من منا لا يتذكر صدمة رحيل هيديو كوجيما عن شركة كونامي؟ في ذلك الوقت، اعتقد الكثيرون أن صناعة الألعاب فقدت أحد أهم مبدعيها، ولكن سرعان ما أثبت للعالم أنه قادر على تحقيق إنجازات أكبر بكثير فبعد رحيله، ومن هناك، إنطلق وأسس استوديو خاصًا به وأطلق لعبة Death Stranding التي حصدت نجاحًا باهرًا. لكن ما هي القصة وراء هذه التحول المذهل.. وكيف تمكن كوجيما من تحقيق كل هذا النجاح رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهته.
لم يكن رحيل كوجيما عن كونامي قرارًا متسرعًا، بل كان نتيجة لتراكم العديد من العوامل، فبعد سنوات من الإبداع والإنجازات، شعر المطور الخضرم بأن رؤيته الفنية بدأت تصطدم بقيود بيئة العمل في كونامي. كان يرغب في تجربة أفكار جديدة ومبتكرة، لكن البيئة المؤسسية للشركة كانت تفرض عليه قيودًا صارمة. هذا الإحباط المتراكم دفعه لاتخاذ قرار جريء بإنشاء استوديو خاص به، حيث يتمتع بحرية تامة لإطلاق العنان لإبداعه.
كوجيما من خلال مشاركته تغريدة جديدة مليئة بالمشاعر عبر حسابه الرسمي على تويتر، شاركها وهي تحمل من ورائها العديد من المعاني العميقة، فقد كشفت لنا عن حلقة صغيرة مفقودة في تلك الأحداث من بين حلقات كثيرة، لم نكن لنتخيلها لولا أنه فتح قلبه وتحدث عنها.
All I had took was a computer, a monitor, PS4 to watch Bluray), headphones, note, coffee mug, books, umbrella, tissues, and a smartphone. I did most of the concepts on my smartphone😅 https://t.co/6iAZgJO6g6
— HIDEO_KOJIMA (@HIDEO_KOJIMA_EN) November 11, 2024
بعد ترك كونامي، وجد كوجيما نفسه في بيئة عمل متواضعة للغاية، فبدلاً من الاستعانة بمكاتب فخمة ومعدات متطورة، بدأ مشروعه الجديد في مكتب صغير مجهز بأبسط الأدوات، وهذه البساطة ورغم أنها بعيدًا عن كونها عائقًا، كانت بمثابة حافز للإبداع، فبدلاً من الانشغال بالتكنولوجيا المعقدة، تمكن من التركيز على تطوير الأفكار والقصة، وقد تكون هذه البيئة البسيطة شجعت على التعاون الوثيق والانسجام بين أعضاء الفريق، مما ساهم في خلق جو من الإبداع والابتكار.
قصة هيديو كوجيما تلهمنا جميعًا بأن الإبداع لا يقتصر على بيئة معينة أو موارد معينة، فحتى في أصعب الظروف، يمكن للإرادة والعزيمة أن تحقق المستحيل، فرحلة كوجيما من موظف في شركة كبيرة إلى مؤسس استوديو ناجح تذكرنا بأهمية المخاطرة والتحدي من أجل تحقيق أحلامنا، بل وتشجعنا على دعم المبدعين المستقلين الذين يسعون إلى تقديم تجارب ألعاب جديدة ومبتكرة.”
لا ننسى أن شركة سوني كانت سندًا هامًا في إرجاع هذا الموهوب الى الساحة بكل قوة، من خلال دعمه المادي من خلال النشر والتطوير، والمساعدة من قبل استديوهات بلايستيشن وتمكنيه من استخدام محرك Decima المملوك للمطور Guerrilla Games.