في تطور مفاجئ ومرحب به، تراجعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض تعريفات جمركية “انتقامية” على مجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الذكية والحواسيب ومكوناتها الرئيسية، وذلك بحسب ما أعلنته وكالة بلومبيرغ وهيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية (CBP).
هذا القرار يمثل ارتياحًا كبيرًا لصناعة ألعاب الفيديو والتقنية، التي كانت تخشى من ارتفاع كبير في أسعار منتجاتها في السوق الأمريكي.
يأتي هذا التراجع بعد أسابيع من القلق والتحذيرات من قبل محللين وشركات في قطاع الألعاب والتقنية، والذين أشاروا إلى أن فرض تعريفات جمركية بنسبة تجاوزت 25% على واردات أجهزة الكمبيوتر، بالإضافة إلى تعريفات أخرى على سلع قادمة من الصين وفيتنام (حيث يتم تصنيع جزء كبير من أجهزة الألعاب ومكوناتها)، كان من شأنه أن يؤدي إلى زيادة ملحوظة في أسعار أجهزة الألعاب مثل PlayStation و Xbox و Nintendo Switch، بالإضافة إلى مكونات الحاسوب الشخصي.
وكانت التقارير قد حذرت من أن هذه الزيادات السعرية قد تؤثر سلبًا على مبيعات أجهزة الألعاب وتبطئ من نمو السوق بشكل عام، خاصة في ظل تباطؤ مبيعات أجهزة ألعاب الفيديو في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، كما أثيرت مخاوف بشأن التأثير المحتمل على سعر جهاز Nintendo Switch 2 المرتقب، والذي كان من المتوقع أن يشهد ارتفاعًا كبيرًا بسبب التعريفات المفروضة على الواردات من فيتنام.
إلا أن الإعلان الرسمي من هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية (CBP) جاء ليطمئن الصناعة والمستهلكين على حد سواء، فقد أكدت الهيئة أن الإعفاءات من الرسوم الجمركية تشمل مجموعة واسعة من المنتجات الإلكترونية التي لا تصنع في الولايات المتحدة، وعلى رأسها الهواتف المحمولة والحواسيب المحمولة ومحركات الأقراص الصلبة والمعالجات وشرائح الذاكرة.
وبحسب وكالة بلومبيرغ، فإن هذه المنتجات كانت في السابق خاضعة لرسوم جمركية فرضها ترامب على الصين بنسبة تصل إلى 25%، بالإضافة إلى تعريفة أساسية بنسبة 10% على معظم الدول الأخرى، وشملت قائمة الإعفاءات نحو 20 منتجًا آخر، بما في ذلك محولات الطاقة القائمة على أشباه الموصلات وأجهزة التخزين الصلبة وشاشات العرض المسطحة.
هذا القرار يمثل تنفسًا للصعداء لشركات كبرى مثل Razer و HP و Dell و Microsoft و ASUS و Acer، التي تعتمد بشكل كبير على التصنيع في الصين، حيث لن تضطر إلى رفع أسعار منتجاتها بشكل كبير كما كان متوقعًا، بالإضافة الى أنه يقلل من الصدمة السعرية المحتملة على المستهلكين الأمريكيين الذين كانوا يستعدون لدفع المزيد مقابل أجهزتهم الإلكترونية المفضلة.
على الرغم من هذا التطور الإيجابي، أشارت بلومبيرغ نقلًا عن مصادرها إلى أن هذه الإعفاءات قد تكون مؤقتة، وقد يتم استبدالها لاحقًا بتعريفة جمركية مختلفة، ولكن من المتوقع أن تكون أقل حدة فيما يخص الصين، وحتى هذه اللحظة الآن، لم يصدر البيت الأبيض أي تعليق رسمي بشأن هذه القرارات الأخيرة.
في كل الأحوال، فإن هذا التراجع فرض تعريفات جمركية بهذه النسب، يمثل خبرًا جيدًا لعشاق أجهزة الألعاب ومستخدمي الحواسيب والأجهزة الإلكترونية في الولايات المتحدة، حيث من المرجح أن يتم تجنب ارتفاع كبير في الأسعار على المدى القريب، ولكن يبقى الوضع التجاري العالمي متقلبًا، ويجب على الصناعة والمستهلكين البقاء على أهبة الاستعداد لأي تغييرات مستقبلية محتملة.