهف، مصابة بمرض غامض يُدعى الريشنة، وهو مرض يمحو الذكريات ويُحوّل ضحاياه إلى وحوش مشوهة، وما يبدأ كرحلة شخصية لاكتشاف هويتها ووقف تحولها المرعب، يتحول سريعًا إلى ملحمة فانتازيا قاتمة مليئة بالأسرار والشخصيات المأساوية.

رغم البداية الواعدة، إلا أن السرد يفقد تماسكه كلما تقدمت في اللعبة، فيتم تقديم الشخصيات وتختفي دون تطور يُذكر، وتُدفن نقاط الحبكة الرئيسية تحت حوار غامض وإشارات مبهمة، وتعداد كبير من الشخصيات، وعلى عكس أسلوب رواية القصص البيئية الممتاز في ألعاب FromSoftware، يبدو عالم Wuchang غير مترابط، وهذا الأمر يجعل اللاعبين يجمعون قطع اللغز دون مكافأة سردية مرضية في النهاية.

قد يجد عشاق الغوص في تفاصيل الأسلحة والقطع الأثرية عمقًا خفيًا، لكن اللاعبين العاديين قد يجدون أنفسهم تائهين بحلول نهاية الرحلة التي قد تستغرق 45 ساعة.

فن بصري ساحر ببعض العثرات التقنية

من الناحية البصرية، تتفوق Wuchang في المزج بين الجمال والنقيض في بعض الأحيان، حيث تبدأ اللعبة في قرية صينية نابضة بالحياة، مليئة بالتفاصيل المعمارية والمناظر الطبيعية الخلابة التي تعكس جمال حقبة أسرة مينغ، ولكن مع انتشار مرض الريشنة، تتحول البيئات تدريجيًا إلى عوالم غريبة، وشخصيات مشوهة وكهوف غريبة، وأنقاض متعفنة تُبرز جو الرعب بفعالية وتميز.

يُبرز التوجه الفني للعبة براعة الاستوديو في تصميم عالمها، رغم وجود بعض المشاكل البسيطة التي تُضعف التجربة قليلاً، وكما هو معهود عن Unreal Engine 5 الذي تم تطوير اللعبة به، فهناك دومًا مشاكل، مثل ظهور النصوص والأصول المفاجئ أو الإضاءة غير المتساوية في بعض المشاهد، وهذه المشاكل التقنية لا تنتقص كثيرًا من الجودة الفنية الإجمالية، لكنها ملحوظة.

أسلوب ونظام لعب Wuchang: Fallen Feathers

يُشكل نظام القتال في Wuchang نقطة قوة بارزة تميزها، وذلك بكونها تنتمي لفئة ألعاب السولز-لايك، تقدم اللعبة للاعبين حرية واسعة في بناء شخصيتهم القتالية عبر نظام مهارات متفرع ومعقد، يتيح تخصيصًا عميقًا يُذكرنا بتعقيد بعض أنظمة RPG الكلاسيكية.

لا تقتصر مرونة القتال على ذلك، بل تتجاوزه إلى إمكانية المزج بين المهارات المتخصصة لكل سلاح على حدة، والقدرات الفريدة المكتسبة من “الانضباط” والتي تفتح في شجرة المهارات، وهذا المزيج يُتيح ابتكار أساليب لعب ديناميكية تتناسب مع أي استراتيجية. على سبيل المثال، يمكن للمحاربين المتمرسين الجمع بين استخدام سيف اللهب مع مهارة الصد لتعويض الضرر أثناء إلحاق حروق بالعدو، بينما قد يُفضل آخرون استخدام نفس السيف مع مهارة الهلال القمري لتكتيكات الهجوم الخاطف والتراجع.

تتطلب المعارك إتقانًا، فالهجمات الأساسية لن تكون فعالة ضد الزعماء وضرباتهم ذات التوقيت المعقد، فنظام قوة السماء يكافئ الدقة والاحترافية، حيث يتيح للاعبين إطلاق هجمات قوية دون استنزاف الطاقة إذا تمكنوا من تفادي الضربات في اللحظة المناسبة.

ومع ذلك، يعاني منحنى الصعوبة من عدم الاتساق، حيث يشعر بعض الزعماء بأنهم غير عادلين في عدوانيتهم المفرطة، “الزعيمة هونغلان” على وجه الخصوص تُجسد هذه المشكلة، فمعركتها ليست اختبارًا للمهارة بقدر ما هي اختبار تحمل، مع فترات ضيقة جدًا للهجوم تُشعرك بالإحباط.

جدير بالذكر أن الألعاب سريعة الوتيرة وتعتمد على التوقيت، والتي يتم تطويرها باستخدام Unreal Engine 5، عادةً ما تعاني من مشاكل وتأخير أو عدم دقة في تنفيذ الضربات والصد بسبب صعوبة ضبط الـ Optimization، ولعبة Wuchang: Fallen Feathers ضحية أخرى، وننتظر صدور تحديث لإصلاح مشاكلها.

تصميم المستويات ومتاهات ذكية مليئة بالأسرار

عالم اللعبة أشبه بمتاهة محكمة وساحرة، مليئة بالأسرار التي تنتظر من يكتشفها، وستجد طرقًا مختصرة ذكية تربط المناطق ببعضها البعض، وهو يجعل الاستكشاف متعة حقيقية ويُعزز من ترابط العالم، فهناك لحظات تصميمية تُبرز إبداع Wuchang، مثل المشهد الذي يفرض عليك تفادي عدو ينشر اليأس وهي حالة قد تؤدي للموت الفوري، بينما تتجاوز مخاطر معقدة وتتفادى أعداءً يظهرون من العدم بفعل خصم خفي.

هذه اللحظات بالذات هي ما تُظهر Wuchang في أبهى صورها، فيمكن وصفها بأنها تجربة مبتكرة، مشحونة بالتوتر، وتُذكرنا بأروع لحظات ألعاب السولز من حيث تصميم المراحل الذكي.”