يبدو أن عالم السلاحف النينجا المتحولة (Teenage Mutant Ninja Turtles) على وشك الدخول إلى حقبة جديدة، مغامرة جريئة تهدف إلى استنساخ النجاح الساحق الذي حققته أفلام “سونيك القنفذ” (Sonic the Hedgehog). شركة باراماونت، المنتجة للسلسلة الشهيرة، تستعد لتقديم السلاحف في قالب واقعي حي، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلامة التجارية الشهيرة وهل ستتمكن من تجنب أخطاء الماضي.
باراماونت تسعى لـ “سونيك-فاية” السلاحف النينجا
وفقًا لتقرير حديث نشره موقع The Hollywood Reporter، كشفت باراماونت عن إجراء مفاوضات جادة مع المنتج نيل إتش. موريتز، العقل المدبر وراء ثلاثية “سونيك القنفذ” الناجحة، للإشراف على مشروع فيلم جديد للسلاحف النينجا بتقنية الأداء الحي. هذا التحرك يعكس رغبة قوية داخل الشركة في تطبيق ما يطلق عليه “سونيك-فاية” (Sonic-fy) السلاحف، أي استلهام النموذج الذي حققته سلسلة أفلام “سونيك” في تقديم شخصيات كرتونية في بيئة واقعية.
هذه “السونيك-فاية” لا تقتصر على المظهر البصري، بل تمتد لتشمل دمج الشخصيات الكرتونية مع خلفيات ومواقع تصوير حقيقية، مع الحفاظ على روح الدعابة والحركة السريعة التي تميز بها “سونيك”. الهدف واضح: تكرار النجاح الجماهيري والتجاري الضخم الذي شهدته أفلام القنفذ الأزرق.
دروس مستفادة من أزمة “سونيك” الأولى
قد يرى البعض في هذا التوجه مخاطرة، خاصة وأن باراماونت واجهت في الماضي عاصفة من الانتقادات بسبب التصميم الأولي لشخصية “سونيك” في الفيلم الأول. التصميم لم يرق إلى مستوى توقعات الجمهور المحب للشخصية، مما اضطر الشركة لاتخاذ قرار جريء بإعادة تصميمه بالكامل وتأجيل عرض الفيلم لعدة أشهر.
ولكن يبدو أن باراماونت تتعلم من أخطائها. الاعتماد على خبرة موريتز، الذي نجح في تجاوز هذه الأزمة مع “سونيك” وإعادة بناء صورة الشخصية، يأتي بهدف تجنب تكرار نفس السيناريو مع السلاحف النينجا. الفكرة هنا ليست فقط تقديم السلاحف بتقنية الأداء الحي، بل تقديمها بطريقة مقنعة ومحترمة للشخصية الأصلية. هذه الخطوة تظهر اهتمام الشركة بـ أفلام الأبطال الخارقين و محاولة توسيع نطاقها في هذا المجال.
هل تم تجاهل نجاح “Mutant Mayhem”؟
يثير هذا التوجه سؤالاً منطقيًا: ما الحاجة إلى فيلم جديد بتقنية الأداء الحي في ظل النجاح النقدي والتجاري الذي حققه فيلم الرسوم المتحركة “Mutant Mayhem” في عام 2023؟ الفيلم حقق إيرادات بلغت 182 مليون دولار، وحصل على تقييم مذهل بلغ 95% على موقع Rotten Tomatoes.
الإجابة، وفقًا لمصادر داخل باراماونت، تكمن في الرؤية المستقبلية للعلامة التجارية. على الرغم من جودة “Mutant Mayhem”، يبدو أن الشركة لا تعتبره النموذج الأمثل للمستقبل. هذا أدى إلى إيقاف العمل على السلسلة المشتقة “Tales of the Teenage Mutant Ninja Turtles” ووضع تركيز أكبر على مشروع الأداء الحي.
على الرغم من أن الجزء الثاني من “Mutant Mayhem” لا يزال مدرجًا في خطط الإصدار لعام 2027، إلا أن التوجه الموازي نحو فيلم الأداء الحي يؤكد أن باراماونت تبحث عن نموذج تجاري أكثر ضخامة، قادر على تكرار النجاح المالي الذي حققته سلسلة “سونيك” التي تجاوزت مليار دولار بإجمالي إيراداتها. الشركة تطمح إلى الوصول إلى جمهور أوسع و تحقيق أرقام قياسية في الإيرادات من خلال هذا المشروع الجديد. و بالتالي فالهدف هو صناعة الأفلام و زيادة الأرباح.
بين رؤية قصيرة المدى واستراتيجية طويلة الأمد
الرهان على صيغة وأسلوب “سونيك” يبدو منطقيًا من الناحية التجارية، لكنه يحمل في طياته مخاطرة كبيرة. هل يمكن تعميم نجاح “سونيك” على علامات تجارية أخرى؟ هل يمكن تكرار نفس السحر مع السلاحف النينجا؟
إذا كان فيلم “Mutant Mayhem” قد أثبت أن الجمهور متعطش لأسلوب جديد ومختلف للسلاحف، فهل التحول نحو واقعية هجينة سيكسر هذا الزخم أم سيعززه؟ هذا هو التحدي الذي يواجهه فريق الإنتاج بقيادة نيل إتش. موريتز.
الجمهور قد يكون لديه تصورات مسبقة عن شكل السلاحف النينجا، والتحول المفاجئ نحو الواقعية قد لا يلقى استحسان الجميع. الموازنة بين الحفاظ على روح الشخصية الأصلية وتقديمها في قالب جديد هو مفتاح النجاح.
مستقبل السلاحف النينجا: إعادة تشكيل شاملة
بغض النظر عن النتيجة، المؤكد هو أن باراماونت تمضي قدمًا نحو أكبر إعادة تشكيل للعلامة التجارية “Teenage Mutant Ninja Turtles” منذ سنوات. هذا المشروع الطموح يمثل نقطة تحول محتملة في تاريخ السلاحف النينجا، وقد يحدد مسارهم في عالم السينما لعقود قادمة.
الآن، يبقى الانتظار لرؤية كيف ستتعامل باراماونت مع هذا التحدي، وهل ستتمكن من تقديم السلاحف النينجا بأسلوب يرضي الجمهور و يحقق النجاح التجاري المنشود. السلاحف النينجا بانتظار الجمهور في تجربة سينمائية جديدة.
المصدر: The Hollywood Reporter عبر The Gamer
