لا شك ان جهاز PS5 Pro اصبح حديث الجميع خلال الأشهر القليلة الماضية، بينما يسيطر على ترند المنصات الاجتماعية والانترنت بشكل دائم.
الجهاز قبل ان يصدر وعندما كشفت عنه سوني واجه انتقادات كبيرة والسبب الرئيسي هو السعر الذي يكاد يصل الى ضعف سعر الطراز العادي رغم انه مجرد جهاز منتصف جيل وليس جيل جديد. لكن ورغم ذلك، فبمجرد صدوره في الأسواق بدأ يشهد اقبال كبير، بل ويوسع طموحات سوني التي أصبحت ترغب في تمديد عمل الجيل ليصبح 10 سنوات. ليبقى السؤال هنا هو لماذا يشهد الجهاز كل هذا الاقبال وكأنه جيل جديد ومع هذا السعر المرتفع رغم الانتقادات التي سبقت ذلك.
السر يكمن دائما في الاعلام
هنا تكمن قوة سوني الإعلامية التي طالما تحدثنا عنها بأنها تلعب دور كبير في إنجاح منصات والعاب سوني سواء الطرف الأول او شركائها في الطرف الثالث. مع بناء سوني لعلامة بلايستيشن على مر السنين واكسابها شعبية كبيرة لم تهمل سوني هذا الامر واستمرت في استغلال ذلك من خلال الترويج والنشر من اجل الحفاظ على قوة العلامة إعلاميا الامر الذي يترجم في النهاية ليصبح نجاح تجاري كبير.
لعل الكثير من اللاعبين المخضرمين والدائمين انتبه الى ان سوني تكاد تكمل عامين دون اصدار أي لعبة طرف اول كبيرة AAA من أستوديوهات بلايستيشن التي نكاد ننسى انها بالفعل موجودة. لكن ورغم ذلك ما زالت منتجات بلايستيشن تشهد اقبال كبير وتحقق مبيعات ضخمة مقارنة بالمنصات الأخرى.
على سبيل المثال، جهاز PS Portal الذي راهن الجميع على فشله حتى جمهور بلايستيشن نفسه اقر بذلك لكن العكس قد حدث وحقق الجهاز مبيعات كبيرة حتى انه فاق توقعات سوني نفسها. وهذا يعود لسبب واحد هو القوة الإعلامية التي تمتلكها سوني للترويج لمنتجاتها.
أيضا جهاز PS5 Pro الذي صدر مؤخراً وقد تم انتقاده من قبل الكثير بسبب السعر والقفزة التي يقدمها مقابل هذا السعر، ولكن ذكاء سوني في الترويج للجهاز جعلته ليس فقط محط حديث الجميع بل اصبح طموح الكثير حتى من ليس لهم في العاب الأجهزة المنزلية.
هناك الكثير بدأ بالترقية الى الجيل الجديد بعد ان كان عالق في الجيل السابق بعد ان شاهد الضجة الإعلامية التي أحدثها جهاز PS5 Pro. هناك أيضا من قام ببيع جهاز PS5 العادي الخاص به وقام بشراء الجهاز الجديد، وهناك من كان لاعب PC وقام بشراء الجهاز من اجل الحصول على تجربة اكثر سهولة من خلال الجلوس في غرفة معيشته على اريكته المفضلة والاستمتاع باللعب على شاشته العملاقة.
المثال الثالث، هو إعادة الإصدارات التي اعتمدت عليها سوني بشكل واضح بدل من اصدار عناوين جديدة ورغم الانتقادات الى ان الكثير من العاب الجيل السابق التي تم إعادة إصدارها مقابل ترقية مدفوعة على الجيل الجديد حققت انتشار كبير على الانترنت وهناك الكثير من المقارنات الإيجابية التي يتغنى بها الكثير على الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي وهم منبهرين من النتائج، اخرها كانت لعبة Horizon Zero Dawn Remastered التي ما زالت تسيطر على الترند في بعض المناطق دفعت الكثير لدفع 10 دولارات للترقية والعودة الى عالمها.
مايكروسوفت كانت وما زالت لديها فرصة!
ما اريد الوصول اليه من خلال هذا التقرير هو ان الدور الإعلامي يعد عنصر قوي في النجاح التجاري وذلك لأنه يلعب دور كبير في اقناع المستهلك وليس التلاعب به ولكن وضعه على الطريق الصحيح من خلال توضيح المزايا والفوائد التي ستعود عليه عند وضع هذا المبلغ الكبير في الجهاز. وسوني تعتمد بشكل أساسي على هذا الأسلوب فلا احد يشك في قوة علامة بلايستيشن ولكن مع الترويج المستمر يجعلها راسخة في اذهان الجميع لتكون خيارهم الأول.
مايكروسوفت كانت لديها فرصة كبيرة عندما وضعت قدمها على الطريق الصحيح في حقبة Xbox 360 حيث بدأت تقاسم سوني في جزء كبير من السوق في تلك الفترة، ولكن ولسوء الحظ وبسبب التقصير الإعلامي والترويج الصحيح جعلها تفقد هذا النجاح بشكل سريع. ورغم ان التجارب والفرص تتكرر امامها الا انها ترفض استغلال بالشكل الصحيح، بينما تصر على اتباع طرق أخرى تؤثر بشكل عكسي على منتجاتها.
مايكروسوفت تمتلك الان ليس فقط أستوديوهات بل شركات ضخمة تقبع تحتها العديد من الأستوديوهات العالمية مثل اكتفيجين وبثيسدا والتي تمتلك عناوين ضخمة يمكن من خلال الترويج لها وربطها بمنصات Xbox ان تصنع زلزال مدوي يمكن ان يجعل العلامة التجارية تهيمن على جزء كبير من الأسواق العالمية. لكن للأسف ما زالت حلقة الاعلام والترويج في شركة مايكروسوفت مفقودة بشكل كبير.