في عام 2008، أطلقت شركة روكستار واحدة من أكثر العناوين شعبية على الإطلاق، وهي لعبة المغامرة والأكشن والعالم المفتوح GTA 4، ولن أبالغ لو قلتا لكم أنها اعتبرت حينها تحفة فنية غيرت مشهد ألعاب العالم المفتوح إلى الأبد.
لقد قدمت لنا هذه اللعبة قصة محبوكة للبطل المحبوب نيكو بيليك في مدينة Liberty City النابضة بالحياة والأحداث، وقدمت مستوى جديد من الواقعية في عالم الألعاب، ولكن بعد مرور أكثر من عقد ونصف، هل لا تزال روكستار قادرة على إبهار اللاعبين وخاصة اللاعبين الجدد لتجربتها بحلة جديدة؟ وهل يستحق هذا العنوان فرصة جديدة للتألق في هذا الجيل؟
قبل الإجابة على هذه التساؤلات، ينبغي لنا التطرق الى أهم العناصر التي ميزت اللعبة، وما اذا كانت سببًا وجيهًا في إعادتها على شكل ريميك أو ريماستر على غرار ما حدث مع ثلاثية GTA Trilogy وكذلك صدور نسخة محسنة من GTA 5 مخصصة للجيل الحالي.. لذلك لنتوقف قليلًا مع أهم النقاط التي تجعلنا متحمسين لها..
اسباب حاجتنا لريميك أو ريماستر جديد للعبة GTA 4
- قصة مؤثرة وشخصية حفرت في ذاكرة اللاعبين
- مدينة غامضة مفعمة بالحياة
- الموسيقى التصويرية المميزة
- محرك اللعبة الثوري
1) قصة مؤثرة وشخصية حفرت في ذاكرة اللاعبين
قصة لعبة Grand Theft Auto IV تتمحور حول شخصية نيكو بيليك المعقدة، المهاجر الذي يحمل ندوب الماضي ويسعى لتحقيق الحلم الأمريكي، لا تزال محفورة في ذاكرة اللاعبين، فشخصيته المعقدة والصراعات الأخلاقية التي يواجهها تجعلنا نتساءل عن طبيعة الطموح والتضحية والحد الفاصل بين الخير والشر.
وعلى عكس بعض ألعاب GTA الأخرى التي تركز القصة على الفوضى والمرح، تركز اللعبة بشكل أكبر على سرد قصة قوية ومؤثرة. تطور شخصية نيكو وعلاقاته مع الشخصيات الأخرى هي محور اللعبة، مما يجعلها تجربة أكثر عمقًا وغنى.
اقرأ أيضًا: تحليل رسومات GTA 6 وطبيعة الخطوة التالية لمحرك RAGE الخاص بـ Rockstar
شخصية نيكو بيليك، ليس شخصية مجرد مجرم عادي، بل هو شخصية متعددة الأبعاد تحمل ندوب الماضي وأحلامًا وطموحات، حيث يعاني من صراعات داخلية بين رغبته في حياة أفضل ومشاركته في عالم الجريمة، مما يجعله شخصية سرعان ما تتعاطف معها ولا يمكن نسيانها.
المثير في الأمر أيضًا أن نهايات اللعبة تتأثر بالخيارات التي يتخذها اللاعب خلال القصة، مما يضيف قيمة إعادة اللعب ويجعل اللاعب يشعر بتأثير قراراته على مصير نيكو سواء الانتقام او التسامح.
2) مدينة غامضة مفعمة بالحياة
تقدم مدينة Liberty City صورة قاتمة وواقعية للحياة في المدينة الكبيرة، من الجريمة والفساد والعنف متفشية، والشخصيات تعاني من مشاكل حقيقية مثل الفقر واليأس، فعالم اللعبة ملي بالتفاصيل الدقيقة، من تصميم المباني والشوارع إلى اللافتات والإعلانات التي تجعل المدينة تبدو حية وواقعية، وتساعد اللاعب على الانغماس في عالم اللعبة.
وهناك أيضًا الجانب المظلم من الحياة في المدينة الكبيرة، مثل الجريمة والفساد والعنف المنتشرين في كل مكان، وهو ما خلق جوًا قاتمًا وواقعيًا عزز من القصة والدراما العميقة. هذا كله خلق تجربة أكثر نضجًا وجاذبية للاعبين الباحثين عن قصة ذات مغزى.
تعتبر المدينة فيها هي أكثر من مجرد خلفية للأحداث، وتساهم بحد ذاتها بشكل كبير في نجاح قصة اللعبة، حيث تعتبر Liberty City مدينة مستوحاة من مدينة نيويورك بكل تنوعها وثرائها الثقافي. من الأحياء المختلفة مثل بروكلين ومانهاتن و نيوجيرسي، التي تعكس جوانب مختلفة من الحياة في المدينة الكبيرة، من الفقر والعنف إلى الثراء والبذخ.
3) الموسيقى التصويرية المميزة
تتميز GTA 4 بموسيقى تصويرية متنوعة وغنية، تعكس أجواء المدينة وتضيف عمقًا عاطفيًا إلى القصة، حيث تضمنت الموسيقى التصويرية مجموعة واسعة من الفنانين العالميين، بما في ذلك Bob Marley و The Rapture و Kanye West وغيرهم. هذا يضيف قيمة إنتاجية عالية للموسيقى التصويرية ويجعلها ممتعة للاستماع إليها حتى خارج اللعبة.
تتميز اللعبة بمجموعة متنوعة من محطات الراديو التي تقدم أنواعًا موسيقية مختلفة، من البوب والروك إلى الهيب هوب والريغي، وهو ما عكس التنوع في الثقافات المتعددة الموجودة في مدينة اللعبة، وسمح للاعبين بالاستماع إلى الموسيقى التي يفضلونها أثناء اللعب.
بالإضافة إلى الأغاني المرخصة، تحتوي اللعة على موسيقى أصلية من تأليف Michael Hunter، الذي ابتكر مقطوعات موسيقية فريدة تعزز الأجواء الدرامية والعاطفية للعبة.
4) محرك اللعبة الثوري
كان محرك لعبة Grand Theft Auto IV، المعروف باسم RAGE ثوريًا في وقته، حيث قدم تحسينات كبيرة في الرسومات والفيزياء مقارنة بألعاب السلسلة السابقة، وقد تم تطوير داخليًا بواسطة Rockstar، مما سمح لهم بتخصيصه ليناسب احتياجات اللعبة بشكل مثالي، وليكون محركًا مرنًا وقابل للتطوير، وهو ما سمح لروكستار باستخدامه في العديد من ألعابهم الأخرى، بما في ذلك Red Dead Redemption و Max Payne 3.
اقرأ أيضًا: انتقال شركة Rockstar إلى النسخة التاسعة المحدثة من محرك GTA 6 الثوري Rage
قدم المحرك رسومات أكثر تفصيلاً وواقعية، مع تحسينات في الإضاءة والظلال والمؤثرات الجوية، بالإضافة أنها قدمت نظامًا فيزياء ثوريًا في ذلك الوقت، مستخدمة تقنية Euphoria من NaturalMotion لمحاكاة الفيزياء، مما جعل السيارات تتحرك وتتصادم بطريقة أكثر واقعية من أي لعبة أخرى في ذلك الوقت، وحسن من حركة الشخصيات، وهذا كله أضاف طبقة جديدة من العمق والمتعة إلى طريقة اللعب.
لماذا نحتاج إلى ريميك أو ريماستر GTA IV؟
رغم أن اللعبة تستحق أن يتم إعادة تقديمها للاعبين الجدد بطريقة تليق بمكانتها، والتي قد تكون فرصة أيضًا للاعبين القدامى لإعادة إحياء ذكرياتهم مع اللعبة، إلا أنه قد يكون هناك بعض المعيقات التي تحول دون حصولنا على نسخة جديدة محسنة منها، بعضها يتمثل في تركيز روكستار المنصب على المشروع الأضخم لعبة GTA 6، والبعض الآخر على مستوى رسومات اللعبة وميكانيكا اللعب التي ستحتاج الى عمل كبير بمعايير اليوم، وعدم الوقوع في الأخطاء التقنية مثل ما حدث مع ثلاثية GTA الكلاسيكية.