هذا العام، كنا على موعد مع صدور لعبة الخدمة الحية بالمنظور الثالث Helldivers 2 التي حققت نجاح كبير وما زالت مستمرة في هذا النجاح.
اعتادت سوني في سياستها التي تعتمد على تقوية علامة بلايستيشن، من خلال تقديم عناوين من الدرجة الاولى AAA قصصية فردية، الامر الذي ساهم في جذب الملايين الى منصاتها الخاصة وبناء قاعدة جماهيرية كبيرة مخلصة تترقب ان تصدر سوني منصاتها الجديدة للانقضاض عليها من اجل ان يستمتعوا بهذه العناوين المميزة.
لكن وفي السنوات الاخيرة، بدأت سوني في تغيير نهجها تجاه هذا التوجه الذي استمر منذ اكثر من 25 عام، حيث بدأت تبحث عن تحقيق الارباح المستمر ومن خلال تقديم عناوين الخدمة الحية المشابه لنظام لعبة Fortnite و PUBG وغيرها.
العاب الخدمة الحية، تعتمد بشكل اساسي على بناء المحتوى الاساسية للعبة الذي يكون في الغالب اقل تكلفة ويستغرق وقت اقل في التطوير، ومن ثم توسيع هذا المحتوى من خلال التحديثات التي يقدم بعضها تحديات جديدة للاعبين التي تتمحور حول اعداء جديد او مناطق جديدة تضاف الى خريطة اللعبة او حتى قلب الخريطة بالكامل ودفع اللاعبين للاستمرار في التواجد في هذا عالم بشكل مستمر ولعدة سنوات لإطالة عمرها قدر المستطاع.
لعبة Helldivers 2 هى التجربة الاولى الناجحة من شركة سوني التي تمكنت من شق طريقها واثبات وجودها بين العديد من العناوين الاخرى التي صدرت لم تحقق النجاح المرجوا منها. لكن رغم هذا النجاح، فقد يكون كارثة وجحيم على جمهور سوني المخلص.
سوني من خلال تصريحات رئيس بلايستيشن الجديد هيروكي توتوكي الذي بدأ رسمياً في منصبة الجديد منذ ايام قليلة حيث قال ان التركيز سيتحول الان لينصب على هامش الارباح التي يمكن لاستديوهات بلايستيشن تحقيقها.
العاب الطرف الاول من استديوهات بلايستيشن تأتي دائما او معظمها من الدرجة الاولى من فئة AAA وغالباً ما تكون تكلفة تطويرها عالية. على سبيل المثال، تفيد بعض التقارير بأن تكلفة تطوير لعبة Spider Man 2 قد بلغت قرابة 300 مليون دولار، بينما تحتاج لبيع اكثر من 7 مليون نسخة من اجل تغطية تكلفة الانتاج والبدء في جني الارباح للشركة.
هذا الامر تريد سوني ان تختصره من خلال توجهيين على النحو التالي .
- الاول هو تقليل انتاج هذه الالعاب لخفض التكاليف.
- الثاني هو جعل هذه الالعاب تجني المزيد من الاموال والارباح وبشكل مستمر.
وهذا كله لا ينطبق سوى على العاب الخدمة الحية، ونجاح لعبة الاكشن الحية Helldivers 2 قد يكون المشجع الاساسي لهذا التوجه من سوني.
ما زالت استديوهات بلايستيشن تعمل بصمت على مشاريعها الجديدة وقد انقضت مدة طويلة تحت هذا الصمت الذي بدأ يقلق الجمهور المترقب بالفعل. لكن هناك الكثير من التلميحات المستمرة من سوني تشير الى ان عدد من هذه الاستديوهات تعمل على عناوين خدمة حية.
هذا التوجه في حال حقق نجاح كبير لشركة سوني خاصة مع نجاح لعبة Helldivers 2، فقد يهدد مستقبل العاب القصة الفردية التي اعتدنا عليه من استديوهات بلايستيشن.
وحتى هذه الاوقات، لا تزال الأمور مبهمة حول مصير العاب القصة الفردية من سوني ولكن تصريحات توتوكي الاخيرة ربما تنعكس بالسلب على جودة هذه الالعاب وربما عددها ايضا بعد انشغال الاستديوهات بدل في العمل على مشروع لعبة حية.
هذا الأمر يسلط الضوء من جديد على تقارير سابقة تحدثت عن سياسة شركة سوني التي ستركز على إصدار ألعاب حصرية من فئة اقل جودة بين العناوين الرئيسية، لسد الفراغ الزمني التي تكون بين الحصريات الرئيسية.
يبقى ان نترقب ما الذي تجهزة لنا بعض استديوهات بلايستيشن التي نتوقع ان يتم الكشف عن بعض مشاريعها خلال هذا العام او مطلع العام القادم.