قبل اثني عشر عام فتحت لعبة GTA 5 أبواب عالم مفتوح لا مثيل له منذ إطلاقها على أجهزة الجيل السابع، ورغم ضخامة ميزانية تطويرها التي تجاوزت 275 مليون دولار وفريق يضم نحو ألف مطور، لم يكن يتوقع أحد أن تجني اللعبة أكثر من 8.5 مليار دولار على مدى عمرها الطويل.
رحلة Grand Theft Auto 5 بدأت كحلم طموح لرواية قصة ثلاثة أفراد يعيشون صراعات جنونية في مدينة لوس سانتوس المشمسة ثم تحولت إلى ظاهرة عالمية بفضل طور الاونلاين الذي حصل على تحديثات بالمحتوى المتجدد لعدة سنوات.
على الجانب الآخر من الكرة الأرضية، انطلقت لعبة Fate / Grand Order عام 2015 بفريق صغير لا يتجاوز 80 شخص وميزانية قدرها عشرة ملايين دولار. في عامين فقط، نجحت هذه اللعبة المستندة إلى نظام Gacha في جمع عشر مليارات دولار متخلفة عن GTA 5 في عمرها الافتراضي ولكن متقدمة بفارق ملياري دولار في الإيرادات.
سر النجاح هنا كان بلا شك نموذج الأعمال الذكي الذي يعتمد على تقديم لعبة مجانية مدعومة بمشتريات في داخلها، والأحداث الدورية التي تبقي اللاعبين في حالة ترقب دائم لشخصيات نادرة وأسلحة قوية. خمسة أعوام استغرقتها روكستار في تطوير GTA 5، و12 عام عاشها اللاعبون في مغامرات لا تنتهي من عمليات السطو إلى السباقات العنيفة فوق الأسطح وخطط الهروب الدرامية.
أما Fate / Grand Order فاستفادت من عامين قصيرين في صنع قصة ملحمية بين أساطير تاريخية وشخصيات خيالية واجهت أعداء أسطوريين مع تصميم بصري جذاب وحوارات مشوقة حافظت على تفاعل الجمهور الياباني والعالمي.
عند النظر إلى مقارنة الأرقام، ندرك أن كلا اللعبتين استخدمتا استراتيجيات مختلفة، فلعبة Grand Theft Auto 5 رهن نجاحها بعمق العالم المفتوح ودعم طويل الأمد عبر تحديثات مدفوعة ومحتوى حصري، بينما راهنت Fate / Grand Order على تكرار التجربة الشرائية اليومية ورضا اللاعبين عن نظام اللعب والشخصيات.
على الرغم من الفوارق في حجم الفريق والتكلفة والمدة الزمنية، تبرز حقيقة أن الإبداع لا يقاس بالمال وحده، ففريق صغير الحجم قد يحقق أرقام أكبر عندما يجد طريقه إلى قلب الجمهور.
وجه المقارنة | GTA 5 | Fate / Grand Order |
---|---|---|
عدد الموظفين | 1000 | 80 |
تكلفة التطوير والتسويق | 275 مليون دولار | 10 ملايين دولار |
مدة التطوير | 5 سنوات | سنتان |
الإيرادات الإجمالية | 8.5 مليار دولار | 10 مليار دولار |
كل من GTA 5 و Fate / Grand Order تبرزان صورتين متناقضتين ولكنهما ناجحتان في عالم الألعاب. فالأولى أيقونة إنتاجية عملاقة والثانية نموذج لكيفية تحويل لعبة بسيطة إلى مصدر دخل هائل عبر فهم الجمهور وميوله. في نهاية المطاف، يظل الدرس واضح سواء في شوارع لوس سانتوس المزدحمة أو معارك الأساطير الخيالية، القدرة على جذب انتباه اللاعبين واحتفاظهم بالتجربة هي مفتاح تحقيق المليارات.
شكرا بلو جيمنج على المعلومات