هل يمكن لجهاز ألعاب صدر قبل أكثر من عقد أن ينافس في الأداء اليوم؟ في تجربة هندسية طموحة على يدي ZacBuilds، جرى دفع جهاز بلايستيشن 3 الأسطوري إلى أقصى حدوده ليصبح بشكل غير رسمي وكأنه PS3 Pro لو صدر في وقته. المشروع لم يكن مجرد انعاش لجهاز قديم، بل عملية تشريح كاملة تضمنت فتح المعالجات (Delidding)، وتصميم نظام تبريد المائي المخصص بالكامل، وصولًا إلى كسر سرعة المعالج الرسومي بنسبة 50٪ لتحقيق قفزة هائلة في الأداء.
الخطوة الأولى: اختيار النسخة المثالية
من بين 19 إصدارًا مختلفًا من PS3، تم استبعاد نسخ الـ Fat بسبب حرارتها العالية واستهلاكها الكبير للطاقة، كما تم تجاهل نسخة Super Slim الحديثة نظرًا لتقييدها بخصائص أمنية تمنع كسر السرعة.
الاختيار الأمثل كان نسخة Slim (CC2501B)، التي تجمع بين كفاءة الطاقة بفضل معالجات 45 و40 نانومتر، وإمكانية تثبيت الـ Custom Firmware (CFW) اللازم للتحكم الكامل بالنظام.
الخطوة الثانية: مشكلة تفكيك المعالجات (Delidding)
أبرز مشاكل PS3 هي الحرارة المفرطة الناتجة عن جفاف المعجون الحراري أسفل الغطاء المعدني للمعالج مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى ظهور الخطأ الشهير “الضوء الأصفر للموت”.
ولحل هذه المشكلة، جرى تنفيذ عملية Delidding شديدة الدقة:
- المعالج الرسومي (GPU): كان ملتصقًا بالغراء الحراري، ما تطلب تسخينًا دقيقًا ونزعًا محسوبًا لتجنب تلف الرقاقة.
- المعالج المركزي (CPU): كان مغلفًا بحلقة من السيليكون، فتم فتحه بشفرة دقيقة بحذر شديد لتجنب أي ضرر داخلي.
الخطوة الثالثة: ترقية الواجهة الحرارية
بعد تنظيف المعالجات، استُخدمت وسادة حرارية حديثة من نوع PGM 7950 تتحول إلى سائل عند ارتفاع الحرارة، وذلك لكي يضمن توصيلًا مثاليًا، وقد أعيد تثبيت الأغطية باستخدام سيليكون RTV مقاوم للحرارة العالية لتأمين الضغط والتوصيل الحراري المثالي.
الخطوة الرابعة: تصميم نظام تبريد مائي مخصص بالكامل
التبريد الهوائي لم يكن كافيًا، لذلك صُمم نظام تبريد مائي من الصفر يشمل:
- تصميم ثلاثي الأبعاد للوحة الأم عبر ماسح ضوئي دقيق، لتصميم قطع تبريد تتناسب تمامًا مع المعالجين.
- طباعة الأجزاء بمادة نايلون مدعمة بألياف الكربون لتحمل الحرارة والضغط.
- تلدين القطع (Annealing) داخل فرن خاص لتقويتها ومنع تشوهها بمرور الوقت.
الخطوة الخامسة: دمج النظام داخل هيكل الجهاز
تم دمج المبرد (Radiator) في موقع المروحة الأصلية للحفاظ على تدفق الهواء لمزود الطاقة. كما جرى تصميم صندوق هواء (Airbox) مطبوع من بلاستيك ABS لتوجيه الهواء عبر المبرد نحو المكونات الحيوية، ونظرًا لعدم اتساع الغطاء الأصلي، صُمم غطاء علوي جديد ببروز أنيق وشبكة تهوية على شكل خلية نحل ومنفذ تعبئة سائل التبريد، ليحوّل الجهاز إلى تحفة ميكانيكية فريدة.
الخطوة السادسة: التحديثات النهائية وكسر السرعة
قبل اختبار الأداء، تم ترقية القرص الصلب إلى SSD بسعة 1 تيرابايت لتقليل أوقات التحميل، وتثبيت Custom Firmware عبر ثغرة في المتصفح لفتح إعدادات النظام الداخلية.
بعد ذلك، جرى كسر سرعة المعالج الرسومي بنسبة 50٪ (إلى تردد 750MHz) وزيادة سرعة الذاكرة الرسومية بنسبة 42٪، بينما بقيت الحرارة مستقرة عند 43 درجة مئوية فقطk، وهي نتيجة مذهلة لنظام تبريد فعال للغاية.
النتائج: أداء مذهل وحرارة جليدية
- Uncharted 2: من 30 إلى 50 إطارًا في الثانية.
- Bioshock Infinite: زيادة تقارب 50٪ في الأداء.
- Gran Turismo 6: استقرار على 60 إطارًا في الثانية.
- Watch Dogs: تحسن محدود بسبب اعتمادها على المعالج المركزي.
هل كان التبريد المائي ضروريًا؟
النتائج تشير إلى أن الأداء لم يكن محدودًا بالحرارة بعد التعديل ليكون أقرب بجهاز منتصف جيل لم يصدر في تلك الحقبة مثل PS3 Pro، بل بقدرات المعالج الرسومي ذاته، وهذا يعني أن عملية فتح المعالجات وتجديد المعجون وحدها ربما كانت كافية لتحقيق نتائج مشابهة، ومع ذلك، أثبت المشروع أنه تحفة هندسية بكل المقاييس، تُظهر إلى أي مدى يمكن دفع جهاز PS3 الكلاسيكي ليصبح أقوى وأكثر برودة من أي وقت مضى.
