لأكثر من عقدين، كانت المنافسة بين Xbox وPlayStation هي المحور الأساسي في عالم الألعاب. كل جيل جديد كان يعني جولة جديدة في حرب الأجهزة، من يمتلك القوة الأكبر؟ الرسومات الأفضل؟ ومن سيحصل على الألعاب الحصرية التي تحسم المعركة؟
لكن في السنوات الأخيرة، بدأ شيء يتغير. توقف Xbox عن القتال بالطريقة التقليدية، وبدأ يسلك طريقًا مختلفًا تمامًا. وهنا السؤال الذي أصبح يطرح كثيرًا بين اللاعبين:
هل Xbox مات؟ أم أنه ببساطة غير شكله؟
منذ إطلاق خدمة Game Pass، أرسلت مايكروسوفت أول إشارة إلى أن اللعبة لم تعد تدور حول بيع أجهزة فقط. فبدل أن تحاول منافسة بلايستيشن بجهاز قوي وحصريات ضخمة كل عام، قررت تقديم منظومة اشتراك شهرية تمنحك مكتبة ضخمة من الألعاب عبر السحابة أو الـPC أو حتى عبر التلفزيون مباشرة.
هذه الخطوة لم تكن مجرد خدمة جديدة، بل كانت تحول استراتيجي كامل من فكرة بيع المنصة إلى بيع الوصول إلى الألعاب. أي أن مايكروسوفت لم تعد تقول اشتري Xbox، بل تقول: العب ألعابنا أينما كنت وكيفما أردت.
عندما تتحول المنافسة إلى منظومة
بينما ظلت سوني تركز على الحصريات وصناعة جهاز ألعاب تقليدي مميز بقدرات خارقة ومبتكرة تبهر به عشاقها، كانت مايكروسوفت تزرع شبكتها بهدوء. اشترت شركات تطوير ضخمة مثل Bethesda وActivision Blizzard وObsidian، وبذلك أصبحت تملك بعض أكبر العلامات التجارية في الصناعة مثل Call of Duty وFallout وElder Scrolls وDiablo وكلها متوفرة عبر خدمة Game Pass.
لكن هنا المفارقة: فبدلاً من استخدام هذه الألعاب كسلاح ضد بلايستيشن، مايكروسوفت فتحت الباب لتوسيعها وإصدارها على المنصات الأخرى من ضمنها أجهزة بلايستيشن. بكلمات أبسط، لم تعد حرب Xbox ضد PlayStation، بل أصبحت حرب مايكروسوفت ضد فكرة المنصة ذاتها.
من كيان إلى روح
في 2024، اتضح اتجاه الشركة بالكامل:
- دعم رسمي لتشغيل ألعاب Xbox عبر السحابة (Cloud Gaming) على الأجهزة والتلفزيونات الذكية.
- صدور بعض ألعاب Xbox حتى على منصات بلايستيشن ونينتندو.
- تركيز كبير على المحتوى والاشتراك بدلاً من المبيعات المباشرة للأجهزة.
هذا يعني أن Xbox لم يمت… لكنه تحول من كيان مادي إلى خدمة رقمية بمكن أن تصل اليها عبر منصات وأجهزة مختلفة. ولم يعد صندوقًا تحت التلفزيون، بل بوابة ضخمة لعالم ألعاب بلا حدود.
لكن، مايكروسوفت لن تتخلى عن جمهورها الذي يعشق إمتلاك المنصات ولكن ستزرع هذه الروح في منصات من مصنعين مختلفين بقدرات واشكال مختلفة كما فعلت مؤخرا مع جهاز Xbox Rog Ally المحمول من اسوس والذي يحمل روح إكس بوكس ولكن بشكل جديد.

حرب الأجهزة هي التي ماتت!
في الماضي، كنا نعيش حرب أجهزة حقيقية حيث إعتدنا أن نرى عبارة Xbox 360 ضد PS3 أو Xbox One ضد PS4، لكن في الجيل الحالي، يبدو أن الحرب انتهت دون إعلان هدنة. فكل شركة الآن تسير في طريق مختلف:
- سوني ما زالت تحمي إرثها من الحصريات وتجربة الجهاز الفاخرة.
- مايكروسوفت تبني منظومة خدمات عابرة للأجهزة.
- نينتندو تمشي في عالمها الخاص وتربح أكثر من الجميع بهدوء.
بعبارة أخرى، الحرب القديمة ماتت، لكن المعركة الجديدة بدأت في مكان آخر، معركة المنصات والخدمات التي تشكل مستقبل الصناعة.
إذًا… هل Xbox مات؟
الإجابة القصيرة: لا. لكن إن كنت تقصد Xbox بالمعنى القديم، الجهاز الأخضر الذي ينافس بلايستيشن وجهًا لوجه، فربما نعم، هذا الشكل من Xbox انتهى بالفعل. أما إن نظرنا إليه كمنظومة تمتد إلى الحاسوب والسحابة والهاتف والاشتراك الشهري، فهو في الواقع أقوى من أي وقت مضى.
Xbox لم يمت، هو فقط خرج من الحرب التي لم تعد تهمه، وبدأ يصنع حربه الخاصة من خلال وضع أساس لمستقبل خدمة الألعاب حسب الطلب من خلال شبكة ضخمة تمنح المشتركين وصول سريع لألعابهم بغض النظر عن الجهاز أو المكان أو حتى الزمان.
ما رأيك أنت؟.. هل ترى أن مايكروسوفت ذكية بخطوتها الجديدة، أم أنها تخلّت عن جمهورها الأساسي في سبيل نموذج تجاري جديد؟ شاركنا رأيك في التعليقات

 
		
 
									 
					